عندما نتحدث عن عملية برباروسا، فإننا نتجه فوراً إلى فترة حرجة وحاسمة في تاريخ الحرب العالمية الثانية، حيث قامت ألمانيا النازية بشن هجوم ضخم على الاتحاد السوفيتي في صيف عام 1941م. تمتد هذه العملية العسكرية الضخمة من الثاني والعشرين من يونيو حتى الثلاثين من سبتمبر من نفس العام.
بمجرد إطلاق عملية برباروسا، فتحت ألمانيا جبهة جديدة في الشرق، وهي الجبهة الشرقية الهائلة والتي امتدت على طول آفاق شاسعة من أوروبا. وقد أطلقت هذه العملية لتحقيق هدفين رئيسيين: السيطرة على الموارد الطبيعية الهامة للاتحاد السوفيتي، وتوسيع نفوذ ألمانيا النازية نحو الشرق.
بدأت القوات الألمانية، بقيادة الفيلق الثالث البري، هجومها بقوة ضاربة عبر الحدود الشرقية لبولندا وبروسيا الشرقية، وسرعان ما تقدمت باتجاه العمق السوفيتي. واجتاحت القوات الألمانية وحلفاؤها المناطق الحدودية السوفيتية بسرعة مذهلة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من المدن والمناطق تحت سيطرتهم في غضون أسابيع قليلة فقط.
ومع اقترابهم من العاصمة السوفيتية، موسكو، بدأت القوات الألمانية تواجه مقاومة عنيفة وصلبة من القوات السوفيتية، وكذلك من ظروف الطقس القاسية في الشتاء الروسي القارس. تواجه القوات الألمانية صعوبات عديدة في المعركة على الأراضي السوفيتية، والتي أدت في النهاية إلى تعثر تقدمهم وفشلهم في تحقيق الأهداف المحددة في الوقت المناسب.
رغم تحقيق بعض الانتصارات البداية والسيطرة على مناطق هامة، إلا أن القوات الألمانية تعرضت فيما بعد لضغوط شديدة وصعوبات كبيرة، مما أدى في النهاية إلى فشلها في تحقيق أهدافها الاستراتيجية الرئيسية في عملية برباروسا.
تعتبر عملية برباروسا إحدى الفجوات الهامة في الحرب العالمية الثانية، حيث أثرت بشكل كبير على مسار التاريخ، وكان لها تداعيات واسعة النطاق على الساحة العالمية في العقود اللاحقة.