عندما تواجه الشركة خسارة تصل إلى نصف رأس مالها، يتعين على المديرين أن يُقدموا أمام الجمعية العامة لطرح قرار حل الشركة. ينص القانون في المادة 129 من قانون الشركات المساهمة وشركات التوصية بالأسهم والشركات ذات المسؤولية المحدودة رقم 159 لسنة 1981 على ضرورة تحقيق الأغلبية العددية للشركاء الحاصلين على ثلاثة أرباع رأس المال لاتخاذ قرار حل الشركة. في حالة خسارة تصل إلى ثلاثة أرباع رأس المال، يُسمح للشركاء الحاصلين على ربع رأس المال بطلب حلاً للشركة.
وبعد اتخاذ قرار حل الشركة، يُعد الوضع القانوني للشركة في حالة تصفية وفقًا للمواد 137 و 138 من نفس القانون. تظل الشركة قائمة في حالة تصفية وتحتفظ بالشخصية الاعتبارية اللازمة لأعمال التصفية، وتضاف عبارة “تحت التصفية” إلى اسم الشركة. يتم تحديد اختصاصات الهيئات الإدارية في هذه المرحلة وتقتصر على الأعمال التي لا تتعلق بمهام المصفين.
فيما يخص إجراءات تصفية الشركة، يقوم القانون في المادة 139 بتكليف الجمعية العامة بتعيين مصفي قانوني أو أكثر للشركة، وتحديد أتعابهم. يشير القانون في المادة 149 إلى أن المصفي يتم تعيينه من بين الشركاء أو غيرهم، وتحدد أتعابه في وثيقة تعيينه. في حالة صدور حكم بحل الشركة أو بطلانها، تحدد المحكمة طريقة التصفية وتعين المصفي، الذي يقوم بجميع الأعمال التي تقتضيها التصفية.
إجراءات التصفية تتضمن أيضاً الإشهار بتعيين المصفي وتفاصيل الطريقة التي سيتم بها البيع. يضاف عبارة “تحت التصفية” إلى اسم الشركة خلال فترة التصفية. يُلزم المصفي بتسديد ديون الشركة وتسوية الالتزامات المالية، ويقوم بجرد شامل لأموال الشركة وإعداد ميزانية.
من جهة أخرى، يكون للمصفي العديد من المسؤوليات خلال عملية التصفية، بدءًا من مراقبة الأموال وتصفية الديون إلى التعامل مع القضايا القانونية والتحكيم. يُلزم المصفي بتقديم تقارير دورية للشركاء حول تطورات التصفية ويتحمل مسؤولية المحافظة على حقوق الشركة وتسوية الديون بأفضل طريقة ممكنة.
من المهم أيضًا التنويه بأن المصفي لا يحق له أداء أي عمل يخالف أو يتجاوز اختصاصاته خلال عملية التصفية. يُشدد على أهمية احترام حقوق الشركاء ومساواتهم فيما يتعلق بالتصفية.
يختم المصفي عمله بإعداد التقارير النهائية وجداول التوزيع لتوزيع الأرباح على الشركاء بناءً على الأصول المتبقية بعد تسديد الديون. يلتزم المصفي بتسليم الوثائق النهائية إلى السلطات القضائية والسجل التجاري.
في الختام، يجسد عمل المصفي دورًا حيويًا في تنفيذ تصفية الشركة، حيث يقوم بإدارة جميع الجوانب المالية والقانونية لضمان أقصى استفادة للشركاء والالتزام بالضوابط والقوانين المعمول بها.
المزيد من المعلومات
أثناء عملية التصفية، يُلزم المصفي باتخاذ عدة إجراءات لضمان سير العملية بكفاءة وشفافية. يتمثل أحد هذه الإجراءات في جرد ممتنع يتضمن تقدير قيمة جميع أصول والتزامات الشركة. يقوم المصفي بالتعاون مع مديري الشركة في إعداد هذا الجرد، ويوقعون جميعًا على نتائجه. هذا الجرد يشمل تقييم الممتلكات المالية والعقارية، ويساعد في تحديد قيمة الأصول المتاحة لتسديد الديون وتوزيع الأرباح.
علاوة على ذلك، يُلزم المصفي بتمثيل الشركة أمام القضاء والتحكيم والموافقة على أي اتفاقات صلح قد تكون ضرورية. يشمل ذلك التعامل مع الدعاوى القانونية والمحكمة التي قد تنشأ خلال عملية التصفية.
بالنسبة لإجراءات البيع، يُلزم المصفي ببيع أصول الشركة، سواء من منقولات أو عقارات، بالمزاد العلني أو بطرق أخرى. يُحدد القانون في المادة 145 من قانون الشركات المساهمة وشركات التوصية بالأسهم والشركات ذات المسؤولية المحدودة رقم 159 لسنة 1981 كيفية إجراء هذه العملية، مع مراعاة ما قد يكون متفقًا عليه في وثيقة تعيين المصفي.
من جهة أخرى، يُلزم المصفي بمتابعة إجراءات الإشهار والتأكد من أن جميع الإجراءات القانونية اللازمة قد تمت بشكل صحيح. يُضيف المصفي عبارة “تحت التصفية” إلى اسم الشركة في جميع الوثائق والتصرفات التي قد تتم باسمها خلال فترة التصفية.
من الناحية المالية، يجب على المصفي دفع كل الديون المستحقة من أموال الشركة بأولوية على الديون الأخرى. يُحظر على المصفي مطالبة باقي الشركاء بالباقي من حصصهم إلا في حالة اقتضت ذلك أعمال التصفية وبشرط مراعاة المساواة بين الشركاء.
في نهاية التصفية، يقوم المصفي بإعداد التقارير النهائية وجداول التوزيع لتوزيع الأرباح على الشركاء وفقًا للأصول المتبقية بعد تسديد الديون. يلتزم المصفي بتسليم الوثائق النهائية إلى السلطات القضائية وتحديث سجل التجارة بنهاية التصفية.
يجسد عمل المصفي أهمية كبيرة في ضمان إجراء عملية التصفية بشكل قانوني وفعّال، حيث يدير جميع الجوانب المتعلقة بالأصول والالتزامات ويضمن تحقيق أقصى استفادة للشركاء في ظل الضوابط والتشريعات المعمول بها.