عوامل التسمّم الغذائي الرئيسية

6 عوامل تؤدي للإصابة بالتسمّم الغذائي

تُعتبر الإصابة بالتسمّم الغذائي واحدة من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في مختلف أنحاء العالم. يحدث التسمّم الغذائي عندما يتناول الإنسان طعامًا ملوثًا بالكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا، الفيروسات، أو الطفيليات، أو حتى السموم التي تنتجها هذه الكائنات. ويترتب على التسمّم الغذائي مجموعة من الأعراض التي تتفاوت في شدتها، مثل الغثيان، القيء، الإسهال، وآلام البطن. وعلى الرغم من تطور وسائل السلامة الغذائية، إلا أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في تزايد حالات التسمّم الغذائي. وفي هذا المقال، سوف نستعرض 6 عوامل رئيسية تؤدي إلى التسمّم الغذائي.

1. التعامل غير الصحيح مع الطعام

يعتبر التعامل غير الصحيح مع الطعام أحد أبرز العوامل المساهمة في الإصابة بالتسمّم الغذائي. يشمل ذلك العديد من التصرفات التي قد تتسبب في تلوث الطعام، مثل:

• عدم غسل اليدين بشكل صحيح: يعتبر غسل اليدين خطوة أساسية لمنع انتقال البكتيريا من الشخص إلى الطعام، خاصة عند تحضير الطعام أو تناوله. ولكن الكثير من الأشخاص يتجاهلون غسل أيديهم بعد التعامل مع اللحوم النيئة أو استخدام الحمام، مما يزيد من احتمالية التسمّم الغذائي.

• التخزين غير السليم للطعام: ينبغي حفظ الطعام في درجات حرارة مناسبة لتجنب نمو الكائنات الدقيقة الضارة. يمكن أن يؤدي ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة لفترات طويلة إلى نمو البكتيريا المسببة للتسمّم. وبالمثل، فإن تخزين الطعام النيء بشكل غير صحيح يمكن أن يؤدي إلى تلوثه.

• عدم فصل الطعام النيء عن الطعام الجاهز للأكل: يمكن أن تتسبب المواد الغذائية النيئة مثل اللحوم والدواجن في تلوث الطعام الجاهز للأكل إذا تم تخزينها أو تحضيرها معًا دون مراعاة للفصل بينهما.

2. سوء إعداد الطعام وطبخه

يعد سوء إعداد الطعام وطبخه أحد العوامل الأساسية التي تؤدي إلى التسمّم الغذائي. فبعض الأطعمة تحتاج إلى درجة حرارة معينة لقتل الكائنات الدقيقة الضارة الموجودة فيها. إذا لم يتم طهي الطعام بشكل صحيح أو لم تصل درجة الحرارة إلى الحد الكافي، يمكن أن تبقى هذه الميكروبات حية وتسبب العدوى.

• عدم طهي الطعام بشكل كافٍ: على سبيل المثال، من الممكن أن يتسبب تناول اللحوم غير المطهوة بالكامل، مثل اللحوم الحمراء والدواجن، في انتقال أنواع من البكتيريا مثل السالمونيلا و الإيشيريشيا كولاي التي قد تسبب التسمّم الغذائي.

• إعادة تسخين الطعام بشكل غير مناسب: إعادة تسخين الطعام دون التأكد من وصوله إلى درجة الحرارة المناسبة قد يساهم أيضًا في نمو البكتيريا الضارة. لذلك يجب التأكد من تسخين الطعام بشكل كامل حتى الوصول إلى درجة حرارة آمنة.

3. استخدام مواد غذائية ملوثة

تُعد المواد الغذائية الملوثة أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى التسمّم الغذائي. وتلوث الطعام يمكن أن يحدث نتيجة وجود ميكروبات أو سموم فيه، سواء كان ذلك بسبب طريقة زراعته أو تخزينه أو تحضيره. ومن أبرز المواد التي قد تتلوث:

• الخضروات والفواكه: في بعض الحالات، قد تحتوي الفواكه والخضروات على بكتيريا ضارة نتيجة التعرض للمياه الملوثة أو التسميد غير السليم. كذلك، يمكن أن تكون الملوثات الكيميائية مثل المبيدات الحشرية سببًا رئيسيًا في تلوث هذه المنتجات.

• المأكولات البحرية: السمك والمأكولات البحرية بشكل عام قد تحتوي على سموم طبيعية تُفرز من الطحالب البحرية التي تعيش في بيئات ملوثة. هذه السموم يمكن أن تكون سامة للبشر إذا تم تناولها دون طهي مناسب.

• اللحوم: يمكن أن تحتوي اللحوم النيئة على بكتيريا وفيروسات ضارة، خصوصًا إذا تم إطعام الحيوانات مواد غير صحية أو إذا لم يتم معالجة اللحوم بشكل صحيح قبل وصولها إلى المستهلك.

4. البيئة المحيطة ووسائل النقل

تلعب البيئة المحيطة في المطبخ ووسائل النقل دورًا هامًا في منع تلوث الطعام أو السماح بانتشاره. البيئات الملوثة التي لا تتمتع بشروط صحية قد تزيد من خطر الإصابة بالتسمّم الغذائي، خاصة في الأماكن التي يتم فيها تحضير أو توزيع الطعام بكميات كبيرة.

• البيئة المحيطة غير النظيفة: في المرافق التي يتم فيها إعداد الطعام بشكل جماعي، مثل المطاعم أو أماكن تقديم الطعام العامة، يمكن أن تؤدي البيئة غير النظيفة إلى تلوث الطعام بسهولة. فوجود حشرات أو قوارض قد ينقل الميكروبات إلى الطعام.

• وسائل النقل غير المناسبة: عند نقل الطعام، خاصة في المناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة، قد يتعرض الطعام للتلوث إذا لم تتم مراعاة شروط النقل الصحيحة مثل تبريد الطعام بشكل مناسب.

5. استخدام المواد الكيميائية الملوثة

يعتبر التسمّم الغذائي بسبب المواد الكيميائية من العوامل التي تساهم في إصابة الإنسان بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة. فبعض المواد الكيميائية قد تتواجد في الطعام نتيجة للمبيدات الحشرية أو الأسمدة الكيميائية التي تُستخدم في الزراعة، وقد يكون لتلك المواد تأثير سام على صحة الإنسان عند تناولها.

• المبيدات الحشرية: يستخدم المزارعون المبيدات الحشرية للحفاظ على المحاصيل وحمايتها من الحشرات، ولكن هذه المواد قد تبقى على الخضروات والفواكه وتُسبب التسمّم الغذائي إذا تم تناولها بشكل غير مغسول.

• المضافات الكيميائية: في بعض الحالات، قد تُضاف مواد حافظة أو مكونات صناعية إلى الطعام للحفاظ عليه لفترة أطول. بعض هذه المواد قد تتسبب في ردود فعل سامة إذا تم تناولها بكميات كبيرة.

6. العوامل الصحية للأفراد

تؤثر الحالة الصحية للفرد بشكل كبير في مدى تعرضه للتسمّم الغذائي وشدته. في حالة وجود ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى السكري أو مرضى السرطان أو كبار السن، فإن الجهاز المناعي يكون أقل قدرة على مقاومة العدوى، مما يزيد من خطورة التسمّم الغذائي.

• الضعف المناعي: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، بما في ذلك التسمّم الغذائي. قد يكون لدى هؤلاء الأشخاص قدرة أقل على محاربة البكتيريا أو الفيروسات المسببة للتسمّم.

• الحمل: النساء الحوامل أيضًا يعانين من ضعف في جهاز المناعة أثناء الحمل، مما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالتسمّم الغذائي. بعض الأنواع من التسمّم، مثل التسمّم بـ اللستيريا، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة الأم والجنين.

الخاتمة

تعتبر الوقاية من التسمّم الغذائي أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الأفراد والمجتمعات. ومن خلال اتباع ممارسات صحية وآمنة في التعامل مع الطعام، مثل غسل اليدين بشكل منتظم، تخزين الطعام بطريقة صحيحة، وطهيه بدرجة حرارة كافية، يمكن الحد من خطر الإصابة بالتسمّم الغذائي. كما يجب الانتباه إلى العوامل البيئية والصحية التي قد تسهم في زيادة خطر التعرض لهذا النوع من العدوى.