الـ “إيتونوجيسترِل” (Etonogestrel) هو أحد الأدوية الهرمونية المستخدمة في تحديد النسل، والذي يُعتبر من وسائل منع الحمل الفعّالة بفضل تأثيره طويل الأمد. هذا الدواء يتم تثبيته تحت الجلد في شكل “غرسة” (Implant)، وتستمر فعاليته في منع الحمل لفترات قد تصل إلى ثلاث سنوات. بفضل هذه الفعالية العالية التي تتجاوز 99% في منع الحمل، أصبح الـ “إيتونوجيسترِل” خيارًا مفضلاً لدى العديد من النساء الباحثات عن وسيلة فعالة ومريحة للحد من الحمل غير المخطط له. بالرغم من فعاليته العالية، إلا أن بعض المستخدمين قد يواجهون بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على تجربتهم الشخصية مع هذا العلاج.
الموافقة على الدواء:
تمت الموافقة على غرسة الـ “إيتونوجيسترِل” من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 12 مايو 2015. وهذا يعكس التقييم الإيجابي للدواء من حيث أمانه وفعاليته في مجال منع الحمل، إذ أُجريت العديد من الدراسات السريرية التي أثبتت فعالية هذا العلاج في تقليل فرص الحمل إلى مستويات شبه منعدمة.
طريقة العمل والفعالية:
غرسة الـ “إيتونوجيسترِل” تعمل من خلال إطلاق هرمون “الإيتونوجيسترِل” بشكل مستمر داخل الجسم، وهو نوع من البروجستين، الذي يؤثر على مبيض المرأة فيمنع الإباضة (عملية إطلاق البويضة من المبيض). كما يعمل الهرمون على زيادة كثافة المخاط في عنق الرحم، مما يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة. هذه الآلية تجعل من الصعب على المرأة أن تصبح حاملًا أثناء استخدامها للغرسة.
يُعتبر هذا الدواء من أكثر وسائل منع الحمل فعالية على مستوى العالم، حيث يصل معدل فعاليته إلى 99%، مما يجعله خيارًا مثاليًا للنساء اللاتي يبحثن عن حماية فعالة وطويلة الأمد ضد الحمل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الدواء يعد خيارًا مريحًا، حيث لا تحتاج المرأة إلى تذكر تناوله بشكل يومي كما هو الحال مع حبوب منع الحمل التقليدية.
الآثار الجانبية لتناول الدواء:
رغم فعالية “إيتونوجيسترِل”، فإن بعض النساء قد يواجهن آثارًا جانبية نتيجة لاستخدامه. تتنوع هذه الآثار الجانبية من امرأة إلى أخرى، وقد تشمل تغيرات في الدورة الشهرية، مثل التأخير أو التوقف الكامل للحيض، إضافة إلى تغيرات في الوزن، أو شعور بالاكتئاب. قد تُعاني بعض النساء أيضًا من تغييرات في المزاج أو زيادة في حب الشباب.
أحد المراجعات التي شاركتها إحدى المستخدمين، تُظهر تجارب واقعية لهذا الدواء. حيث قالت:
“قمت بالحصول على الغرسة في 15 أبريل، ومنذ البداية بدأت أشعر بتقلبات مزاجية، حيث كنت أشعر بالسعادة في لحظة، ثم أتحول إلى الغضب في اللحظة التالية. كنت أغضب من صديقي على أمور صغيرة لا تستحق الغضب، وأشعر بالإحباط طوال الوقت. تأخرت دورتي الشهرية، وقد بدأت في 6 مايو، وما زلت في الدورة حتى الآن (12 مايو). كما أنني بدأت أشعر بالجوع أكثر من المعتاد، وزاد وزني بعض الشيء. ظهر لدي بعض حب الشباب، وأحيانًا أشعر بالاكتئاب. أنا أفكر في إزالة الغرسة، لكن نسبة فعاليتها العالية في منع الحمل (99%) هي ما تجعلني أظل معها”.
تعكس هذه التجربة الواقعية التغيرات التي قد تحدث في المزاج والوزن والدورة الشهرية نتيجة لاستخدام غرسة “إيتونوجيسترِل”. وهذه التغيرات قد تكون مؤقتة في بعض الأحيان وتختفي مع مرور الوقت، لكن من المهم أن تكون المرأة على دراية بهذه الآثار الجانبية المحتملة قبل اتخاذ قرار استخدامها.
تقييم فعالية الدواء:
وفقًا للتقييمات التي تقدمها بعض المستخدمين، فإن فعالية الدواء تتراوح بين الرضا التام والقلق بسبب الآثار الجانبية. بينما تُعتبر فعاليته العالية في منع الحمل ميزة كبيرة، إلا أن بعض النساء قد يشعرن ببعض الإحباط أو عدم الراحة بسبب التغيرات في الجسم التي ترافقه. فقد حازت غرسة “إيتونوجيسترِل” على تقييم عام من قبل العديد من المستخدمين بمعدل 5 من 10 من حيث الفعالية. هذا التقييم قد يعكس عدم الارتياح بسبب الآثار الجانبية مقارنة بالفوائد التي يحققها الدواء.
مواعيد وصف الدواء:
تتمثل إحدى المزايا الكبيرة لاستخدام غرسة “إيتونوجيسترِل” في أنه يُمكن أن يتم وصفه من قبل الأطباء فقط بعد إجراء فحص شامل للتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية قد تتعارض مع استخدامه. وبمجرد وصفه، يمكن للغرسة أن تبقى في مكانها لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. ومع ذلك، من المهم مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة أي تغيرات في الصحة العامة أو لمعالجة أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.
ملاحظات إضافية:
غرسة الـ “إيتونوجيسترِل” هي خيار موثوق للعديد من النساء اللواتي يبحثن عن طريقة فعالة وآمنة لمنع الحمل، إلا أن اختيارها يجب أن يكون استنادًا إلى فهم جيد للآثار الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم هذا الخيار تحت إشراف طبي، وتكون المرأة على دراية تامة بأن هناك وسائل أخرى لمنع الحمل في حالة عدم رغبتها في استخدام الغرسة.
إذا كنتِ تفكرين في استخدام غرسة “إيتونوجيسترِل”، يفضل استشارة طبيب مختص لتحديد ما إذا كانت هذه الوسيلة تناسب حالتك الصحية العامة وأسلوب حياتك.