في الستينيات من القرن الماضي، أضحت سيارة فورد كورتينا 1962-1966 واحدة من أبرز المركبات في صناعة السيارات البريطانية. تمثلت هذه السيارة في النقلة الكبيرة التي فتحت الباب أمام سيارات الكوبيه الرياضية المدمجة. بدأت رحلة هذه السيارة بتصميم فورد لسيارة تجريبية في أمريكا الشمالية بعنوان “كاردينال”. ومع ذلك، قررت الشركة في النهاية أنها كانت صغيرة جدًا لذوق الأمريكيين. لذا، طلبوا من الفرع البريطاني التحقق مما إذا كان بإمكان هذه السيارة أن تناسب سوقهم، وكانت الإجابة “نعم”. وهكذا خرجت أول سيارة من خط الإنتاج في عام 1962 تحت اسم كورتينا.
صممت السيارة بواسطة روري براون جونيور، الذي تم إرساله إلى المملكة المتحدة بعد التصميم الكارثي لسيارة فورد ايدسل. وهذه المرة، قام بعمل رائع. كانت سيارة خفيفة، متاحة بثلاثة أشكال هيكلية: كوبيه، سيدان بأربعة أبواب، وسيارة عائلية. كانت جميعها تشترك في نفس الواجهة الأمامية، مع زوج من المصابيح الأمامية الدائرية وشبك مستطيل مطلي بالكروم. خطوط الجسم الهابطة أعطت السيارة مظهرًا أسرع. وكانت المصابيح الخلفية الدائرية المنقسمة إلى ثلاث مناطق لطيفة وأصبحت تصميمًا كلاسيكيًا.
في الداخل، تمتاز كورتينا بلوحة عدادات مستوية ومستقيمة مع ارتفاع صغير فوق لوحة العدادات. كانت توفر مساحة كافية لأربعة ركاب، مع مقاعد أمامية قابلة للإمال. لم تكن هناك الكثير من المزايا داخل الكابينة، مما سمح لشركة السيارات ببيع السيارة بخصومات كبيرة.
كانت الآلية بسيطة، مع محرك رباعي الأسطوانات تحت غطاء المحرك وصندوق تروس يتمتع بأربع سرعات وتزامن كامل. ولتعزيز السيارة، عملت فورد بالتعاون مع لوتس لإنشاء نسخة رياضية، وهكذا ظهرت كورتينا لوتس في السوق. كانت سيارة خفيفة، رشيقة، سريعة فازت في العديد من السباقات على حلبات السباق وعلى الطرقات الوعرة في مراحل الرالي.
أما بالنسبة للمواصفات الفنية، فكانت تحمل محرك بسعة 1.2 لتر بنظام الكربوراتير، يولد قوة 49 حصانًا عند 4800 دورة في الدقيقة. كانت السيارة تعتمد على نظام دفع خلفي وصندوق تروس يدوي بأربع سرعات. كما كانت تزن 1874 رطلاً وتبلغ سرعتها القصوى 76 ميلاً في الساعة. وكانت تحقق تسارعًا من الصفر إلى 62 ميلاً في الساعة في 22.9 ثانية.
وتختتم هذه الرحلة في عام 1979، حيث استمرت كورتينا في تقديم إسهامات هامة في عالم السيارات لمدة 17 عامًا. كانت سيارة فورد كورتينا 1962-1966 تجسد الجمال البسيط والأداء القوي، مما يجعلها لا تزال تحظى بشعبية واسعة بين عشاق السيارات الكلاسيكية.