في رحاب تاريخ الإسلام تتناغم رواية “فتاة القيروان” للكاتب جرجي زيدان، وهي جزء من سلسلة روايات تاريخ الإسلام التي تعكس ببراعة مراحل العصور الإسلامية. تتميز هذه السلسلة بتقديم رؤية تاريخية تجمع بين عناصر التشويق والالتزام الدقيق بالحوادث التاريخية، مع التركيز الواضح على الزمان والمكان والأفراد.
“فتاة القيروان” تتناول تأريخ ظهور دولة العبيديين أو الفاطميين في إفريقية، وتسلط الضوء على السرد والمناقب المتعلقة بـ “المعز لدين الله” وقائده “جوهر”. يروي الكتاب قصة فتح مصر وإخراجها من سيطرة الدولة “الإخشيدية” في سنة 358 هـ. تتخلل هذه الرواية الأحداث والتفاصيل التاريخية والاجتماعية بشكل يجمع بين الحقائق التاريخية والسرد الأدبي.
يتناول الكتاب أيضاً وصفًا مفصلًا لبروز “إفريقية” وعاداتهم وأخلاقهم، مما يسلط الضوء على التنوع الثقافي والاجتماعي في تلك الفترة. يُظهر الكتاب الأسباب الاجتماعية التي ساهمت في نجاح الفتح، ويبرز بشكل خاص الانهماك الإخشيدي في الترف واستبدادهم وتفرقهم، مقارنة باتحاد جند الفاطميين وحفاظهم على مناقب البادية.
صدرت الرواية عن دار البشير للطباعة والنشر والتوزيع، وتمتاز بغلافها العادي، وتندرج تحت تصنيف الأدب والخيال، بالإضافة إلى أنها تعتبر جزءًا من فئة الأدب الإسلامي. تمتد صفحات الكتاب إلى 160 صفحة، وبالتالي، يمنح القارئ فرصة وافرة لاستكشاف عمق الأحداث والشخصيات والسياق التاريخي الذي يقدمها هذا العمل الأدبي الفريد.