“فولتير أو العقل ملكاً”، للكاتب جان أوريو، يعتبر أحد الأعمال الأدبية البارزة التي تركت بصمة في عالم الأدب والفكر. إنه عمل يستحق الاهتمام والتأمل، فهو ليس مجرد سيرة ذاتية عادية تروي قصة حياة شخصية معينة، بل هو أسلوب حياة بذاته، يعكس أسلوب حياة الفيلسوف والكاتب الفرنسي الشهير فولتير.
في صفحات هذا الكتاب السميك، يُعرض لنا جوانب مختلفة من شخصية فولتير، وتنوّعات حياته الثرة بالتجارب والتحولات. يتجلى أمامنا الفهم العميق لحياة هذا الفيلسوف، ونتعرف على تفاصيل مساره الفكري والإبداعي، وكيف تشكلت أفكاره ومعتقداته وقناعاته من خلال تفاعله مع المحيط الثقافي والسياسي في عصره.
بالنظر إلى الحجم الضخم لهذا الكتاب، الذي يمتد على 976 صفحة، ندرك أنه يقدم تحليلاً شاملاً وشديد العمق لشخصية فولتير. يتضمن الكتاب تفاصيل مثيرة ومفصلة عن مختلف جوانب حياة فولتير، بدءًا من طفولته ونشأته وصولاً إلى أعماله الأدبية والفلسفية وتأثيره في العالم.
وما يميز هذا العمل أكثر هو أسلوب كتابته، الذي يأخذنا في رحلة ممتعة ومشوقة عبر عوالم فولتير الفكرية والإنسانية. فهو يجمع بين الروح الفلسفية والعمق التاريخي والأسلوب الأدبي السلس، مما يجعل قراءته تجربة غنية ومثمرة.
تحت إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عام 1984، يصبح هذا الكتاب مرجعًا هامًا لكل من يرغب في فهم واستكشاف عالم فولتير وفهم تأثيره العميق على الفكر والثقافة الغربية. إنها رحلة مثيرة لاكتشاف عقلية وفلسفية استثنائية، تستحق الاستكشاف والتأمل.