متلازمة البولي إندوكرينوباثي الذاتية، المعروفة أيضاً باسم “Autoimmune Polyendocrinopathy Syndrome”، هي حالة طبية نادرة ومعقدة تتسم بالتهاب المناعة الذاتي الذي يؤثر على الغدد الصماء الداخلية. يمكن أن تظهر هذه الحالة بأشكال متنوعة وتشمل التأثير على عدة غدد صماء داخلية مختلفة في الجسم. النظام المناعي يعتبر نفسه كجسم غريب، مما يؤدي إلى هجومه على الأنسجة السليمة.
تعتبر الأعراض المرافقة لمتلازمة البولي إندوكرينوباثي الذاتية متنوعة وتعتمد على الغدد الصماء المتأثرة. من بين الغدد الصماء الشائعة التي تتأثر في هذه الحالة تشمل الغدة الدرقية، والبنكرياس، والغدة الكظرية. يمكن أن يؤدي التأثير على هذه الغدد إلى اضطرابات هرمونية مختلفة، مما يسبب أعراضًا متنوعة تشمل ارتفاع أو انخفاض في إنتاج الهرمونات.
في سياق الغدة الدرقية، قد تظهر اضطرابات مثل فرط نشاط الدرق أو نقصه، مما يؤثر على وظيفة الغدة الدرقية. في حالة تأثير البنكرياس، يمكن أن يؤدي الالتهاب الذاتي إلى انخفاض إنتاج الأنسولين، مما يتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم والإصابة بداء السكري. أما في حالة تأثير الغدة الكظرية، قد يحدث نقص في إنتاج هرمون الكورتيزول، مما يؤدي إلى مشاكل صحية متنوعة.
يتطلب تشخيص متلازمة البولي إندوكرينوباثي الذاتية فحصاً شاملاً يشمل التاريخ الطبي للمريض والفحوصات المخبرية المتخصصة. يمكن أن تكون العلاجات موجهة نحو التسيير السريري للأعراض المحددة وتصحيح الاختلالات الهرمونية عبر العلاج الهرموني. قد يتطلب العلاج التعاون المتعدد التخصصات للتعامل مع تأثيرات متعددة على الغدد الصماء والجهاز المناعي.