غثيان الحركة: الأسباب والعلاج

غثيان الحركة: الأسباب، الأعراض، والوقاية والعلاج

يُعتبر غثيان الحركة أحد الحالات الشائعة التي قد تصيب الأفراد في مواقف معينة مثل السفر بالسيارة، الحافلة، السفينة أو الطائرة. تتراوح أعراض غثيان الحركة بين الإحساس بعدم الراحة وصولاً إلى القيء، وقد تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية للأفراد المصابين. يعد غثيان الحركة نتيجة لتضارب في الإشارات الحسية التي يتلقاها الدماغ من العينين والأذن الداخلية والجهاز الحسي الحركي.

1. تعريف غثيان الحركة

غثيان الحركة هو حالة تتمثل في الإحساس بالدوار والاضطراب المعدي نتيجة للتعرض لحركة لا تتناغم مع ما يراه الشخص أو يشعر به جسده. على سبيل المثال، إذا كان الشخص في سيارة تتحرك، قد تشعر الأذن الداخلية بحركة السيارة بينما لا يرى الشخص هذه الحركة، مما يؤدي إلى تضارب بين المعلومات الحسية المرسلة إلى الدماغ.

2. أسباب غثيان الحركة

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث غثيان الحركة، ومن أبرزها:

2.1. التضارب الحسي

كما ذكرنا، تحدث هذه الحالة بسبب التضارب بين إشارات الدماغ التي تأتي من العينين والأذن الداخلية. على سبيل المثال، إذا كانت الشخص في داخل سيارة تتحرك بسرعة، ولكنه لا يستطيع رؤية الحركة بسبب إغلاق العينين أو ملاحظة المناظر المحيطة، يحدث التناقض بين إشارات العينين والأذن الداخلية، مما يؤدي إلى شعور الجسم بالتضارب، ويشعر الشخص بالغثيان.

2.2. الأذن الداخلية

الأذن الداخلية مسؤولة عن حفظ توازن الجسم. تحتوي على جهاز يُعرف بالقوقعة والأجهزة الدهليزية التي تساعد الجسم على فهم حركته بالنسبة للمحيط. عندما تتعرض هذه الأعضاء لحركة غير مألوفة أو غير متوقعة، قد تؤدي إلى تفاعل غير مرغوب فيه يشعر به الشخص كغثيان.

2.3. الحركة في الفضاء

غثيان الحركة أكثر شيوعًا في حالات السفر الطويلة باستخدام وسائل النقل المختلفة، مثل السفن والطائرات، وذلك بسبب حركة المركبات في الفضاء. فإن الحركة المستمرة وعدم استقرار البيئة المحيطة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في نظام التوازن في الجسم.

2.4. الاضطرابات العصبية

بعض الحالات العصبية أو التوتر النفسي قد تجعل الشخص أكثر عرضة لغثيان الحركة. يمكن أن تؤدي مشاكل في التنسيق العصبي أو عدم توازن الإشارات العصبية إلى زيادة حدة الأعراض.

2.5. العوامل الوراثية

تظهر الدراسات أن هناك ارتباطًا وراثيًا بين الأشخاص الذين يعانون من غثيان الحركة، ما يعني أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من هذه الحالة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بها.

2.6. التأثيرات الخارجية

عوامل مثل الإضاءة الساطعة أو التغيرات السريعة في المشهد البصري يمكن أن تزيد من تأثير غثيان الحركة. قد يؤدي تعرض الشخص للصور السريعة أو التقلبات في الإضاءة إلى تحفيز الأعصاب الحسية بطريقة تجعل الشخص يشعر بالغثيان.

3. أعراض غثيان الحركة

غثيان الحركة يمكن أن يظهر بمجموعة من الأعراض التي قد تتفاوت في شدتها. من أبرز الأعراض التي يعاني منها الأفراد المصابون بغثيان الحركة:

• الدوار: يشعر الشخص غالبًا بدوار شديد يجعله غير قادر على تحديد الاتجاه أو الثبات.

• الغثيان: هو الشعور بالرغبة في التقيؤ وقد يتبع ذلك القيء في بعض الحالات.

• التعرق البارد: قد يصاحب الدوار التعرق المفرط.

• التعب والإرهاق: يشعر الشخص بحالة من التعب العام وفقدان الطاقة.

• شحوب البشرة: قد يتسبب غثيان الحركة في تحول لون الجلد إلى الشحوب بسبب التأثيرات الفيزيولوجية الناتجة عن هذه الحالة.

• الصداع: يمكن أن يصاحب غثيان الحركة صداع قوي يزيد من تعقيد الأعراض.

4. أنواع غثيان الحركة

غثيان الحركة يمكن أن يظهر في عدة صور تبعًا للظروف والبيئة المحيطة. من أبرز أنواع غثيان الحركة:

4.1. غثيان حركة السيارة

يحدث هذا النوع من غثيان الحركة أثناء السفر بالسيارة، خاصة إذا كانت الرحلة طويلة أو إذا كانت السيارة تتحرك على طرق غير مستقرة أو بها تقلبات حادة.

4.2. غثيان حركة البحر

هو نوع من الغثيان يحدث أثناء السفر بالمركبات البحرية، مثل السفن أو القوارب. بسبب حركة الأمواج المستمرة والتغيرات المفاجئة في الاتجاه، يشعر الكثير من الناس بالغثيان أثناء تواجدهم على السفينة.

4.3. غثيان حركة الطائرة

يحدث هذا النوع عندما يتعرض الشخص لتقلبات في الجو أثناء الطيران. يتأثر الشخص بهذه الحركة بسبب السرعة والارتفاعات التي تتغير بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالغثيان.

4.4. غثيان حركة وسائل النقل الأخرى

يمكن أن يحدث غثيان الحركة أيضًا أثناء التنقل في وسائل النقل الأخرى، مثل القطارات أو الحافلات، خاصة إذا كانت الرحلة تتضمن تقلبات أو اهتزازات غير مريحة.

5. الوقاية من غثيان الحركة

توجد العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في الوقاية من غثيان الحركة أو تقليل شدته. من أبرز هذه الطرق:

5.1. اختيار الأماكن المناسبة

اختيار المكان المناسب في وسائل النقل يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بالغثيان. على سبيل المثال، عند السفر بالسيارة، يُنصح بالجلوس في المقعد الأمامي بدلاً من المقعد الخلفي، حيث يتحكم الشخص في رؤية الطريق.

5.2. تجنب قراءة الكتب أو الهواتف المحمولة

من المهم تجنب القيام بأنشطة قد تزيد من تفاقم الأعراض مثل القراءة أو استخدام الهاتف المحمول أثناء السفر. يجب على الشخص التركيز على الأفق أو الاسترخاء بدلاً من تشتيت الانتباه.

5.3. التنفس بعمق

تقنيات التنفس العميق يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض. يجب على الشخص أخذ نفس عميق ببطء ومحاولة الاسترخاء لتقليل شعور الغثيان.

5.4. التوقف والراحة

في حالة حدوث غثيان الحركة، يجب على الشخص التوقف عن الحركة قدر الإمكان. إذا كان الشخص يقود السيارة، من الأفضل التوقف في مكان آمن لأخذ استراحة قصيرة.

6. علاج غثيان الحركة

إذا كنت تعاني من غثيان الحركة، يمكن تناول بعض العلاجات التي تساعد على تخفيف الأعراض. من بين العلاجات الشائعة:

6.1. الأدوية

هناك عدة أدوية مضادة للغثيان مثل الأدوية التي تحتوي على مادة “ديمينهيدرينات” و”ميكليزين” التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض بشكل فعال. يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.

6.2. العلاج الطبيعي

بعض الأشخاص يجدون أن العلاجات الطبيعية مثل تناول الزنجبيل أو شرب شاي الزنجبيل يساعد في تقليل الأعراض بشكل كبير.

6.3. الضغط على نقاط معينة في الجسم

تقنيات العلاج بالضغط مثل استخدام جهاز الضغط على المعصم قد أثبتت فعاليتها في تقليل أعراض غثيان الحركة.

6.4. التكيف مع البيئة المحيطة

في بعض الحالات، يمكن أن يساعد التأقلم مع بيئة السفر عن طريق تحسين التهوية أو تقليل الارتجاجات في المركبة.

7. خاتمة

غثيان الحركة هو مشكلة صحية مزعجة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة الأشخاص الذين يعانون منها. لكن مع فهم الأسباب والعوامل التي تساهم في حدوث هذه الحالة، يمكن اتخاذ خطوات فعالة للتقليل من شدتها. في حال استمرت الأعراض أو تفاقمت، يُنصح بالتوجه إلى الطبيب للحصول على العلاج المناسب.