الغواصة I-400، التي تنتمي إلى فئة I-400، تمثلت في تاريخ الحروب العالمية الثانية كتحفة فنية في فن الهندسة البحرية وفي التكتيك العسكري. تم بناؤها واستخدامها من قبل اليابان خلال الصراع العالمي الثاني، وقدمت تحديثًا ملموسًا في استراتيجية الحرب البحرية.
بدأت فكرة إنشاء هذه الفئة من الغواصات الضخمة تحت مظلة برنامج السفن الجديدة اليابانية خلال فترة الحرب. بدأت الغواصة I-400 في الخدمة في العام 1943، وقد تم تطويرها بواسطة المهندسين البحريين اليابانيين الذين كانوا يسعون إلى إنشاء غواصة قادرة على تحمل رحلات طويلة المدى دون الحاجة إلى التزود بالوقود.
بلغ طول هذه الغواصة العملاقة حوالي 122 مترًا، وكانت قادرة على حمل طائرات هجومية على متنها، مما جعلها تعتبر غواصة حاملة للطائرات، وهو نوع نادر من الغواصات في ذلك الوقت. كانت مجهزة بمرفق للطيران وكانت قادرة على حمل وإطلاق طائرات الهجوم، مما جعلها قوة فعالة في الهجمات البحرية على الأهداف العسكرية والبحرية.
تمتاز الغواصة I-400 بقدرتها على حمل وإطلاق ثلاث طائرات بريطانية مصغرة من طراز Aichi M6A1 Seiran، وهي طائرات مصممة خصيصًا للقيام بالهجمات البحرية. كانت هذه الطائرات قادرة على الانطلاق من الماء وقادرة على حمل قنابل ضخمة وإلحاق الضرر بالسفن العدو.
ومع ذلك، لم تشهد الغواصة I-400 الكثير من الأعمال القتالية بسبب انتهاء الحرب قبل أن تتمكن من القيام بمهامها بشكل كامل. وبعد انتهاء الحرب، تم غرق العديد من هذه الغواصات كجزء من جهود التفكيك والتخلص من الأسلحة اليابانية بموجب الاتفاقيات الدولية. وعلى الرغم من أن بعض الغواصات الفردية تم العثور عليها وإعادة استخدامها أو بيعها، إلا أن العديد منها تم إغراقها أو تدميرها بشكل كامل لتجنب استخدامها من قبل الأطراف الأخرى.
بالرغم من ذلك، تبقى الغواصة I-400 وفصيلتها ذات أهمية تاريخية كبيرة، حيث تعتبر رمزًا للتطور التكنولوجي والابتكار في مجال الحرب البحرية خلال الحرب العالمية الثانية.