في كتابه المثير والممتع بعنوان “الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ”، يستعرض الكاتب هاشم صالح ببراعة وعمق فلسفة التاريخ وكيف أثرت الانتفاضات العربية، المعروفة أيضًا بالربيع العربي، في تحولات الشرق الأوسط. إن هذا العمل الفني يفتح أبواب الفهم لمنهج فلسفي متقن يسلط الضوء على الظروف والأحداث التي أدت إلى اندلاع هذه الانتفاضات وتأثيرها على الساحة السياسية والاجتماعية.
بدأت الانتفاضات العربية كقنبلة موقوتة، مفاجئة مثقفي المنطقة والعالم، حيث اشتعلت كشرارة في لحظة طول احتقان. وقد جاءت هذه الانتفاضات بروح التحدي والحنين إلى الحرية، مضيئة سماء المنطقة بنكهة جديدة من رائحة الحرية والتحرر. ومع ذلك، يركز هاشم صالح ببراعة على تحليل مسار الأحداث بعد اندلاع الانتفاضات، ملقيًا الضوء على تطورات الوضع السياسي والاجتماعي.
في 352 صفحة من الكتاب، يستعرض صالح بعمق الأفكار والتفاصيل، محاولًا فهم جذور هذه الانتفاضات وتفسيراتها المختلفة. يركز الكتاب على الدور البارز الذي لعبته الشباب في إطلاق هذه الحركات، مشيرًا إلى أن هؤلاء الشبان ليسوا فقط هم الذين ارتفعت رايات الاحتجاج بين أيديهم، بل هم أيضًا الذين تحدوا التحولات الأيديولوجية والتحولات السياسية.
تتناول صفحات الكتاب العديد من الجوانب السياسية، حيث يلقي الضوء على السياسة العربية المعاصرة ويقدم رؤى عميقة حول تحولاتها وتأثيرها على الأمم العربية. وفي غلاف ورقي رائع، يقوم الكتاب بتقديم رؤية فريدة حول السياسة والثورات في العالم العربي.
صدر الكتاب في عام 2013 عن دار الساقي للنشر والتوزيع، مما يعزز من مصداقيته وأهميته كمرجع معتمد في دراسة الأحداث التاريخية والتحولات السياسية في الشرق الأوسط. إن هذا العمل الذي يتميز بالأسلوب السلس والعمق الفلسفي يعتبر إسهامًا قيمًا للقرّاء المهتمين بفهم أسباب ونتائج الانتفاضات العربية، وكتابة هاشم صالح تثير التساؤلات وتحفز على التأمل في طيات الحدث التاريخي.