في عمله المسرحي المميز بعنوان “فتى العرب”، يأخذنا الكاتب حبيب صادق في رحلة زمنية تمتد عبر التاريخ، وعلى الرغم من بُعده الزمني، يظل العمل امتدادًا حيًا لحركة تواصل مع الحاضر الذي يتسم برياح التسلط والقمع والاستبداد والظلم والقهر، والمكايد، والحروب بكل تنوعاتها. إنها لمحة نقدية واعية لواقع مليء بالتحديات والمعارك، حيث يتسلل الكاتب إلى أعماق الإنسان والمجتمع.
على الرغم من أن الزمن قد تغير، إلا أن المشاكل الإنسانية الجذرية لا تزال تتجذر في أرض الحاضر. يركز حبيب صادق في هذا العمل على تقليص المسافة بين الفكرة والعمل، وبين الأمنية والتطبيق. يعبّر الكاتب عن رغبته في أن تكون يد الإنسان قادرة على التفكير نيابة عن عقله، وكلماته قوية تصرخ في وجه القهر والاستبداد.
يعتبر هذا العمل تحفيزًا للتمرّد ضد الظلم والظالمين، ودعوة للجهاد من أجل الحق والحرية والسلام. يتناول الكاتب قضايا الحروب بمختلف أنواعها، سواء كانت حروب الحديد والنار أو حروب المصالح الشرسة. يرى حبيب صادق أن الإنسان يجب أن يكون جاهزًا للتضحية حتى الشهادة من أجل القيم والمبادئ التي لا تزال تبحث عنها البشرية في أقبية هذا الزمن.
تظهر موهبة الكاتب في تشكيل الأحداث والشخصيات، ويعبر عن رؤيته الفنية بأسلوب ينبض بالحياة. يقدم العمل الفني الأدبي الذي يعكس الواقع بكل تفاصيله وتعقيداته. إن دار الكتب العلمية قد قدمت هذا العمل بشكل ممتاز، حيث تمثل الصفحات الـ 368 محطةً تعمل على تجسيد هذا العالم المعقد.
وفيما يتعلق بالغلاف، فإنه يتماشى مع طابع العمل، حيث يظهر ببساطة وقوة تعبيرية. يُصنّف العمل ضمن فئة الفنون، وتحديداً في فرع المسرح. يُظهر هذا التصنيف تنوع العمل وعمقه الفني.
باختصار، يعد “فتى العرب” عملًا أدبيًا استثنائيًا يسلط الضوء على قضايا إنسانية جوهرية، ويدعو إلى التفكير والتأمل في واقعنا المعقد والمتغير.