التسوق القهري، المعروف أيضاً بالتسوق الاضطراري أو الشراء الهمجي، يُعد اضطرارًا غير مسيطر عليه للفرد للقيام بعمليات الشراء بشكل متكرر ومفرط، دون أخذ في اعتباره لاحتياجاته الحقيقية أو القيود المالية. يُصنف التسوق القهري كاضطرار نفسي ويشكل جزءًا من اضطراب الشخصية الحدية (OCD) أو الاضطرابات ذات الصلة.
تتسم هذه الحالة بالتفكير المستمر في الشراء والرغبة الشديدة في اقتناء الأشياء، حتى إذا كانت تلك الأشياء غير ضرورية أو لا تتناسب مع احتياجات الفرد. يظهر الفرد المتأثر بالتسوق القهري عادةً بفقدان السيطرة على سلوكه وعجزه عن التوقف عن الشراء حتى عندما يدرك أنه غير قادر على تحمل التكاليف المالية أو عندما يعي أنه لا يحتاج إلى الأشياء التي يقتنيها.
تُعتبر مشكلة التسوق القهري اضطرابًا نفسيًا يمكن أن يؤثر على جودة حياة الفرد بشكل كبير، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق بسبب الديون المتراكمة والصعوبات المالية. يُشير العديد من الخبراء النفسيين إلى أن التسوق القهري قد يكون ناتجًا عن عوامل نفسية عميقة مثل القلق، والاكتئاب، وانعدام الشعور بالرضا الذاتي.
على الرغم من أن التسوق القهري لا يزال موضوعًا نسبيًا جديدًا في المجال الطبي، إلا أنه يجذب اهتمام الباحثين والأطباء نظرًا لتأثيره السلبي على الصحة النفسية والاقتصادية للأفراد المتأثرين به. يتطلب تشخيص وعلاج التسوق القهري تفهماً عميقًا للعوامل النفسية والسلوكية المرتبطة به، مما يشير إلى أهمية تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذا الاضطراب وتقديم الدعم النفسي والعلاج اللازم للفرد المتأثر.