فطريات القطط وانتقالها للإنسان

فطريات القطط: هل تعدي الإنسان؟

تعد القطط من الحيوانات الأليفة التي تتمتع بشعبية واسعة في مختلف أنحاء العالم، ويحرص الكثير من الأشخاص على تربيتها في منازلهم بسبب طابعها اللطيف واستقلاليتها. لكن، ومع الاهتمام بتربية القطط، تظهر بعض المخاوف المتعلقة بالصحة والعدوى، حيث يعتبر البعض أن القطط قد تكون مصدرًا لبعض الأمراض المعدية. من بين هذه الأمراض التي يثير وجودها في القطط القلق هو العدوى الفطرية. فهل يمكن للفطريات التي تصيب القطط أن تنتقل إلى الإنسان؟ في هذا المقال، سنقوم بالتطرق إلى كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع، بما في ذلك أنواع الفطريات التي تصيب القطط، كيف يمكن أن تنتقل هذه الفطريات إلى الإنسان، وكيفية الوقاية منها.

الفطريات التي تصيب القطط

تتعدد أنواع الفطريات التي يمكن أن تصيب القطط، وتختلف هذه الفطريات من حيث الأعراض والمضاعفات. من أبرز أنواع الفطريات التي تصيب القطط:

1. الفطريات الجلدية (السعفة)
   تعتبر السعفة من أكثر أنواع الفطريات شيوعًا التي تصيب القطط، وتتميز بتسببها في ظهور بقع جلدية قشرية أو بقع مغطاة بالقشور تتساقط بسهولة. هذه الفطريات تتغذى على الكيراتين الموجود في الجلد والشعر، ما يؤدي إلى تساقط الشعر في المناطق المصابة. يمكن أن تكون الفطريات المسؤولة عن الإصابة بالسعفة متعددة الأنواع مثل فطر Microsporum canis و Trichophyton mentagrophytes.

2. الفطريات المسببة للفطار التسممي (الفطار الرئوي)
   على الرغم من أن هذه الفطريات أقل شيوعًا، إلا أنها يمكن أن تصيب القطط وتؤثر على الرئتين والأعضاء الأخرى. يكون ذلك عادةً نتيجة استنشاق الجراثيم الفطرية الموجودة في البيئة الملوثة.

3. فطريات الأظافر
   يمكن أن تصاب القطط أيضًا بفطريات تصيب أظافرها، مما يؤدي إلى تغير لون الأظافر وتكسرها. هذه العدوى تتسبب عادة في ألم للقطط وقد تؤدي إلى مشكلات صحية أخرى إذا لم يتم علاجها.

4. الفطريات العميقة (التوكسوبلازما)
   تعتبر فطريات التوكسوبلازما واحدة من الفطريات المعوية التي قد تصيب القطط. وعلى الرغم من أنها قد لا تظهر أعراضًا خطيرة على القطط المصابة، إلا أنها يمكن أن تكون خطرًا على الإنسان إذا تم التعامل مع براز القطط المصابة بطريقة غير صحيحة.

كيف يمكن أن تنتقل الفطريات من القطط إلى الإنسان؟

إن انتقال الفطريات من القطط إلى الإنسان، والمعروف باسم “عدوى الزواحف” أو “التأثير العرضي”، ليس أمرًا شائعًا ولكنه ممكن في بعض الحالات. تنتقل الفطريات إلى الإنسان من خلال التعرض المباشر للمناطق المصابة في جسم القط، مثل الشعر أو الجلد الملوث. وهناك عدة طرق يمكن أن تؤدي إلى انتقال الفطريات من القطط إلى الإنسان:

1. التلامس المباشر
   تعد أسهل طريقة لانتقال الفطريات من القطط إلى الإنسان هي التلامس المباشر مع المناطق المصابة في جسم القط، مثل الجلد أو الفراء. قد يحدث ذلك عند حمل القطط المصابة أو تنظيف أظافرها أو حتى ملامستها مباشرة.

2. مشاركة الأدوات الشخصية
   يمكن أن تنتقل الفطريات إلى الإنسان عند استخدام أدوات مثل فرشاة الشعر، أو الملاعب، أو الأسرة المشتركة بين الإنسان والقط المصاب. إذا كانت الأدوات ملوثة بالفطريات من القط، فإن استخدامها من قبل الإنسان قد يؤدي إلى انتقال العدوى.

3. الاتصال بالبراز الملوث
   في حالة القطط المصابة بالفطريات المعوية مثل التوكسوبلازما، يمكن أن تنتقل العدوى إلى الإنسان من خلال الاتصال بالبراز الملوث. هذا يحدث عادة عندما يتم التعامل مع صندوق الرمل الخاص بالقط المصاب دون اتخاذ الاحتياطات الصحية اللازمة.

4. المشاركة في الأماكن العامة
   في حال كانت القطط تقيم في بيئة مشتركة مع قطط أخرى، مثل الملاجئ أو المتنزهات العامة، فقد تنتقل الفطريات بسهولة إلى الإنسان من خلال الاتصال بالأشياء أو الأسطح الملوثة. الفطريات مثل السعفة يمكن أن تبقى على الأسطح لفترة طويلة قبل أن يتم نقلها إلى الإنسان.

الأعراض التي قد تظهر على الإنسان نتيجة العدوى بالفطريات

عند انتقال الفطريات من القطط إلى الإنسان، قد تظهر على الشخص المصاب بعض الأعراض المزعجة التي تتفاوت حسب نوع الفطريات التي أصابت الشخص:

1. الحكة الجلدية
   تظهر الحكة والتهيج الجلدي في المناطق التي تعرضت للتلامس مع القط المصاب. عادةً ما تكون هذه الحكة مصحوبة بظهور طفح جلدي أحمر أو قشور.

2. التساقط المفرط للشعر
   قد يعاني الشخص المصاب بالسعفة من تساقط الشعر في المناطق المتأثرة. يحدث هذا بسبب تفاعل الجسم مع الفطريات المهاجمة لفروة الرأس.

3. تورم واحمرار الجلد
   من بين الأعراض الأكثر شيوعًا نتيجة العدوى الفطرية هي التورم والألم في المنطقة المصابة، مع ظهور احمرار واضح على الجلد.

4. التقيؤ والإسهال
   في حالة إصابة الإنسان بفطريات معوية مثل التوكسوبلازما، قد يعاني من أعراض معوية تشمل التقيؤ والإسهال.

الوقاية من انتقال الفطريات من القطط إلى الإنسان

من أجل تقليل خطر الإصابة بالفطريات التي تنتقل من القطط إلى الإنسان، هناك مجموعة من الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها:

1. الحفاظ على نظافة القطط
   يجب الحفاظ على نظافة القطط بانتظام من خلال غسلها بالمنتجات الخاصة بالفطريات. كما ينبغي تنظيف فرائها بشكل دوري وإزالة أي شعر ميت أو قشور قد تحتوي على الفطريات.

2. استخدام القفازات أثناء التعامل مع القطط المصابة
   إذا كان القط مصابًا بأي نوع من الفطريات، ينبغي على الإنسان استخدام القفازات عند التعامل مع القط أو تنظيف فضلاته.

3. تنظيف صناديق الرمل بشكل دوري
   من المهم تنظيف صناديق الرمل التي يستخدمها القط بشكل دوري، والتأكد من ارتداء القفازات أثناء القيام بذلك.

4. العزل الصحي للقطط المصابة
   يجب عزل القطط المصابة بالفطريات عن القطط السليمة والإنسان، خاصة في الحالات التي تتطلب العلاج المكثف للفطريات.

5. زيارة الطبيب البيطرى عند الشك في العدوى
   في حال شككت في أن قطتك قد تكون مصابة بالفطريات، يجب عليك أخذها للطبيب البيطرى فورًا للقيام بالفحوصات اللازمة والعلاج المناسب.

6. الاهتمام بالنظافة الشخصية
   يجب على الشخص الذي يتعامل مع القطط المصابة غسل يديه جيدًا بالصابون بعد أي اتصال مباشر مع القط أو أدواته. كما ينبغي تجنب لمس العينين أو الأنف قبل غسل اليدين.

الخاتمة

على الرغم من أن فطريات القطط قد تشكل خطرًا على الإنسان، إلا أن اتخاذ الاحتياطات المناسبة والاهتمام بنظافة القطط يمكن أن يقي من انتقال العدوى. من المهم توخي الحذر عند التعامل مع القطط المصابة بالفطريات واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من الإصابة. إذا ظهرت أي أعراض غير طبيعية على الإنسان بعد التعامل مع قط مصاب بالفطريات، يجب استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.