فحوصات الحمل الضرورية وأوقاتها

أهم فحوصات المرأة الحامل ومواعيد القيام بها

تعتبر فترة الحمل واحدة من أكثر الفترات الحساسة في حياة المرأة، حيث تشهد العديد من التغيرات الفيزيولوجية والنفسية. من أجل ضمان صحة الأم والجنين طوال فترة الحمل، يوصي الأطباء بضرورة إجراء فحوصات طبية دورية، لضمان سير الحمل بشكل طبيعي والكشف المبكر عن أي مشكلات صحية قد تؤثر عليه. تشكل هذه الفحوصات جزءاً أساسياً من الرعاية الصحية التي يجب أن تتلقاها المرأة الحامل. وفي هذا المقال، سنستعرض أهم الفحوصات التي يجب على المرأة الحامل أن تقوم بها ومواعيد إجرائها.

1. الفحص العام في بداية الحمل

عند اكتشاف الحمل، يجب أن تقوم المرأة بزيارة الطبيب المختص للحصول على فحص شامل. يشمل هذا الفحص عادةً:

• التاريخ الطبي: يتضمن مراجعة تاريخ الأم الصحي وأي أمراض سابقة قد تؤثر على الحمل، مثل مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب.

• الفحص البدني: يشمل قياس الوزن، والطول، وضغط الدم، بالإضافة إلى فحص الأعضاء التناسلية والعامة.

• اختبار البول: للكشف عن وجود البروتين في البول، الذي قد يكون مؤشراً على وجود تسمم الحمل.

• اختبار الدم: يتم فحص مستويات الهيموغلوبين لمعرفة إذا كانت هناك حاجة إلى مكملات الحديد، وفحص فصيلة الدم، بالإضافة إلى اختبار الأجسام المضادة للأمراض المحتملة.

2. فحص الحمل المبكر

يتم هذا الفحص في الأسابيع الأولى من الحمل، ويهدف إلى التأكد من أن الحمل يسير بشكل طبيعي. يتم الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية (السونار)، حيث يقوم الطبيب بتحديد وجود الجنين داخل الرحم، والتحقق من نبض القلب.

3. اختبار فحص الدم للمجموعة البشرية (الكروموسومات)

يجب إجراء هذا الفحص في الأسابيع 10 إلى 12 من الحمل. يُسمى فحص اختبار فحص الدم للكروموسومات (NIPT)، وهو فحص غير تدخلي يستخدم لتحليل DNA الجنين في دم الأم. يهدف إلى تحديد وجود أي اضطرابات كروموسومية مثل متلازمة داون أو متلازمة تيرنر.

4. اختبار فحص السكري خلال الحمل

يتم عادةً في الأسبوع 24-28 من الحمل، حيث يتم إجراء اختبار التحدي السكري. هذا الاختبار يساعد في اكتشاف الإصابة بـ سكري الحمل، وهي حالة قد تؤثر على صحة الأم والجنين. يشمل الاختبار شرب محلول يحتوي على نسبة عالية من السكر، ثم قياس مستوى الجلوكوز في الدم بعد مرور ساعة.

5. فحص الموجات فوق الصوتية (السونار)

تعد هذه الفحوصات من أهم الفحوصات خلال الحمل، ويتم إجراؤها في مراحل مختلفة:

• الفحص الأول (في الأسبوع 6-8): يتم فحص الجنين للتأكد من وجود نبض القلب وتحديد عدد الأجنة.

• الفحص الثاني (في الأسبوع 18-22): يتم إجراء السونار المتخصص للكشف عن التشوهات الخلقية، وتحديد نمو الجنين بشكل صحيح.

• الفحص الثالث (في الأسبوع 28-32): يستخدم للكشف عن وضع الجنين، كمية السائل الأمنيوسي، وحجم الجنين.

6. فحص الدم للعدوى والأمراض المعدية

خلال فترة الحمل، هناك ضرورة كبيرة لفحص الأم للكشف عن وجود أي أمراض معدية قد تؤثر على الجنين. تشمل هذه الفحوصات:

• فحص فيروس نقص المناعة البشرية (HIV): للكشف عن إصابة الأم بالفيروس وتحديد إذا ما كانت بحاجة إلى علاج لتقليل خطر انتقال الفيروس إلى الجنين.

• فحص التهاب الكبد B و C: للكشف عن وجود هذه الفيروسات التي قد تؤثر على صحة الجنين.

• فحص الزهري: يتم الكشف عن وجود العدوى التي قد تنتقل إلى الجنين.

7. اختبار فحص الفيروسات والتوكسوبلازما

• اختبار توكسوبلازما: يتم إجراء فحص للكشف عن الإصابة بتوكسوبلازما، وهو طفيلي قد يؤثر على الجنين في حال إصابة الأم به خلال الحمل.

• اختبار الحصبة الألمانية: فحص للتأكد من أن الأم قد حصلت على اللقاح ضد الحصبة الألمانية أو أنها محصنة ضد الإصابة بالفيروس.

8. فحص ضغط الدم وصحة القلب

من الضروري مراقبة ضغط الدم بانتظام خلال الحمل. فارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى تسمم الحمل، وهو اضطراب يتسبب في زيادة البروتين في البول ويمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة. يتم قياس الضغط بانتظام في كل زيارة للطبيب.

9. اختبار عينة من عنق الرحم (الفحص الوراثي)

يتم هذا الفحص في الأسبوع 11-14 من الحمل، حيث يتم أخذ عينة من خلايا عنق الرحم (اختبار الشفافية القفوية) للكشف عن متلازمة داون وبعض الاضطرابات الوراثية الأخرى.

10. فحص وظائف الكلى والكبد

يجب على الحامل أن تجري فحوصات دموية لمتابعة وظائف الكبد والكلى. حيث يمكن أن تكون هناك مشكلات صحية غير ظاهرة، ولكن يمكن الكشف عنها من خلال هذه الفحوصات، مثل الإصابة بالتهاب الكبد أو مشكلات في الكلى.

11. الاختبارات الوراثية

يتم إجراء الاختبارات الوراثية خلال الحمل للكشف عن وجود أي مشاكل جينية قد تؤثر على الجنين. يتم تحديد ما إذا كان هناك استعداد وراثي لمرض معين قد يؤثر على صحة الجنين.

12. فحص مستوى الحديد والكالسيوم

من المهم مراقبة مستويات الحديد والكالسيوم لدى المرأة الحامل. نقص الحديد قد يؤدي إلى فقر الدم، في حين أن نقص الكالسيوم قد يؤثر على تطور العظام والأسنان لدى الجنين. يتم قياس هذه المستويات من خلال اختبارات الدم المنتظمة.

13. اختبار ما بعد الولادة (الفحص الأولي بعد الولادة)

بعد الولادة، يجب على المرأة الحامل أن تجري فحصًا طبيًا للتأكد من استعادة صحتها بعد الحمل والولادة. يشمل هذا الفحص فحص الثدي، فحص الجهاز التناسلي، وفحص صحة القلب والأوعية الدموية.

الخاتمة

إن الاهتمام بالصحة العامة للمرأة الحامل وفحص صحتها بشكل منتظم يعد من العوامل الأساسية التي تساهم في صحة الحمل. من خلال إجراء هذه الفحوصات الطبية في الأوقات المقررة، يمكن ضمان تجنب العديد من المخاطر والمضاعفات التي قد تؤثر على الأم أو الجنين. من المهم أن تلتزم الحامل بمواعيد هذه الفحوصات وأن تتواصل مع الطبيب المعالج بشكل مستمر للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.