علاج شلل العصب السابع بالوزنة الذهبية

علاج شلل العصب السابع الوجهي بالوزنة الذهبية للجفن

يُعد شلل العصب السابع الوجهي، المعروف أيضًا باسم “شلل بيل”، أحد الاضطرابات العصبية الشائعة التي تصيب عضلات الوجه بشكل مفاجئ، حيث يؤدي إلى ضعف أو شلل مؤقت في جانب واحد من الوجه نتيجة خلل في العصب القحفي السابع المسؤول عن التحكم في عضلات التعبير الوجهي. ويُعد هذا العصب حساسًا بشكل كبير لأي التهابات، أو ضغوط، أو إصابات، ما يؤدي إلى تدهور وظيفته العصبية وإحداث تغيرات ملحوظة في شكل الوجه، مثل تدلي الجفن أو زوايا الفم. ومن بين العلاجات الجراحية الدقيقة التي ظهرت لعلاج بعض مضاعفاته المستديمة، تبرز تقنية “الوزنة الذهبية للجفن” كحل فعال في حالات معينة من شلل العصب السابع.

مفهوم شلل العصب السابع الوجهي

شلل العصب السابع هو حالة ناتجة عن تلف جزئي أو كامل في العصب السابع، ما يؤدي إلى فقدان التحكم في العضلات الوجهية، خصوصًا في جانب واحد من الوجه. يظهر الشلل عادةً بشكل مفاجئ، ويمكن أن يكون مؤقتًا في غالبية الحالات، أو دائمًا في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج أو التي تأخرت في التدخل الطبي. يشمل العصب السابع أليافًا تتحكم في تعبيرات الوجه، وكذلك بعض الغدد الدمعية واللعابية، والألياف المسؤولة عن التذوق في الثلثين الأماميين من اللسان.

الأعراض المصاحبة لشلل العصب السابع

تتفاوت الأعراض بحسب شدة الإصابة وتطور الحالة، إلا أن أكثرها شيوعًا:

• فقدان القدرة على إغلاق العين في جهة الإصابة.

• تدلي الفم والجفن.

• جفاف العين أو زيادة الدموع (نتيجة فقدان التحكم العضلي).

• تغير في حاسة التذوق.

• صعوبة في الكلام أو الأكل.

• ألم خلف الأذن أو في الفك.

الأسباب الشائعة لشلل العصب السابع

من أبرز الأسباب المعروفة:

• العدوى الفيروسية (مثل فيروس الهربس البسيط).

• الالتهابات البكتيرية أو الفطرية في قاعدة الجمجمة.

• الصدمات أو الرضوض على الوجه.

• الأورام التي تضغط على العصب السابع.

• مضاعفات عمليات جراحية في الرأس أو الرقبة.

• أمراض مناعية مثل متلازمة غيلان باريه.

• السكري أو اضطرابات الأوعية الدموية.

علاج شلل العصب السابع

يعتمد العلاج على حدة الإصابة وسببها. ويشمل:

• العلاج الدوائي: مضادات الالتهاب الستيرويدية مثل البريدنيزون، ومضادات الفيروسات.

• العلاج الطبيعي: تمارين لتحفيز عضلات الوجه.

• العلاج الجراحي: في حالات الشلل الدائم أو الشلل الذي لم يستجب للعلاج التحفظي.

ومن العلاجات الجراحية المتخصصة التي أثبتت فعاليتها في تحسين وظيفة الجفن وإغلاق العين، نجد استخدام تقنية الوزنة الذهبية للجفن.

ما هي تقنية الوزنة الذهبية للجفن؟

الوزنة الذهبية للجفن هي إجراء جراحي يتم خلاله زرع قطعة صغيرة من الذهب النقي داخل الجفن العلوي، وتُعرف باسم “الوزنة الذهبية”، وتُستخدم لمساعدة العين على الإغلاق بشكل طبيعي في حالات شلل العصب السابع التي تؤدي إلى ضعف أو فقدان العضلات المسؤولة عن غلق الجفن.

المبدأ العلمي للجراحة

في الحالات التي يتعذر فيها على المريض إغلاق عينه المصابة نتيجة فقدان وظيفة عضلة العين المدورة (Orbicularis oculi)، تتعرض العين لمضاعفات مثل الجفاف، والتقرحات القرنية، والتهاب الملتحمة. ولتفادي هذه المضاعفات، يُلجأ إلى زرع الوزنة الذهبية، حيث تساعد الجاذبية الأرضية على إنزال الجفن تلقائيًا عند محاولة الإغلاق، مما يوفر حماية فيزيائية فعالة للعين.

المواد المستخدمة في الوزنة الذهبية

الوزنة تكون غالبًا مصنوعة من:

• الذهب النقي (99.99%): وذلك لأنه خاملة كيميائيًا، ولا يسبب تهيجًا في الأنسجة، ويملك كثافة عالية، ما يجعل الوزن المطلوب لتحقيق الإغلاق صغير الحجم.

• البلاتين في بعض الحالات: كبديل عند وجود تحسس من الذهب، إلا أن الذهب لا يزال المادة الأكثر استخدامًا عالميًا.

خطوات عملية زرع الوزنة الذهبية

تُجرى هذه العملية تحت تخدير موضعي، وغالبًا في عيادة خارجية، وتتم كالتالي:

1. تحديد موقع الزرع: يتم قياس الجفن وتحديد الموضع المثالي للزرعة بحيث تكون غير مرئية من الخارج ولا تؤثر على الرؤية.

2. شق بسيط في الجفن العلوي: لإدخال الوزنة داخل نسيج الجفن.

3. تثبيت الوزنة: تُثبت الوزنة بدقة باستخدام خيوط جراحية قابلة للامتصاص أو لا تُمتص حسب الحالة.

4. إغلاق الشق: يُغلق الجفن بخيوط تجميلية دقيقة لضمان عدم ظهور أثر للعملية.

المعايير التي تُحدد وزن الوزنة المناسبة

يعتمد اختيار وزن الوزنة على تقييم الطبيب لحالة المريض، ويتراوح الوزن عادةً بين 0.6 غرام إلى 1.8 غرام، حسب:

• درجة ضعف العضلات.

• حجم الجفن.

• قدرة المريض المتبقية على تحريك الجفن.

• تقييم حركة الجفن خلال المحاكاة قبل الجراحة.

فوائد الوزنة الذهبية

• استعادة وظيفة إغلاق العين.

• الوقاية من المضاعفات القرنية مثل التقرحات والجفاف الشديد.

• تحسين التماثل الوجهي.

• إجراء تجميلي غير ظاهر.

• يمكن إزالتها لاحقًا إذا تحسنت حالة المريض.

جدول يوضح الفروقات بين خيارات العلاج الجراحي لشلل الجفن:

المضاعفات المحتملة

رغم أن العملية تعتبر آمنة إلى حد كبير، إلا أن هناك بعض المضاعفات النادرة التي يمكن أن تحدث، ومنها:

• تهيج موضعي أو تحسس من الذهب.

• تحرك الوزنة أو انزلاقها.

• مظهر جمالي غير مثالي في بعض الحالات.

• عدم كفاية الوزن المُستخدم مما يتطلب إعادة التدخل.

المتابعة بعد الجراحة

يحتاج المريض بعد الجراحة إلى مراجعة الطبيب بعد أسبوعين لتقييم التئام الجفن وتأكد من فعالية الوزنة. كما يُنصح باستخدام قطرات مرطبة للعين خلال فترة النقاهة. قد يلاحظ بعض المرضى وجود شعور بسيط بثقل في الجفن، وهو أمر طبيعي يتلاشى مع الوقت بعد اعتياد الجفن على الزرعة.

فعالية الوزنة الذهبية في تحسين جودة الحياة

تُعد الوزنة الذهبية للجفن من التدخلات الجراحية البسيطة نسبيًا ولكن ذات التأثير الكبير في تحسين جودة حياة المصابين بشلل دائم في العصب السابع. إذ تُعيد للمريض القدرة على إغلاق عينه بشكل طبيعي، وتقلل من الحاجة إلى استخدام مستمر لضمادات العين أو قطرات الترطيب، كما تقلل من خطر فقدان البصر الناتج عن التعرض المزمن للهواء والجفاف.

الخلاصة الطبية

إن علاج شلل العصب السابع الوجهي، خصوصًا في الحالات المزمنة التي لا تستجيب للعلاج الطبيعي أو الدوائي، يتطلب تدخلاً جراحيًا في بعض الأحيان. وتُعد تقنية الوزنة الذهبية للجفن من أكثر الحلول أمانًا وفعالية لحماية العين من المضاعفات الخطيرة، مع تحسين مظهر الوجه واستعادة جزء كبير من التماثل الوظيفي. وتعتمد النتائج النهائية على دقة التقييم الأولي، وخبرة الجراح، ومتابعة الحالة بشكل دوري بعد العملية.

المراجع:

• Jabor MA, Freitag SK, “Gold weight implants in the treatment of facial paralysis: A review of outcomes”, Ophthalmic Plastic and Reconstructive Surgery, 2001.

• Hadlock TA, “Facial nerve paralysis: Clinical evaluation and management”, Otolaryngologic Clinics of North America, 2013.