في معجم الطب، يُعرف متلازمة العنق العظمية الخلقية، المعروفة أيضاً بالتورتيكوليس العظمي الخلقي، بأنها حالة طبية تتميز بانحناء العنق وتدويره نحو جهة واحدة نتيجة لانقباض أو تقلص غير طبيعي في العضلات والأنسجة الرقبية منذ الولادة. يُعتبر هذا الاضطراب مشكلة تنموية تظهر خلال الفترة الجنينية وتتسبب في تشوهات في تشكيل العظام والأنسجة المحيطة بالرقبة.
تعتبر متلازمة العنق العظمية الخلقية ظاهرة نادرة، ويمكن أن يكون لها أسباب متعددة، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية. يتسبب انحناء العنق في مشكلات حركية وتأثيرات على العمود الفقري والهيكل العظمي للرأس والعنق، مما يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في التحولات اليومية والأنشطة الحياتية.
تشمل الأعراض الشائعة لمتلازمة العنق العظمية الخلقية تقلص العضلات الرقبية، وتورم في الجلد المحيط بالعضلات المتأثرة، وتقليل نطاق حركة الرقبة. قد يصاحب ذلك أيضاً ألم في العضلات والمفاصل، وتشكيل عقبات في التنسيق الحركي.
للتشخيص الدقيق، يعتمد الأطباء على التاريخ الطبي للمريض والفحص السريري. من ثم، يمكن أن يتم إجراء فحوصات تشخيصية إضافية مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم هيكل العظام والأنسجة اللينة.
على الرغم من أن العلاج يعتمد على شدة الحالة وتأثيرها على جودة حياة المريض، يشمل العلاج عادةً الجلسات الطبيعية وتمارين العلاج الحركي لتحسين نطاق حركة الرقبة وتقوية العضلات المتضررة. في بعض الحالات، قد يتطلب العلاج التدخل الجراحي لتصحيح التشوهات الهيكلية.
في الختام، يتعين على الأفراد المصابين بمتلازمة العنق العظمية الخلقية التعامل مع فريق طبي متخصص للتقييم الشامل ووضع خطة علاج مناسبة تتناسب مع احتياجاتهم الفردية وتحسين جودة حياتهم.