الحصوات الكلوية المتكونة من السيستين تُعد إحدى التحديات الطبية التي تستدعي الاهتمام والتحليل الشامل. يتعلق هذا النوع من الحصى بتراكم مادة السيستين، وهي حمض أميني غير قابل للذوبان بشكل جيد في البول. يُعتبر السيستين حمضاً أمينياً ثنائي الكبريت، وهو أحد المكونات الرئيسية للبروتين.
عندما تكون مستويات السيستين مرتفعة في البول بشكل غير طبيعي، يمكن أن تتكون حبيبات صلبة تشكل الحصوات في الكلى. يُعتبر تشكل حصى السيستين نتيجة لاضطراب وراثي نادر يُسمى “اضطراب استقلاب السيستين”، حيث يكون الشخص مصابًا بتحول جيني يؤدي إلى امتصاص غير فعّال للسيستين في الكلى.
تتميز حصى السيستين بكونها حبيبات صلبة وشكلها عادةً هو السداسي، مما يعكس تركيب السيستين ذاته. تظهر هذه الحصى بشكل واضح في الأشعة السينية، ويُعتمد تشخيصها على الفحوصات التصويرية مثل التصوير بالأشعة السينية للكلى والتصوير بالموجات فوق الصوتية.
من الجوانب الطبية الهامة لهذا النوع من الحصى هي أنه قد يكون عرضا للمشاكل الوراثية، ولذا يُفضل إجراء فحص وراثي لتحديد إذا كان هناك اضطراب وراثي محتمل في استقلاب السيستين.
على صعيد العلاج، يشمل التعامل مع حصى السيستين تغييرات في نمط الحياة وتعديلات في النظام الغذائي، بالإضافة إلى زيادة شرب السوائل لتخفيف تركيز السيستين في البول. في بعض الحالات الشديدة قد يتطلب الأمر استخدام الأدوية لتحسين ذوبان السيستين.
يجب على الأفراد الذين يعانون من حصى السيستين التعاون الوثيق مع فريق طبي متخصص لتحديد العلاج المناسب واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب تكرار تكون الحصى والمضاعفات المحتملة.