فوائد وآثار الحجامة في علاج الصداع

الحجامة هي تقنية طبية قديمة تستخدم لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض والحالات الصحية. تعود جذورها إلى الطب التقليدي في مختلف الثقافات حول العالم، بما في ذلك الطب الصيني التقليدي والطب العربي الإسلامي والطب الهندي القديم (الأيورفيدا).

تتضمن عملية الحجامة وضع أكواب زجاجية أو بلاستيكية على البشرة وخلق شفط بها، مما يؤدي إلى إنشاء فراغ يجذب الجلد والأنسجة الرخوة تحت الكوب. يتم تطبيق هذا الفراغ عن طريق إشعال النيران داخل الكوب لإزالة الهواء وإنشاء الشفط، أو باستخدام مضخة يدوية أو آلية. يُمكن وضع الأكواب على أماكن مختلفة من الجسم، اعتمادًا على الحالة المرضية المستهدفة.

تشير بعض الأبحاث العلمية إلى أن الحجامة قد تكون فعالة في علاج بعض الحالات، بما في ذلك الآلام المزمنة مثل الصداع وآلام الظهر. يُعتقد أن آلية عمل الحجامة تتمثل في تحفيز تدفق الدم وتحفيز نظام المناعة وتخفيف التوتر العضلي.

فيما يتعلق بالصداع ومرض الشقيقة، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الحجامة قد تساعد في تخفيف الأعراض. على سبيل المثال، دراسة نُشرت في مجلة “Complementary Therapies in Medicine” عام 2015 وجدت أن الحجامة قد أدت إلى تحسين ملحوظ في أعراض الصداع التوتري لدى المشاركين في الدراسة.

ومع ذلك، لا تزال الأبحاث حول فعالية الحجامة في علاج الصداع ومرض الشقيقة محدودة، وتحتاج إلى دراسات إضافية لتحديد مدى فعاليتها وسلامتها بشكل أكبر.

يجب مراجعة الطبيب قبل استخدام الحجامة كعلاج لأي حالة صحية، وخاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معروفة أو يتناولون أدوية أخرى، لتقييم الفوائد المحتملة مقابل المخاطر وضمان السلامة والفعالية.

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الحجامة بشعبية كبيرة في بعض الثقافات كعلاج تكميلي لمجموعة واسعة من الحالات الصحية. يعتقد البعض أن الحجامة قد تساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل التهاب الأنسجة وتخفيف الإجهاد وتحفيز الشفاء الذاتي للجسم.

ومع ذلك، تحتاج الحجامة إلى تنفيذها بواسطة متخصص مؤهل ومدرب جيدًا على التقنية، حيث يتم الحجامة بطرق محددة وتحت ظروف نظيفة وسليمة لتجنب حدوث أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.

تشمل الآثار الجانبية الشائعة للحجامة الاحمرار والكدمات في مكان وضع الأكواب، والتي يمكن أن تستمر لعدة أيام قبل أن تختفي. بعض الأشخاص قد يشعرون بالدوخة أو الدوار أثناء أو بعد الجلسة الحجامية، وهذا يمكن أن يكون نتيجة لتأثير الشفط على الجسم. ومن المهم أن يتم إجراء الحجامة بحذر خاص لتجنب الإصابة بأي ضرر جسدي.

يجب على الأشخاص الذين يفكرون في تجربة الحجامة كعلاج تكميلي أن يتحدثوا مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم للحصول على المشورة اللازمة وضمان سلامتهم. كما ينبغي أن يتم النظر في الحجامة كجزء من خطة علاجية شاملة تتضمن العناية الطبية القائمة على الأدلة السريرية المتاحة.