كيف تعرفين أنك دخلتِ الشهر التاسع من الحمل؟
الشهر التاسع من الحمل هو المرحلة الأخيرة والمثيرة في رحلة الحمل، حيث يقترب موعد الولادة وتبدأ العديد من التغيرات الجسدية والنفسية التي يمكن أن تساعد المرأة على التأكد من أنها دخلت في هذه المرحلة. هذا الشهر يمثل نهاية فترة الحمل التي استمرت لمدة تسعة أشهر، وهي فترة مليئة بالتطورات المهمة التي تؤثر على صحة الأم والجنين على حد سواء.
1. الوقت المتوقع لبداية الشهر التاسع
الشهر التاسع يبدأ عادة في الأسبوع 36 من الحمل ويستمر حتى الأسبوع 40، ويُعتبر الأسبوع 40 هو الأسبوع المتوقع للولادة، وإن كان من الممكن أن يحدث الحمل في وقت متأخر قليلاً أو مبكر قليلاً عن هذا التاريخ. عادةً ما يُحسَب الشهر التاسع من أول يوم لآخر دورة شهرية، على الرغم من أن تاريخ الولادة الفعلي قد يختلف بناءً على الدورة الشهرية وحسابات طبيب النساء والتوليد.
2. التغيرات الجسدية التي تدل على دخول الشهر التاسع
أ. الحجم المتزايد للبطن
خلال الشهر التاسع، يزداد حجم بطن الحامل بشكل ملحوظ. الجنين يكتمل نموه في هذه المرحلة، مما يؤدي إلى بطن أكبر وأكثر بروزًا. يمكن أن تلاحظ الحامل أن بطنها قد انتفخ وأصبح أكثر صلابة، وهذا يعود إلى نمو الجنين داخل الرحم.
ب. الحركات الجنينية
في الشهر التاسع، قد تلاحظ الحامل أن حركات الجنين أقل كثافة من الأشهر السابقة، حيث أنه لا يوجد الكثير من المساحة المتاحة للجنين للتحرك بحرية كما كان في بداية الحمل. لكن، في المقابل، تكون الحركات أكثر وضوحًا ومؤلمة أحيانًا بسبب ضغط الجنين على جدار الرحم.
ج. الضغط على الحوض
مع اقتراب موعد الولادة، يبدأ الجنين في النزول إلى الحوض استعدادًا للولادة. هذا يؤدي إلى شعور بالضغط في منطقة الحوض وأسفل البطن. قد تشعر المرأة بالثقل في هذه المنطقة، وتزداد الرغبة في التبول نتيجة لضغط الجنين على المثانة.
د. زيادة الإفرازات المهبلية
من العلامات الشائعة التي تشير إلى دخول الشهر التاسع هي زيادة الإفرازات المهبلية. في بعض الحالات، يمكن أن تكون هذه الإفرازات مائلة إلى اللون الوردي أو تحتوي على آثار من المخاط. هذه الإفرازات قد تشير إلى اقتراب موعد الولادة.
3. التغيرات النفسية والعاطفية
أ. القلق والتوتر
عادةً ما يزداد القلق والتوتر مع اقتراب موعد الولادة. تشعر الحامل في الشهر التاسع بترقب كبير لولادة الطفل، ما قد يسبب قلقًا بشأن ما سيحدث أثناء عملية الولادة. قد تتساءل الحامل عن مدى تحملها للألم، أو كيف سيكون شكل طفلها، أو ما إذا كان سيكون كل شيء على ما يرام.
ب. التعب والإرهاق
على الرغم من أن الحامل قد تشعر بزيادة الطاقة في بعض الأحيان، إلا أن الشهر التاسع غالبًا ما يصاحبه شعور مستمر بالتعب والإرهاق بسبب الحمل المتقدم. قد يتطلب الأمر راحة أكثر من المعتاد للتعامل مع الثقل في البطن والضغوط الجسدية الأخرى.
ج. التغيرات في المزاج
قد تحدث تقلبات مزاجية مع دخول الشهر التاسع بسبب التغيرات الهرمونية. يمكن أن تعاني المرأة الحامل من مشاعر القلق أو الفرح أو حتى الحزن دون سبب واضح. لذلك من المهم أن تكون الأم محاطة بالدعم العاطفي من العائلة والأصدقاء في هذه الفترة.
4. الأعراض البدنية التي ترافق الشهر التاسع
أ. تقلصات براكستون هيكس
تُعد تقلصات براكستون هيكس واحدة من العلامات الأكثر وضوحًا التي تشير إلى أن المرأة قد دخلت في الشهر التاسع. هذه التقلصات تكون غير منتظمة وتساعد في تحضير الرحم للولادة. عادة ما تكون غير مؤلمة، ولكنها قد تكون مزعجة وتسبب بعض الانزعاج.
ب. زيادة حجم الثدي
في الشهر التاسع، يبدأ الثدي في إنتاج الحليب استعدادًا للرضاعة. يمكن أن تلاحظ الحامل تغيرًا في حجم الثديين، وكذلك زيادة إفرازات الحليب أو ما يُعرف بـ “اللبأ”. هذه التغيرات هي جزء من التحضير الطبيعي للجسم للولادة والرضاعة الطبيعية.
ج. التورم واحتباس السوائل
من المعروف أن تورم القدمين والكاحلين واليدين يزداد في الشهر التاسع. هذا يحدث بسبب احتباس السوائل في الجسم نتيجة للضغط المتزايد على الدورة الدموية بسبب حجم الجنين. في بعض الحالات، قد يظهر التورم بشكل واضح في مناطق أخرى من الجسم.
د. ألم أسفل الظهر
بسبب زيادة وزن الجنين وضغطه على الأعضاء الداخلية، قد تعاني الحامل من ألم في أسفل الظهر بشكل مستمر. يمكن أن يكون هذا الألم نتيجة للضغط على الأعصاب أو بسبب التغيرات التي تحدث في شكل الجسم بسبب الحمل.
5. التغيرات التي تحدث للجنين في الشهر التاسع
في الشهر التاسع، يكون الجنين قد أكمل نموه تمامًا. بحلول نهاية هذا الشهر، قد يكون الجنين قد وصل إلى الحجم الذي سيظل عليه بعد الولادة. من العلامات التي تشير إلى دخول الجنين في الشهر التاسع هو اكتمال أعضائه الأساسية مثل القلب والرئتين.
أ. وزن الجنين وحجمه
عادةً ما يكون وزن الجنين في الشهر التاسع بين 2.5 و 4 كيلوغرامات، حسب الوراثة ووزن الأم وحجم الجنين نفسه. حجم الجنين يزداد بشكل ملحوظ في هذا الشهر حيث يبدأ في اكتساب الوزن بسرعة استعدادًا للولادة.
ب. الدماغ والرؤية
من الجدير بالذكر أن الدماغ والرؤية يتطوران في الشهر التاسع، حيث يبدأ الجنين في فتح عينيه وممارسة حركات العين. كما أن الخلايا العصبية في الدماغ تنضج، ما يساعد الجنين في التفاعل مع البيئة المحيطة به.
ج. تنظيم وظائف الأعضاء
يصبح الجنين في الشهر التاسع أكثر قدرة على تنظيم وظائفه البيولوجية، مثل التنفس والهضم. الرئتان، على وجه الخصوص، تصبحان أكثر قدرة على التفاعل مع الأوكسجين بعد الولادة.
6. متى يجب أن تذهبين إلى المستشفى؟
مع دخول الشهر التاسع، تزداد الحاجة إلى متابعة الحمل بشكل دقيق ومستمر. من المهم أن تتابعي مع طبيبك بشكل منتظم لتقييم وضع الجنين والتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام. قد تتطلب بعض الحالات زيارة المستشفى في حال حدوث علامات غير طبيعية مثل:
-
نزول ماء الرأس.
-
حدوث نزيف مهبلي.
-
زيادة شدة التقلصات.
-
شعور بآلام شديدة أو غير محتملة.
7. نصائح للتعامل مع الشهر التاسع
أ. الراحة والنوم الكافي
من المهم أن تحصلي على قدر كافٍ من الراحة في الشهر التاسع، حيث أن التعب والإرهاق يمكن أن يؤثران على حالتك النفسية والجسدية. احرصي على النوم بشكل مريح وحاولي تجنب الأنشطة الشاقة.
ب. التغذية السليمة
تأكدي من تناول غذاء متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحتك وصحة جنينك. لا تنسي شرب كميات كبيرة من الماء وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون أو السكريات.
ج. التحدث مع طبيبك
تحدثي مع طبيبك عن أي مخاوف قد تكون لديك. تأكدي من أنك تفهمين تمامًا ما يحدث مع جسمك وما يمكن توقعه في الأسابيع الأخيرة من الحمل.
8. خلاصة
دخول الشهر التاسع من الحمل هو بداية النهاية في رحلة الحمل، حيث تزداد الأعراض والتغيرات الجسدية والنفسية التي تشير إلى اقتراب موعد الولادة. مع تقدم الحمل، قد تشعر الحامل بالعديد من الأعراض المزعجة، مثل الألم في الظهر والتورم، لكنها أيضًا تشعر بترقب كبير لرؤية الطفل. هذه المرحلة تتطلب مراقبة دقيقة وتوجيهات طبية لضمان صحة الأم والجنين.

