القرنية هي هيكل شفاف ومنحنٍ يقع في الجزء الأمامي من العين، والذي يلعب دورًا حاسمًا في التركيب البصري للعين. تُعد القرنية جزءًا لا يمكن الغفل عنه في النظام البصري، حيث تساهم في انكسار الأشعة الضوء وتسمح لها بالدخول إلى العين.
من الناحية التشريحية، تتكون القرنية من طبقات متعددة، مما يمنحها هيكلًا معقدًا يتيح لها أداء وظائفها بكفاءة. تتألف هذه الطبقات من الظهارة الظاهرة للعين، وهي المسؤولة عن الحماية والتحكم في دخول الضوء. بينما تكون الطبقة الوسطى من القرنية هي الطبقة الأكثر سمكًا وتحتوي على ألياف كولاجينية مرتبة بشكل فريد تساهم في القوة والمرونة.
تتميز القرنية بقدرتها على التجدد الذاتي بشكل طبيعي وبسرعة، مما يساعد في الحفاظ على شفافيتها ووظائفها البصرية. وعلى الرغم من ذلك، قد تواجه بعض الأمراض والحالات التي تؤثر على القرنية، مثل التقرن البسيط أو التقرن الشديد، مما يستلزم في بعض الحالات التدخل الطبي لاستعادة وظيفة القرنية.
من الجدير بالذكر أن القرنية تلعب دورًا هامًا في تحديد حدة الرؤية وجودة الرؤية، ولهذا فإن الاضطرابات في هيكلها أو وظائفها يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرة الفرد على رؤية العالم من حوله. تحظى القرنية بالاهتمام الكبير في مجال الطب والجراحة البصرية، حيث تعتبر جراحات زراعة القرنية وتصحيح النظر جزءًا أساسيًا من التدخلات الطبية المتقدمة التي تهدف إلى تحسين الرؤية وجودة حياة الأفراد.