في صدر المكتبة الواسعة تبرز قصة استثنائية تحمل عبق الحقيقة وأبعاد الإنسانية، بعنوان “قصة كاملة… لم يؤلفها بشر”، وراء هذا العنوان الغامض يكمن سر عظيم ألفه العالم الدمشقي الراحل، علي الطنطاوي. إنها ليست مجرد قصة، بل هي روحانية متجسدة في كلمات وصفها الطنطاوي ببراعة وحنكة.
القصة الحقيقية تجسدت في أحداثها وشخصياتها، فكيف يمكن للإنسان أن يلتقط خيوط الزمان والمكان ويصوغها ببراعة وجمال إلى قصة تبهر العقول وتلامس أوتار القلوب؟ إن هذا ما قام به الدمشقي الراحل، الذي استحضر تفاصيل هذه القصة الشيقة بعناية فائقة، مخلقاً لوحة أدبية تعكس عمق الحياة وتعانق أسرارها.
عندما تتسلل إلى صفحات هذا الكتاب، ينقلك الطنطاوي إلى عالم آخر، عالم يعيش فيه الواقع والخيال جنبًا إلى جنب. القصة القصيرة التي تمتد على 34 صفحة تحمل في طياتها رسالة عميقة تعجز المجلات والكتب الأخرى أحيانًا عن نقلها بنفس الإلقاء والتأثير. فالطنطاوي لم يكن مجرد كاتب، بل كان روائيًا يمتع بفنه السردي الذي يمزج بين الوقائع والخيال ببراعة استثنائية.
تاريخ النشر يعود إلى عام 2004، حيث رأت هذه القصة النور بفضل دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، التي أسهمت في نقل هذا العمل الأدبي إلى يدي القراء. الغلاف الورقي يلفت النظر بأناقته ويعكس جمالية الكتاب، وهو ليس مجرد غطاء خارجي بل يعكس جوهر القصة الذي يستحضر القارئ لاستكشاف عوالمها الغامضة.
في فئة الأدب والخيال، وتحديدًا في الأعمال الكاملة، يبرز هذا الكتاب كمرجع أدبي بامتياز. يمتزج فيه الإبداع الفني بالروحانية، وتتلاقى الكلمات لتخلق لحظات لا تُنسى في عقول القراء. إنها رحلة لا تُنسى إلى عمق الإنسان وتفاصيل حياته التي قد لا يلاحظها العين العادية.
إن “قصة كاملة… لم يؤلفها بشر” ليست مجرد كتاب، بل هي تجربة أدبية فريدة تستحق أن تكون جزءًا من مكتبة كل عاشق للكتابة الرائعة والروايات الساحرة.