علامات الساعة الصغرى بالترتيب

علامات الساعة الصغرى بالترتيب

منذ أن بعث الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، وهو قد بشر الأمة بمجيء الساعة التي هي النهاية الكبرى لهذا العالم. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الإشارات إلى علامات الساعة التي تسبق قيام القيامة. هذه العلامات تنقسم إلى علامات صغرى وكبرى. وفي هذا المقال سنتناول علامات الساعة الصغرى بالترتيب، وفقاً لما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة.

تعريف علامات الساعة الصغرى

علامات الساعة الصغرى هي مجموعة من الأحداث والتغيرات التي تحدث في حياة البشر، والتي تشير إلى قرب وقوع الساعة الكبرى. هذه العلامات تشير إلى بداية انحرافات كبيرة في المجتمعات، وانتشار الفتن، وتدهور الأخلاق، بالإضافة إلى ظهور بعض الأحداث التي تدل على أن الساعة قد اقتربت.

أولاً: بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

من أولى علامات الساعة الصغرى التي ظهرت على الأرض هي بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “بعثت أنا والساعة كهاتين”، ورفع إصبعيه السبابة والوسطى. هذا الحديث يُعد أول علامة على أن الساعة بدأت تقترب.

بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت بمثابة بداية العهد الجديد للبشرية. كانت بعثته رسالة هداية للعالمين، وعلامة على أن رسالة الإسلام هي التي ستستمر حتى قيام الساعة.

ثانياً: وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

تعتبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من أبرز الأحداث التي غيرت مجرى التاريخ الإسلامي، وأدت إلى بداية مرحلة جديدة في تاريخ الأمة الإسلامية. ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أمتي لا تجتمع على ضلالة”، وقد حدثت وفاة النبي في السنة الحادية عشر من الهجرة، بعد أن أكمل رسالته وأدى الأمانة.

ثالثاً: فتح بيت المقدس

من علامات الساعة الصغرى الأخرى التي تحدثنا عنها الأحاديث النبوية هي فتح بيت المقدس، فقد ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن: “إذا فتحت القسطنطينية فلا الساعة ولكنها الساعة”. يشير هذا الحديث إلى أن هناك فتحاً للقدس، وهو حدث مهم في التاريخ الإسلامي.

هذا الفتح تحقق في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حينما دخل المسلمون بيت المقدس في عام 636م، وهو يعتبر من العلامات الكبرى التي تحدث في الأمة الإسلامية.

رابعاً: ظهور الفتن

من العلامات الواضحة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم هي ظهور الفتن المتعددة في الأمة الإسلامية، حتى تصبح الفتن لا تُحصى. في الحديث الشريف: “لا تقوم الساعة حتى يظهر الفتن حتى يكون الرجل مؤمناً ثم يصبح كافراً”. هذه الفتن تشمل القتال الداخلي، والتشتت في الأمة، واختلاط الحق بالباطل.

خامساً: انتشار شرب الخمر

من العلامات الصغرى التي تتكرر بشكل متزايد في عصرنا الحالي هي انتشار شرب الخمر. فقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “يظهر في آخر الزمان قوم يشربون الخمر ويسمونها بغير اسمها”. وهذه الظاهرة تعد من الفواحش التي تهدم المجتمع، وتؤدي إلى تدمير الأفراد والمجتمعات.

سادساً: كثرة الزلازل

من العلامات الصغرى التي وردت في الأحاديث النبوية هي كثرة الزلازل في آخر الزمان، حتى تصبح الزلازل ظاهرة منتشرة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يكثر الزلازل”. هذا الحديث يشير إلى ازدياد حدوث الزلازل بشكل غير مسبوق، وهو ما نراه الآن في العديد من الأماكن في العالم.

سابعاً: انتشارات كبيرة للمحرمات

انتشار المحرمات في المجتمعات الإسلامية، مثل الزنا، والربا، وقطع الأرحام، وغيرها من الأعمال التي حرمها الله، تعتبر من علامات الساعة الصغرى. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “يأتي على الناس زمان يكثر فيه الزنا، ويظهر الربا”. وهذا يشير إلى التفكك الأخلاقي الذي سيحل بالأمة في آخر الزمان.

ثامناً: ضعف الأمانة

من العلامات الصغرى أيضاً التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هي ضعف الأمانة بين الناس. فقد قال صلى الله عليه وسلم: “إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة”. ومع مرور الزمن، سيكون هناك تدهور في قيم الأمانة والنزاهة في المعاملات اليومية، ويصبح الكذب والخداع هما السائدين في المجتمع.

تاسعاً: كثرة القتل

تعتبر زيادة القتل والتعديات على الأرواح البشرية من بين أبرز علامات الساعة الصغرى. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “سيأتي على الناس زمان يكثر فيه القتل، حتى لا يعرف القاتل لمَ قتل والمقتول لمَ قتل”. وهذا يعني أن القتل سيصبح أمراً عادياً في المجتمعات، وتنتشر الحروب والقتال في كل مكان.

عاشراً: كثرة النساء وقلّة الرجال

من العلامات الصغرى الواضحة أيضاً هي كثرة النساء، وقلة الرجال في المجتمع. فقد ورد في الحديث الصحيح: “سيكون في آخر الزمان كثرة النساء، وقلة الرجال”. وقد تم تفسير هذا الحديث على أن الرجال سيكونون أقل في العدد بسبب الحروب والمصائب التي ستحدث.

الحادي عشر: تطاول الناس في البنيان

من أبرز العلامات الصغرى هي تطاول الناس في البنيان. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان”. هذه العلامة تشير إلى التقدم الكبير في مجال البناء، وازدياد المشاريع العقارية، وهو ما نشهده اليوم في معظم المدن الكبرى في العالم.

الثاني عشر: انتشار التجارة

من العلامات الاقتصادية التي تحدثنا عنها الأحاديث النبوية هو انتشار التجارة بشكل غير مسبوق. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا ظهرت التجارة وكثرت الأموال، وكانت الأمة تعيش في رفاهية”. هذه العلامة تتجلى في العصر الحديث في ظل العولمة والانتشار الواسع للأسواق.

الثالث عشر: ظهور الدجال

من أبرز علامات الساعة الكبرى التي تتبع العلامات الصغرى هو ظهور الدجال، ولكن ظهوره سيحدث بعد مجموعة من الأحداث الكبرى. كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من فتنة الدجال، ووصفه بأنه أعداء الأمة الإسلامية في آخر الزمان.

الرابع عشر: نزول عيسى عليه السلام

من العلامات التي تظهر قبل قيام الساعة الكبرى هي نزول عيسى عليه السلام. فقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “يهبط عيسى بن مريم في آخر الزمان”. نزول عيسى عليه السلام سيكون من أبرز الأحداث التي تسبق قيام الساعة، حيث سيقتل الدجال ويقيم العدل في الأرض.

الخامس عشر: خروج يأجوج ومأجوج

من علامات الساعة الكبرى التي تحدث بعد ظهور الدجال ونزول عيسى عليه السلام هو خروج يأجوج ومأجوج. وهما قوم متوحشون، سيسببون الخراب والدمار في الأرض. وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “يخرج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان”.

الخاتمة

لقد ذكرنا في هذا المقال أبرز علامات الساعة الصغرى، والتي هي بداية لنهاية هذا العالم. يظل المسلمون في انتظار قيام الساعة، ولكن من خلال فهم هذه العلامات، يمكنهم الاستعداد لها بما يرضي الله تعالى. هذه العلامات تدعونا جميعاً للعودة إلى الله تعالى، والتوبة عن الذنوب، والتمسك بالقيم الإسلامية التي حثنا عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.