فوائد عشبة الراوند الصحية

فوائد عشبة الراوند: حقيقة استخدامها وطرق الاستفادة منها

عشبة الراوند، والتي تعرف علميًا باسم Rheum rhabarbarum، تُعد من النباتات العشبية المعروفة منذ آلاف السنين في الطب الصيني التقليدي والطب الشعبي الأوروبي، حيث استخدمت في معالجة اضطرابات الهضم، وتحفيز الجهاز الهضمي، والتخلص من السموم. تمتاز هذه العشبة بجذورها السميكة وأوراقها العريضة، إلا أن الجزء المستخدم طبيًا وعلاجيًا هو الجذر وليس الأوراق، لاحتوائها على مركبات قوية التأثير يمكن أن تكون سامة إن أُسيء استخدامها.

تكتسب الراوند شهرتها بسبب احتوائها على مجموعة غنية من المركبات النباتية الفعالة، بما في ذلك الأنثراكينونات، والعفص، والجلوكوزيدات، والألياف، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية. وتكمن القيمة الصحية والطبية لهذه العشبة في تركيزها العالي من المركبات النشطة التي تؤثر على الجهاز الهضمي، وتدعم صحة الكبد، وتساعد في حالات الإمساك، بل وتُستخدم في بعض أنظمة الطب البديل كمضاد للبكتيريا ومضاد للأكسدة.

المحتوى الكيميائي الفعّال في عشبة الراوند

الراوند يحتوي على مجموعة من المواد الكيميائية النشطة التي تفسر استخدامه الواسع في الطب العلاجي التقليدي والحديث:

الفوائد الصحية لعشبة الراوند

1. تعزيز صحة الجهاز الهضمي

تُعرف الراوند بفعاليتها في تحسين الهضم، حيث تحتوي جذورها على مركبات أنثراكينونية تُحفز حركة الأمعاء وتساعد على التخلص من الإمساك المزمن. تعمل هذه المركبات عن طريق تهييج بطانة الأمعاء الغليظة، مما يزيد من الانقباضات العضلية وبالتالي يحفز الإخراج.

2. دعم وظائف الكبد وإزالة السموم

أظهرت دراسات أولية أن مستخلص الراوند يساعد في تحسين تدفق العصارة الصفراوية وتنقية الكبد، ما يجعله مفيدًا في حالات ضعف الكبد واحتباس السوائل الناتج عن مشكلات في وظائف الكبد. كما أن تأثيراته المضادة للأكسدة تسهم في حماية خلايا الكبد من التلف التأكسدي.

3. خفض مستويات الكوليسترول الضار

بفضل احتوائه على الألياف والأنثراكينونات، أظهرت بعض الأبحاث أن استخدام الراوند قد يُساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار (LDL) من خلال التأثير على امتصاص الدهون داخل الأمعاء وزيادة طرحها.

4. تأثيرات مضادة للالتهابات

الراوند غني بالفلافونويدات التي تعتبر من أقوى المركبات المضادة للالتهابات. يمكن أن يساعد استخدامه في الحد من أعراض التهابات المفاصل والأنسجة الداخلية، كما أن له دورًا واعدًا في الوقاية من الأمراض المزمنة المرتبطة بالالتهاب مثل داء السكري وأمراض القلب.

5. مكافحة البكتيريا والميكروبات

أثبتت بعض الدراسات المخبرية أن مستخلص الراوند يمتلك خصائص قوية مضادة للبكتيريا، خصوصًا ضد بعض أنواع البكتيريا المسببة لأمراض المعدة والأمعاء. كما أنه يعمل كمضاد للفطريات، ما يعزز مناعته في حالات العدوى المعوية.

6. المساهمة في إنقاص الوزن

الراوند منخفض السعرات الحرارية وغني بالألياف، ما يجعله مكونًا مفيدًا في برامج إنقاص الوزن. يساعد على الإحساس بالشبع لفترة أطول، كما أن خصائصه الملينة تساهم في تقليل احتباس السوائل وتحسين حركة الأمعاء.

7. الحماية من السرطان

بعض الأبحاث الأولية تشير إلى أن مضادات الأكسدة في الراوند قد تلعب دورًا في تثبيط نمو الخلايا السرطانية، خصوصًا في حالات سرطان القولون والثدي، بفضل احتوائه على مركبات مثل الإيمودين التي تُظهر نشاطًا مضادًا للتكاثر الخلوي السرطاني.

طريقة استخدام عشبة الراوند

الاستخدام الطبي التقليدي

يُستخدم الراوند تقليديًا في شكل مسحوق من الجذور المجففة أو مستخلص سائل، ويُدرج في وصفات الطب الصيني كمُلين طبيعي. لا يتم تناول الأوراق أبدًا نظرًا لاحتوائها على حمض الأوكساليك السام.

الطرق الشائعة للاستخدام:

1. مسحوق الراوند المجفف: يمكن إضافته إلى الماء الدافئ وتناوله على معدة فارغة لعلاج الإمساك.

2. مستخلص الراوند: يُباع في الصيدليات كمكمل غذائي في شكل كبسولات أو قطرات.

3. شاي الراوند: يتم غلي الجذر المجفف مع الماء لتحضير مشروب عشبي يساعد على الهضم وتخفيف الالتهابات.

4. مستحضرات الجلد الموضعية: تحتوي بعض الكريمات على مستخلص الراوند لعلاج مشكلات الجلد مثل الأكزيما والالتهابات البكتيرية.

التحذيرات والتأثيرات الجانبية

على الرغم من الفوائد العديدة للراوند، إلا أن استخدامه يجب أن يتم بحذر وتحت إشراف طبي في بعض الحالات، خصوصًا:

• الجرعات العالية أو الاستخدام الطويل يمكن أن يؤدي إلى فقدان الشوارد الأساسية مثل البوتاسيوم، مما يؤثر سلبًا على القلب.

• أوراق الراوند سامة لاحتوائها على نسبة عالية من حمض الأوكساليك، ويمكن أن تُسبب تسممًا حادًا إذا استُهلكت.

• الحمل والرضاعة: يُفضل تجنب استخدام الراوند أثناء الحمل والرضاعة لعدم وجود دراسات كافية تثبت سلامته في هذه الحالات.

• الأشخاص المصابون بأمراض الكلى: يجب الامتناع عن استخدام الراوند لأنه يحتوي على مركبات قد تساهم في تكوّن الحصوات الكلوية.

الجرعة الموصى بها

تعتمد الجرعة على شكل الاستخدام والغرض من التناول، ولكن في العادة تُستخدم الجرعات التالية:

استخدامات تجميلية وعناية بالبشرة

في الطب الشعبي، استُخدم الراوند أيضًا للعناية بالبشرة، حيث يُقال إنه يُساعد في:

• تنقية البشرة من البثور بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا.

• تقليل التصبغات والبقع الداكنة نظرًا لمحتواه من فيتامين C ومضادات الأكسدة.

• علاج التهابات الجلد الطفيفة عند تطبيق مستخلصه موضعيًا.

الاستخدام في الطبخ

يجب التنويه إلى أن الاستخدام الغذائي للراوند يتم فقط للسيقان، وهي غالبًا ما تُطهى وتُستخدم في الحلويات والمربى بسبب طعمها اللاذع. لكن هذا الشكل من الراوند يختلف عن الجذر الطبي المستخدم في العلاج، حيث يزرع بغرض الاستهلاك الغذائي وليس العلاجي.

المصادر العلمية

• National Center for Biotechnology Information (NCBI). “Rhubarb and its therapeutic applications.”

• Journal of Ethnopharmacology. “Pharmacological effects of rhubarb: Traditional uses and modern evidence.”

عشبة الراوند تمثل نباتًا غنيًا بالمركبات الفعالة التي تسهم في دعم الصحة الهضمية والكبدية، وتقدم فوائد وقائية متعددة. إلا أن استخدامها يتطلب الحذر والاعتدال، خاصة في ظل احتوائها على مركبات قوية قد تكون ضارة في حال سوء الاستخدام. ينصح دائمًا بالرجوع إلى مختص في طب الأعشاب أو الرعاية الصحية قبل استخدامها بشكل منتظم أو طويل الأمد.