على ضفاف نهر اليرموك الذي يجري بين حدود سوريا والأردن، خلفت معركة تاريخية بصمتها العميقة في قلوب الشعوب وفي سجلات المعارك العالمية. إنها معركة اليرموك، والتي دارت عام 634 ميلادية، في إطار ما يُعرف بـ “فتوحات المسلمين في بلاد الشام” أو “فتح سوريا”، وهي جزء من حملة الفتوحات التي أدَّت إلى توسيع دائرة السيطرة الإسلامية.
في تلك الفترة الزمنية الحاسمة، كانت القوى البيزنطية تحكم معظم المناطق في الشام، بينما كانت القوى الإسلامية تتقدم بسرعة هائلة تحت قيادة الصحابي خالد بن الوليد، والذي اشتهر بفطنته وبُغيَّرته العسكرية. وفي معركة اليرموك، اجتمعت قوات البيزنطيين بقواتهم المحلية وأتباعهم من سوريا والأردن لمواجهة الجيش الإسلامي.
وقد كان الحقل المعركي شاهدًا على مواجهات طاحنة، حيث ارتسمت خطوط الصراع واندلعت النيران من كل جانب. بقيادة خالد بن الوليد، كانت القوات الإسلامية مجتهدة في التصدي للجيوش المتمركزة ضدها، بينما كان البيزنطيون يعتمدون على تكتيكاتهم العسكرية وقوتهم الجيشية الهائلة.
وفي تلك اللحظة الحاسمة، تمكنت قوات الإسلام من كسب تفوق استراتيجي، حيث تمكنت من كسر خطوط العدو وتحقيق اختراقٍ مهمٍّا في صفوفهم. وبفضل استراتيجية خالد بن الوليد وبسالته العسكرية، نجحت القوات الإسلامية في الانتصار الكبير، محققةً بذلك فتحاً استراتيجياً مهماً في تاريخ الفتوحات الإسلامية.
وفي ختام المعركة، تم إعلان فوز الجيش الإسلامي، واستسلمت قوات البيزنطيين، مما أدي إلى سيطرة الإسلام على هذه الأراضي وتوسيع دائرة سيطرتهم في المنطقة. بالتالي، شهدت معركة اليرموك نهاية قوية للحضارة البيزنطية في المنطقة وبداية لفترة جديدة من الحكم الإسلامي والهيمنة العربية في بلاد الشام.
وبهذا الانتصار التاريخي، أضحت القوى الإسلامية بقيادة خالد بن الوليد قوة لا يستهان بها في المنطقة، وفتحت أبواباً جديدة لانتشار الإسلام وتوسيع نطاق سيطرته وتأسيس إمبراطورية جديدة تعتمد على القوة الدينية والعسكرية في الشام وما بعد الشام.