فوائد وأضرار النوم على الظهر
النوم على الظهر هو أحد الوضعيات الشائعة التي يعتمدها العديد من الأشخاص عند النوم. وعلى الرغم من أن هذه الوضعية قد تكون مريحة للبعض، فإنها قد تحمل فوائد صحية وأضرارًا في الوقت نفسه. في هذا المقال، سنتناول كافة جوانب النوم على الظهر من حيث الفوائد والعيوب، مستعرضين تأثيراتها على الجسم والعقل، وكيفية تحسين هذه الوضعية لتحقيق أقصى استفادة صحية.
فوائد النوم على الظهر
1. تحسين استقامة العمود الفقري
النوم على الظهر يعد من أفضل الوضعيات التي تدعم استقامة العمود الفقري. عند النوم على الظهر، يكون الرأس والعنق والعمود الفقري في محاذاة مستقيمة، مما يقلل من الضغط على الفقرات والأعصاب. هذه الوضعية توفر توزيعًا متوازنًا للوزن، ما يساعد على تجنب ظهور آلام الظهر المزمنة. وبما أن الظهر لا يتعرض لأي انحناءات أو ضغوط غير طبيعية، فإن ذلك يقلل من احتمالية الشعور بالتصلب في الصباح.
2. تقليل احتمالية الإصابة بالتهاب المفاصل
يعد النوم على الظهر من العوامل التي تساهم في الحفاظ على صحة المفاصل. فمع هذه الوضعية، لا يكون هناك ضغط إضافي على مفاصل الجسم المختلفة. على سبيل المثال، النوم على الظهر يخفف من الضغط على مفاصل الوركين والركب، ما يقلل من فرص الإصابة بالتهاب المفاصل أو تفاقم المشاكل الحالية في المفاصل.
3. تحسين التنفس
النوم على الظهر يمكن أن يساعد في تحسين التنفس، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التنفس مثل انقطاع النفس أثناء النوم. عندما ينام الشخص على ظهره، يكون المجرى الهوائي مفتوحًا بشكل طبيعي، مما يتيح مرور الهواء بسهولة إلى الرئتين. وقد أظهرت دراسات أن هذه الوضعية يمكن أن تساعد في تقليل خطر انقطاع التنفس أثناء النوم، مقارنة بالنوم على الجنب أو البطن.
4. تخفيف آلام الرقبة
إذا كان الشخص يعاني من آلام في الرقبة، فإن النوم على الظهر قد يكون خيارًا جيدًا. السبب في ذلك هو أن الرأس والرقبة يتعرضان لضغط أقل مقارنة بوضعية النوم على الجنب أو البطن. ومن المهم هنا اختيار وسادة مناسبة للحفاظ على استقامة الرقبة، لأن استخدام وسادة غير مناسبة قد يؤدي إلى تفاقم الألم.
5. تحسين صحة الجلد والوجه
النوم على الظهر قد يساعد في الحفاظ على صحة البشرة، حيث أن هذه الوضعية تمنع احتكاك الوجه بالوسادة. هذا يقلل من فرص ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة التي قد تظهر نتيجة احتكاك الجلد بالوسادة. كما أنه يمنع ظهور حب الشباب على الوجه، لأن النوم على الجنب أو البطن قد يؤدي إلى احتباس الزيوت والجراثيم التي قد تضر بالبشرة.
أضرار النوم على الظهر
1. زيادة خطر الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم
أحد الأضرار المحتملة للنوم على الظهر هو أن هذه الوضعية قد تسهم في زيادة الشخير أو انقطاع التنفس أثناء النوم. في بعض الحالات، قد تؤدي هذه الوضعية إلى انسداد المجرى الهوائي العلوي بسبب انزلاق اللسان إلى الخلف، مما يضغط على الحلق ويمنع تدفق الهواء بشكل طبيعي. الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم أو الشخير قد يجدون أن النوم على الظهر يزيد من حدة هذه المشاكل.
2. آلام أسفل الظهر
بالرغم من أن النوم على الظهر يمكن أن يخفف آلام الظهر لبعض الأشخاص، إلا أنه قد يكون ضارًا للبعض الآخر. الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في أسفل الظهر قد يشعرون بزيادة في الألم عند النوم في هذه الوضعية، خاصة إذا كانت السرير غير مريح أو إذا لم يتم وضع الوسادة بشكل مناسب. لتجنب هذا الضرر، يمكن استخدام وسادة صغيرة تحت الركبتين لدعم منطقة أسفل الظهر وتقليل الضغط على الفقرات القطنية.
3. زيادة الضغط على الحامل
في حالة المرأة الحامل، خصوصًا في الأشهر المتقدمة من الحمل، قد يؤدي النوم على الظهر إلى زيادة الضغط على الأوعية الدموية الكبيرة، مثل الوريد الأجوف السفلي. هذا قد يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الجنين، وبالتالي تقليل الأوكسجين والمواد المغذية التي تصل إلى الجنين. لذلك، يُنصح عادةً للحوامل بالنوم على جانبهن الأيسر لتجنب هذه المشكلة.
4. تأثيرات سلبية على الهضم
النوم على الظهر قد يؤدي إلى زيادة الضغط على المعدة والمريء، ما قد يسهم في حدوث ارتجاع المريء (الحموضة). في هذه الوضعية، قد تزداد فرصة رجوع حمض المعدة إلى المريء، خاصة إذا تناول الشخص الطعام قبل النوم بفترة قصيرة. قد تؤدي هذه الحالة إلى شعور بالحموضة أو حرقة في المعدة، مما يؤثر سلبًا على الراحة أثناء النوم.
5. خطر تفاقم مشكلة الفتق
في بعض الحالات، قد يؤدي النوم على الظهر إلى زيادة الضغط على منطقة البطن، مما قد يساهم في تفاقم مشكلة الفتق، خاصة إذا كانت الحالة غير معالجة بشكل جيد. زيادة الضغط على البطن أثناء النوم قد يؤدي إلى ظهور أو تفاقم الفتق، مما يسبب ألمًا إضافيًا ويستدعي العلاج الطبي.
كيفية تحسين النوم على الظهر
1. اختيار الوسادة المناسبة
الوسادة تلعب دورًا رئيسيًا في تحسين النوم على الظهر. يجب أن تكون الوسادة مصممة لدعم الرقبة والرأس بشكل صحيح. الوسادة العالية جدًا أو المنخفضة جدًا قد تؤدي إلى شعور بعدم الراحة أو زيادة في آلام الرقبة. يفضل أن تكون الوسادة ذات كثافة متوسطة، بحيث تضمن استقامة العنق مع العمود الفقري.
2. استخدام وسادة أسفل الركبتين
من أجل تقليل الضغط على أسفل الظهر، يمكن استخدام وسادة أسفل الركبتين أثناء النوم على الظهر. هذه الحيلة البسيطة تساعد في الحفاظ على انحناء طبيعي في العمود الفقري، مما يقلل من الألم والتوتر في أسفل الظهر.
3. الحفاظ على سرير مريح
من المهم أن يكون السرير الذي تنام عليه مريحًا ويوفر الدعم اللازم للظهر. سرير قاسي جدًا أو ناعم جدًا قد يؤدي إلى انحناء غير صحي في العمود الفقري. يفضل اختيار مرتبة ذات دعم متوسط لضمان استقامة الجسم أثناء النوم.
4. تجنب النوم بعد الأكل مباشرة
من أجل تجنب مشاكل الهضم والارتجاع المريئي، يجب تجنب النوم مباشرة بعد تناول الطعام. يُنصح بترك فترة زمنية من ساعتين إلى ثلاث ساعات بين تناول الوجبات والنوم.
الخاتمة
النوم على الظهر يحمل العديد من الفوائد الصحية التي تجعل هذه الوضعية واحدة من الأفضل للجسم، مثل تحسين استقامة العمود الفقري وتقليل الضغط على المفاصل والمساعدة في التنفس بشكل أفضل. ومع ذلك، قد تكون هناك بعض الأضرار المرتبطة بها، مثل زيادة خطر الشخير أو آلام أسفل الظهر. من المهم أن يتخذ الشخص التدابير اللازمة لتحسين هذه الوضعية، مثل اختيار الوسادة المناسبة واستخدام الوسادة أسفل الركبتين لضمان نوم صحي ومريح.
