فوائد السفرجل الصحية المتنوعة

فوائد السفرجل: كنز غذائي وصحي في ثمرة واحدة

يُعتبر السفرجل (Cydonia oblonga) من الفواكه القديمة التي لها تاريخ طويل في الطب الشعبي والغذاء، إذ يعود استخدامه إلى آلاف السنين في الحضارات الفارسية والرومانية والإغريقية، وهو يُعرف بشكله الذي يجمع بين التفاح والإجاص، وبلونه الذهبي المائل للصفرة عندما ينضج. وبرغم أنه لا يُستهلك نيئاً في الغالب نظراً لقساوته وطعمه القابض، إلا أن قيمته الغذائية والطبية جعلت له حضوراً مستمراً في ثقافات متعددة، حيث يُستخدم في الطهي، والعلاجات العشبية، وصناعة المربّى والجيلي. في هذا المقال الموسّع، سنُسلط الضوء على الفوائد الصحية للسفرجل، مع دعم ذلك بالبحوث العلمية، إضافة إلى تحليل مكوناته الغذائية وتأثيره على الجسم.

أولاً: التركيب الغذائي للسفرجل

السفرجل غني بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة، وعلى الرغم من انخفاض محتواه من السعرات الحرارية، إلا أنه يُعدّ من الفواكه الكثيفة غذائياً، ويحتوي على:

هذه التركيبة تجعل السفرجل طعاماً مثالياً لتعزيز الصحة العامة دون أن يكون عبئاً على النظام الغذائي أو يسبب زيادة في الوزن.

ثانياً: الفوائد الصحية للسفرجل

1. تحسين صحة الجهاز الهضمي

يحتوي السفرجل على نسبة عالية من الألياف الغذائية القابلة وغير القابلة للذوبان، والتي تعمل على تعزيز صحة الجهاز الهضمي بعدة طرق، منها:

• تحسين حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك.

• تعزيز نمو البكتيريا المفيدة في القولون.

• تخفيف أعراض القولون العصبي والتهاب الأمعاء.

وقد وجدت دراسة نشرتها Journal of Ethnopharmacology أن مستخلص السفرجل ساعد في تقليل التهابات المعدة وحماية بطانة الجهاز الهضمي من القرحات، بفضل محتواه من البوليفينولات.

2. خصائص مضادة للالتهاب ومضادة للأكسدة

السفرجل غني بمضادات الأكسدة مثل الفلافونويدات (مثل الكيرسيتين)، والكاتيشين، والأنثوسيانين، والتي تساهم في:

• محاربة الجذور الحرة المسؤولة عن الشيخوخة والأمراض المزمنة.

• تخفيض مؤشرات الالتهاب في الجسم، ما ينعكس إيجابياً على أمراض القلب والمفاصل.

• دعم وظيفة الكبد والوقاية من تليفه.

3. تعزيز صحة الجهاز التنفسي

يُستخدم السفرجل في الطب الشعبي لعلاج أعراض البرد والسعال، لا سيما إذا تم غليه وشرب مائه أو تحضير شراب منه. وذلك بفضل محتواه من فيتامين C ومضادات الالتهاب التي تساعد في:

• تقوية جهاز المناعة.

• تقليل احتقان الحلق.

• تخفيف أعراض الربو الشعبي والتهاب القصبات.

4. خفض ضغط الدم ودعم صحة القلب

السفرجل من الفواكه الغنية بالبوتاسيوم، وهو عنصر أساسي في تنظيم ضغط الدم من خلال:

• تقليل تأثير الصوديوم في الجسم.

• تحسين مرونة الأوعية الدموية.

• تقوية عضلة القلب.

كما أن محتوى السفرجل من البوليفينولات يساهم في تقليل أكسدة الكولسترول الضار (LDL)، ما يقي من ترسّب الدهون في جدران الأوعية الدموية وبالتالي يُخفّض من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.

5. الوقاية من السرطان

بفضل غناه بمضادات الأكسدة والفلافونويدات، أظهرت بعض الدراسات الأولية أن السفرجل قد يُساهم في:

• تثبيط نمو الخلايا السرطانية، خاصة في القولون والثدي.

• تعزيز الاستجابة المناعية لمحاربة الطفرات الخلوية.

• تقليل التأثير السمي للجذور الحرة على الحمض النووي DNA.

ورغم أن هذه النتائج لا تزال في مراحل البحث المخبري، فإنها تشير إلى إمكانات واعدة للسفرجل كمكوّن غذائي مضاد للسرطان.

6. تعزيز صحة الجلد ومقاومة الشيخوخة

يُعتبر السفرجل مفيداً لصحة الجلد نظراً لتأثيره المضاد للأكسدة، بالإضافة إلى فيتامين C الضروري لإنتاج الكولاجين. من فوائده في هذا الجانب:

• تحسين مرونة الجلد وتأخير التجاعيد.

• المساعدة في التئام الجروح.

• تقليل التهابات الجلد وتهيج البشرة.

يُستخدم ماء السفرجل في بعض الثقافات كماء قابض للبشرة، مما يساعد على تنظيف المسامات وشد الجلد.

7. تحسين المزاج والصحة النفسية

مركبات السفرجل تُؤثر على الجهاز العصبي عبر تحسين استجابة الجسم للإجهاد، كما أظهرت بعض الأبحاث أن له تأثيراً خفيفاً مضاداً للقلق والاكتئاب، حيث تساعد مضادات الأكسدة على:

• تقليل الإجهاد التأكسدي المرتبط بالاكتئاب.

• دعم صحة الجهاز العصبي.

• تحسين جودة النوم.

كما أن رائحة السفرجل العطرية والمميزة تُستخدم أحياناً في صناعة الزيوت العطرية المهدئة.

ثالثاً: استخدامات السفرجل في الطب التقليدي

استخدمت شعوب الشرق الأوسط واليونان والهند السفرجل في عدد من العلاجات التقليدية:

• لعلاج الغثيان ومشكلات المعدة: يُغلى السفرجل مع الماء ويُشرب كمهدئ للمعدة.

• لوقف الإسهال: بفضل خصائصه القابضة، يُستخدم عصير السفرجل لتقليل الإسهال.

• لعلاج التهاب الحلق: يُشرب مغلي السفرجل لتحسين التهابات الحلق والصوت.

• لدعم الحمل الصحي: في الطب الفارسي، يُوصى للسيدات الحوامل بأكل السفرجل لما له من فوائد على مزاج الأم وصحة الجنين.

رابعاً: السفرجل والمرأة الحامل

تُشير بعض الأبحاث الأولية إلى أن تناول السفرجل خلال فترة الحمل، وخاصة في الأشهر الأولى، قد يساهم في:

• تقليل أعراض الغثيان الصباحي.

• تحسين المزاج وتوازن الهرمونات.

• دعم المناعة خلال فترة الحمل.

كما أن غناه بحمض الفوليك (بنسب معتدلة) والبوتاسيوم يجعل منه غذاءً مفيداً، لكن يُفضل استشارة الطبيب لتحديد الكمية المناسبة منه في النظام الغذائي للحوامل.

خامساً: طرق استهلاك السفرجل

لأن السفرجل نيئاً يكون صعب المضغ وذا طعم قابض، فإنه غالباً ما يُطهى أو يُحضّر بأشكال متعددة، منها:

• مربى السفرجل: شائع في المطبخ العربي والتركي.

• مغلي السفرجل: يُشرب كدواء طبيعي للمعدة.

• شراب السفرجل: يتم تحليته وتقديمه كمشروب دافئ.

• حشوات الطيور: يُستخدم السفرجل في بعض الأطباق كمكوّن في حشو البط أو الدجاج.

سادساً: الاحتياطات والتخزين

• يُفضّل تناول السفرجل مطهواً لتقليل قابضيته وتحسين طعمه.

• يمكن تخزينه في الثلاجة لمدة تصل إلى أسبوعين.

• لا يُنصح بالإفراط في تناوله للأشخاص المصابين بالإمساك المزمن.

المصادر

1. Journal of Ethnopharmacology, 2016 – A review on the phytochemical and pharmacological aspects of Cydonia oblonga.

2. National Institutes of Health (NIH) – USDA FoodData Central.