علامات اقتراب الولادة عند القطط

تُعد فترة الحمل عند القطط من الفترات الحساسة التي تتطلب متابعة دقيقة، خاصة مع اقتراب موعد الولادة. يتطلب هذا الوقت اهتمامًا خاصًا من قبل المربين أو مالكي القطط، لفهم التغيرات الجسدية والسلوكية التي تشير إلى قرب المخاض. فمعرفة علامات اقتراب الولادة تساعد على تقديم الرعاية المناسبة للقط الأم وضمان ولادة آمنة وصحية. في هذا المقال، سنستعرض بشكل مفصل جميع المؤشرات والعلامات التي تظهر على القطة عندما تقترب من موعد الولادة، مع شرح علمي دقيق لكل منها.

مراحل الحمل عند القطط ونظرة عامة على الولادة

يستمر الحمل عند القطط عادة ما بين 63 إلى 67 يومًا (حوالي 9 أسابيع). خلال هذه الفترة، تحدث تغيرات هرمونية وجسدية عديدة تؤثر على سلوك القطة ونمط حياتها. تتهيأ القطة تدريجيًا للولادة عن طريق عدد من التحولات التي يمكن ملاحظتها بسهولة إذا كان المربي يقظًا.

قبل الوصول إلى مرحلة الولادة مباشرة، تبدأ القطة في إظهار علامات مميزة تشير إلى اقتراب اللحظة الحاسمة. تختلف هذه العلامات بين قطة وأخرى لكنها عمومًا ترتبط بتغيرات في درجة الحرارة، السلوك، حركة الجنين، والاستعداد البدني للولادة.

التغيرات الجسدية عند اقتراب الولادة

1. انخفاض درجة حرارة الجسم

أحد أهم وأدق المؤشرات البيولوجية لاقتراب الولادة هو انخفاض درجة حرارة جسم القطة. في الأيام التي تسبق الولادة، تنخفض حرارة القطة الطبيعية من حوالي 38.1-39.2 درجة مئوية إلى 37.2-37.7 درجة مئوية، وهذا الانخفاض قد يحدث قبل الولادة بحوالي 12 إلى 24 ساعة.

يمكن قياس درجة الحرارة باستخدام ميزان حرارة رقمي مخصص للحيوانات. هذا المؤشر هام للغاية، لأنه يساعد على التنبؤ بالولادة حتى مع عدم ظهور علامات أخرى واضحة.

2. انتفاخ وانتفاخ الثدي

قبل الولادة، تبدأ غدد الثدي عند القطة في التورم والامتلاء بالحليب. يصبح الثدي أكثر وضوحًا وكبرًا، وتزداد حساسيته. يُعد هذا التغير طبيعيًا بسبب استعداد القطة لإطعام صغارها بعد الولادة.

3. انتفاخ البطن وحركة الجنين

مع اقتراب الولادة، يزداد حجم البطن بسبب نمو الأجنة. وفي بعض الأحيان يمكن رؤية حركات الجنين داخل البطن بوضوح عند لمس البطن بلطف. هذا التورم قد يصبح أكثر وضوحًا في الساعات الأخيرة قبل الولادة.

4. إفرازات مهبلية

تلاحظ العديد من القطط إفرازات مهبلية شفافة أو مخاطية قبل الولادة بفترة قصيرة. هذه الإفرازات تساعد على تهيئة قناة الولادة وتهدئة الأنسجة، وتكون عادة عديمة الرائحة أو ذات رائحة خفيفة.

5. تغير لون ونوعية حلمات الثدي

تتحول حلمات القطة في الفترة الأخيرة من الحمل إلى لون أغمق، وتصبح أكثر بروزًا، وذلك نتيجة لزيادة تدفق الدم وتهيئة الغدد الثديية للرضاعة.

التغيرات السلوكية عند اقتراب الولادة

1. البحث عن مكان هادئ ومنعزل

تبدأ القطة قبل الولادة بعدة أيام بالبحث عن مكان هادئ ومعزول لتصبح “عشًا” لأطفالها. تختار أماكن بعيدة عن الضوضاء أو الحركة المستمرة، مثل الزوايا الهادئة أو تحت الأثاث. هذا السلوك غريزي ويرتبط برغبتها في تأمين بيئة آمنة لصغارها.

2. التقليل من الأكل والنشاط

في الفترة الأخيرة من الحمل، تلاحظ القطة انخفاضًا في شهيتها مع تقليل ملحوظ للنشاط والحركة. قد تبدو متعبة أو تهتم بالنوم لفترات أطول، وهو مؤشر على اقتراب الولادة واستعداد الجسم للجهد القادم.

3. الحركات المتكررة والتنظيف المفرط

تبدأ القطة بتنظيف نفسها بشكل مكثف، خاصة منطقة الأعضاء التناسلية. كما يمكن أن تقوم بحركات دائرية متكررة أو تحفر بالأقدام في محاولة لتحضير مكان الولادة.

4. التهيج أو القلق

تظهر بعض القطط علامات تهيج أو قلق أكثر من المعتاد، مع محاولات للانفراد أو الهروب من التفاعل الاجتماعي. قد تصدر مواءً متكررًا أو تصرفات غير مألوفة تعكس توترها من اقتراب الولادة.

5. زيادة التنفس والتثاؤب

قبل الولادة بقليل، قد تلاحظ زيادة في معدل التنفس مع تكرار التثاؤب، وهو نتيجة لانقباضات الرحم والضغط الذي يحدث داخله.

المراحل النهائية قبل الولادة

1. ظهور التقلصات الرحمية

تبدأ القطة بالشعور بتقلصات الرحم، التي قد تكون غير منتظمة في البداية، ثم تصبح أكثر وضوحًا وتكرارًا مع اقتراب لحظة الولادة. هذه التقلصات قد تؤدي إلى انقباضات في البطن واهتزاز خفيف في الجسم.

2. تغيير الوضعية

تتخذ القطة أوضاعًا معينة مثل الانحناء أو الجلوس بطريقة غير مريحة لتحفيز عملية الولادة. قد تلاحظ أن القطة تقف وتجلس باستمرار أو تلتف حول نفسها.

3. فقدان الشهية التام

في المرحلة النهائية، قد ترفض القطة تمامًا تناول الطعام، وهذا جزء طبيعي من استعداد جسمها للولادة.

4. إفرازات دموية خفيفة

في بعض الحالات، قد تظهر إفرازات دموية خفيفة من المهبل، وهو مؤشر على بدء مرحلة الولادة أو اقترابها.

نصائح للرعاية خلال اقتراب الولادة

• توفير مكان هادئ ومريح: يجب تجهيز مكان خاص للولادة بعيدًا عن الضوضاء والأماكن المزدحمة، يكون نظيفًا ودافئًا.

• المراقبة دون تدخل زائد: متابعة حالة القطة عن قرب مع تجنب التدخل المستمر الذي قد يسبب توترها.

• توفير الماء والغذاء: بالرغم من انخفاض الشهية، من المهم وجود الماء طازج متاح دائمًا.

• استشارة الطبيب البيطري: في حال ظهور علامات غير طبيعية أو استمرار التقلصات لفترات طويلة دون ولادة، يجب اللجوء للطبيب المختص.

جدول يوضح علامات اقتراب الولادة عند القطط وتوقيت ظهورها

أهمية التعرف على علامات اقتراب الولادة

فهم علامات اقتراب الولادة يمكن أن يقلل من خطر حدوث مضاعفات، سواء للقطة الأم أو لصغارها. يساعد هذا الوعي في تجهيز المكان المناسب، تقديم المساعدة الطبية عند الحاجة، وضمان بيئة آمنة تشجع على ولادة هادئة وطبيعية.

يمكن للقطط التي تتلقى الرعاية الملائمة في هذه المرحلة أن تولد بسهولة وتبدأ في إطعام ورعاية صغارها بشكل طبيعي، مما يزيد من فرص بقاءهم وصحتهم.

خلاصة

تتعدد علامات اقتراب الولادة عند القطط بين تغيرات جسدية واضحة وسلوكيات غريزية مميزة. من بين هذه العلامات انخفاض درجة حرارة الجسم، انتفاخ الثدي، تغير لون الحلمات، الإفرازات المهبلية، التقلصات الرحمية، والبحث عن مكان هادئ للتحضير للولادة. إضافة إلى هذه التغيرات السلوكية مثل الانعزال، انخفاض الشهية، وتنظيف الجسم المكثف.

رصد هذه العلامات بدقة يمكن أن يكون أداة حيوية لكل من يعنى برعاية القطط، حيث يتيح التعامل الأمثل مع المرحلة النهائية من الحمل وضمان ولادة صحية وسليمة. الاعتناء الجيد خلال هذه الفترة يقلل من المخاطر ويعزز من صحة الأم والقطط الصغيرة بعد الولادة.

المصادر

1. Ettinger, Stephen J., and Edward C. Feldman. Textbook of Veterinary Internal Medicine: Diseases of the Dog and the Cat. 8th Edition, Elsevier, 2017.

2. Little, Susan E. The Cat: Clinical Medicine and Management. 3rd Edition, Elsevier, 2012.