في عالم مقسم بين “الداخل” و “الخارج”، يُخبر الذين يعيشون في كل من العوالم بأنهم لا يجب أبدًا عليهم عبور إلى الجانب الآخر، خشية أن يتعرضوا للعنة. وفي هذا السياق، تعيش فتاة صغيرة تُدعى شيفا على الجانب الآخر، في قرية مهجورة تحت حماية وصاحبة الرعب المعروفة باسم “المعلم”. ورغم أنهما ممنوعان من لمس بعضهما البعض، يبدو أنهم يشتركون في رابط يتجاوز مظاهرهم المتباينة.
المانغا تأخذنا في رحلة فريدة ومشوقة، حيث يُظهر لنا هذا العالم الغامض الذي يتخلله الغموض والفانتازيا، ويتساءل عن حدود القوانين والتضحيات. الشخصيتين الرئيسيتين، شيفا والمعلم، تشكلان نقطة تحول في السرد، إذ يُظهران لنا كيف يمكن للروابط الإنسانية تجاوز القيود والقوانين.
تبرز الدراما كعنصر أساسي في هذه القصة، حيث تتعاطف مع قلق الشخصيات وتتساءل عن معنى الحياة والروابط الإنسانية. الأسرار التي تكشف عنها القصة أثناء رحلة شيفا للبحث عن جدتها تُلقي الضوء على طبيعة عيشها الغامض.
بجانب العناصر الدرامية، تظهر القصة لمحات من الخيال والغموض، حيث يُثير وجود شيفا على الجانب الآخر تساؤلات حول كيفية تأقلمها مع الظروف الصعبة وكيف يمكن للغموض أن يحيط بحياتها بشكل لا يُفهم تمامًا.
تتخذ المانغا أيضًا منحىً شبابيًا، حيث تصنف كـ”شونين”، مما يعني أنها تتناسب مع فئة عمرية شابة وتقدم قصة مشوقة مع عناصر خيالية وغموض تجعلها مثيرة وملهمة لهذه الفئة العمرية.
تجتذب المانغا أيضًا انتباه عشاق الأنمي، حيث تم تكييفها للشاشة الصغيرة، مما يضيف إلى شعبيتها ويجعلها واحدة من الأعمال المحبوبة في عالم الفن الياباني.
بهذه الطريقة، تستمر “الفتاة من الجانب الآخر: سيول، آ، رون” في تقديم مزيج فريد من الدراما والفانتازيا والغموض، مع شخصيات غير بشرية تتناول قضايا إنسانية أساسية، مما يجعلها قراءة لا تُنسى وتستحق الاكتشاف.