في عالم الطب والنفس، يُعتبر رهاب المرايا، الذي يُعرف بالإنجليزية بمصطلح “Fear of Mirrors”، ظاهرة نفسية معقدة تتسم بالقلق الشديد والرهبة المفرطة من الانعكاس الذاتي في المرايا. يعد هذا الاضطراب جزءًا من مجموعة واسعة من اضطرابات القلق والهلع التي تؤثر على الصحة النفسية للفرد.
يتجلى رهاب المرايا في تفادي الأفراد المصابين للنظر في أنفسهم في المرايا، وذلك بسبب خوفهم من رؤية صورتهم الشخصية. يمكن أن تترافق هذه الحالة مع مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية والنفسية، بما في ذلك الارتباك، وزيادة معدل ضربات القلب، والتعرق الزائد.
تتأثر حياة الأفراد المتأثرين بهذا الرهاب بشكل كبير، حيث يمكن أن يؤدي الخوف المستمر من المرايا إلى انعزال اجتماعي وضعف الثقة بالنفس. يمكن أن يكون أصل هذا الرهاب مرتبطًا بتجارب سلبية في الماضي أو بتشوهات في الصورة الشخصية، وقد يستفيد المريض من العلاجات النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي لتحسين نوعية حياتهم اليومية وتقليل مستويات القلق.
يشدد الأطباء والمختصون على أهمية التفريق بين رهاب المرايا واضطرابات الهوية الجسدية الأخرى، مثل اضطراب اضطراب الهوية الجسدية (BDD)، حيث يكون التركيز في الحالة الأخيرة على تشوهات خيالية أو طفيفة في المظهر الجسدي، بينما يكون رهاب المرايا مرتبطًا بالانعكاس الحقيقي للشخص.
تتطلب معالجة رهاب المرايا التقدير الدقيق للظروف الفردية، وقد يتم تضمين أنواع مختلفة من العلاج النفسي والدعم الاجتماعي في خطة العلاج الشاملة. بالإضافة إلى ذلك، يُشجع على التواصل المستمر بين الفرد المتأثر والفريق الطبي لتحسين الفهم وتعزيز الالتزام بعملية التحسين النفسي.