في غمرة الصراعات العالمية الكادحة التي تسمى الحرب العالمية الثانية، خرجت إلى الواجهة من جوانب البحار والمحيطات تحفة هندسية من صنع اليد الألمانية، وهي الغواصة ذات السمات الفريدة التي تحمل اسمها الرمزي “U-166”. إنها تنتمي إلى فئة الغواصات الألمانية الفائقة الفعالية، المعروفة بـ “Type IX-class Submarine”، والتي تمثلت في جناحها الهجومي البحري بمهمة حيوية في ساحة المعركة البحرية.
في عام الانطلاق 1941، خرجت U-166 إلى البحار محملة بمسؤوليات السفر عبر أعماق البحار العابرة والمحيطات الواسعة، حيث كان ينبغي لها أداء دورها الحيوي في حماية مصالح ألمانيا في مياه العالم. وقد أضفت هذه الغواصة بأبعادها الضيقة وتصميمها الاستراتيجي الرائع إلى قوة الأسطول البحري الألماني، مما جعلها تتميز بمكانة مهمة في سجلات التاريخ العسكري العظيم.
أساس تكنولوجيا هذه الغواصة الرائدة يتمثل في تصميمها الفريد الذي يتيح لها البقاء تحت سطح البحر لفترات طويلة، وهو ما جعلها تمثل تهديدًا لا يمكن تجاوزه للأسطول البحري الحليف. ولكن، كما هو الحال في كل المعارك، تاريخ U-166 شابه تقلبات الحروب والمصائر المتقلبة.
تصدرت U-166 العديد من العمليات البحرية النوعية، حيث كانت تستهدف السفن التجارية والعسكرية للأعداء، مما أسفر عن تحقيقها إنجازات لا تحصى في سجل النصر البحري للقوات الألمانية. ولكن، في مشهد مأساوي غير متوقع، شهدت مياه الخليج المكسيكي انقضاضًا مأساويًا على هذه الغواصة البارعة.
في صيف عام 1942، كانت U-166 تتجوّل في مياه الخليج المكسيكي بحثًا عن فريسة قابلة للاستهداف. وهناك، وفي لحظة مصيرية، تصدم الغواصة بمنطقة خطيرة من الأعماق المائية. كان ذلك اللحظة القاتلة التي غيّرت مسار تاريخ هذه الغواصة البارعة. حيث أُغرقت بسبب هجوم مفاجئ من قبل السفينة الأمريكية “PC-566″، وذلك في 1 أغسطس 1942. ترك هذا الهجوم الغادر أثرًا عميقًا في ذاكرة الحروب البحرية، محطمًا بالتالي آمال وتطلعات الطاقم المخلص الذي خدم على متن هذه الغواصة الفريدة.
إن تاريخ U-166 يظل علامة فارقة في سجل الحروب العالمية، حيث يتداول الخبراء والمؤرخون قصصها وتفاصيل مصيرها في ضوء التحولات الكبيرة التي شهدتها الحروب العالمية الثانية. يبقى هذا الغواص الألماني، الذي شارك في رقصة الحروب البحرية، حجر الزاوية في الرواية التاريخية للصراعات العالمية.