نصائح لعلاج حروق الفم

تعد حروق الفم من المشاكل الصحية الشائعة التي قد يعاني منها الكثير من الأشخاص نتيجة التعرض لمواد ساخنة أو مواد كيميائية تسبب تلفاً في أنسجة الفم الدقيقة. تحدث هذه الحروق عادة في بطانة الفم، الشفاه، اللسان، أو اللثة، وقد تتفاوت في شدتها بين حروق سطحية وخطيرة. إن معرفة كيفية التعامل مع حروق الفم والعناية بها بطريقة صحيحة يلعب دوراً محورياً في تسريع عملية الشفاء وتقليل الألم والمضاعفات المحتملة.

أسباب حروق الفم

تتنوع أسباب حروق الفم بين عوامل مادية وكيماوية، وتشمل أكثر الأسباب شيوعاً:

• تناول أطعمة أو مشروبات ساخنة جداً، مثل القهوة، الشاي، أو الحساء.

• التعرض للمواد الكيميائية مثل مبيضات الأسنان أو منتجات تنظيف الفم.

• حروق ناتجة عن ألسنة اللهب أو ملامسة الأسطح الساخنة في المطبخ.

• استخدام بعض الأدوية الموضعية التي تسبب تهيجاً أو حروقاً في الفم.

• في حالات نادرة، قد تنجم الحروق عن التعرّض للمواد المشعة أو أشعة الليزر المستخدمة في العلاجات الطبية.

أعراض حروق الفم

تختلف أعراض حروق الفم بناءً على درجة الحرق، وتتضمن:

• ألم حاد أو إحساس بالحرقان في المنطقة المصابة.

• احمرار وتورم في أنسجة الفم.

• ظهور تقرحات أو فقاعات مائية صغيرة.

• صعوبة في تناول الطعام أو شرب السوائل.

• في حالات الحروق الشديدة، قد يحدث نزيف أو تغير في لون أنسجة الفم.

تصنيف حروق الفم

يمكن تقسيم حروق الفم إلى ثلاثة أنواع رئيسية حسب عمق الإصابة:

1. الحروق السطحية (الدرجة الأولى): تؤثر على الطبقة الخارجية فقط من بطانة الفم، وتسبب احمراراً وألماً بسيطاً.

2. الحروق الجزئية (الدرجة الثانية): تمتد إلى الطبقات العميقة قليلاً، وقد تسبب فقاعات أو تقرحات وألماً شديداً.

3. الحروق العميقة (الدرجة الثالثة): تصل إلى جميع طبقات الأنسجة، وتتطلب رعاية طبية عاجلة.

نصائح لعلاج حروق الفم

1. التبريد الفوري

أولى خطوات علاج حروق الفم هي تهدئة المنطقة المصابة وتخفيف الحرارة، وذلك عن طريق:

• شطف الفم بماء بارد أو محلول ملحي بارد (ماء مع قليل من الملح) لعدة دقائق.

• مضغ مكعبات الثلج أو المص على قطعة ثلجية بلطف، إذ يساعد ذلك على تقليل الألم والتورم.

2. تجنب المهيجات

من الضروري الابتعاد عن كل ما قد يزيد من تهيج الفم المصاب، مثل:

• الأطعمة والمشروبات الساخنة أو الحارة جداً.

• الأطعمة الحمضية أو المالحة التي تزيد الإحساس بالألم.

• المشروبات الكحولية أو الكافيين.

• التدخين، لأنه يبطئ عملية الشفاء ويزيد من خطر العدوى.

3. تناول مسكنات الألم

يمكن اللجوء إلى المسكنات التي لا تحتاج وصفة طبية مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والالتهاب، مع الالتزام بالجرعات الموصى بها. تجنب استخدام أدوية موضعية بدون استشارة طبية لأن بعضها قد يزيد التهيج.

4. استخدام غسول فم مضاد للالتهابات

يساعد الغسول المضاد للبكتيريا على تقليل خطر العدوى وتسريع شفاء الحروق. من الأفضل اختيار غسولات تحتوي على مكونات طبيعية مثل الألوفيرا أو الكلورهيكسيدين، مع الالتزام بتعليمات الاستخدام لتجنب أي آثار جانبية.

5. الحفاظ على نظافة الفم

يعتبر تنظيف الفم والاسنان بلطف أمراً ضرورياً لمنع تراكم البكتيريا التي قد تؤدي إلى التهابات إضافية. يُفضل استخدام فرشاة ناعمة ومعجون أسنان مخصص للحساسية أو المهيجات.

6. تعزيز النظام الغذائي

تناول أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن يعزز من سرعة الشفاء. ينصح بالتركيز على:

• الفواكه والخضروات الطازجة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والكيوي.

• الأطعمة الغنية بفيتامين A والزنك التي تلعب دوراً مهماً في تجديد الخلايا.

• شرب كميات كافية من الماء لترطيب الفم.

العلاجات المنزلية المفيدة

العسل

يُعرف العسل بخصائصه المضادة للبكتيريا والمهدئة للأنسجة الملتهبة، ويمكن تطبيق طبقة رقيقة من العسل على المنطقة المصابة لتخفيف الألم وتسريع الالتئام.

شاي البابونج

شاي البابونج من الأعشاب التي لها تأثير مضاد للالتهابات، ويمكن شطف الفم به بعد تبريده لتهدئة الأنسجة وتخفيف الاحمرار.

جل الألوفيرا

جل الصبار (الألوفيرا) يتميز بقدرته على ترطيب وتهدئة الأنسجة الملتهبة، ويمكن استخدامه موضعياً على حروق الفم بعد التأكد من نقائه وخلوه من المواد الكيميائية.

الحالات التي تتطلب مراجعة الطبيب

رغم أن معظم حروق الفم تكون بسيطة وتشفى بالعلاج المنزلي، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب المختص، منها:

• استمرار الألم والالتهاب لأكثر من 7 أيام دون تحسن.

• ظهور تقرحات كبيرة أو فقاعات ممتلئة بالقيح.

• وجود نزيف شديد أو صعوبة في التنفس أو البلع.

• الإصابة بحروق عميقة أو واسعة النطاق داخل الفم.

• ظهور علامات عدوى مثل الحمى أو تورم الغدد الليمفاوية.

في هذه الحالات، قد يصف الطبيب مضادات حيوية، أدوية موضعية خاصة، أو يوجه لإجراء فحوصات إضافية لضمان العلاج المناسب.

الوقاية من حروق الفم

يمكن تقليل خطر التعرض لحروق الفم باتباع بعض الإجراءات الوقائية:

• التحقق من درجة حرارة الأطعمة والمشروبات قبل تناولها.

• تجنب تناول الأطعمة الساخنة جداً خاصة للأطفال وكبار السن.

• استخدام أدوات آمنة عند التعامل مع المواد الساخنة في المطبخ.

• الابتعاد عن المواد الكيميائية المؤذية أو استخدامها بحذر شديد.

• المحافظة على العناية الفموية الجيدة للحد من تهيج بطانة الفم.

جدول مقارنة بين طرق علاج حروق الفم

تأثير حروق الفم على الحياة اليومية

تؤثر حروق الفم بشكل كبير على جودة الحياة، حيث يصعب تناول الطعام والشراب، مما قد يؤدي إلى نقص التغذية والجفاف خاصة في الحروق الشديدة. كذلك، الألم المستمر قد يؤثر على النوم والتركيز أثناء العمل أو الدراسة. لذا فإن التعرف على طرق العلاج الفعالة والمتابعة الطبية المناسبة تساهم في تقليل الأثر السلبي لهذه المشكلة على صحة الفرد.

الخلاصة

علاج حروق الفم يتطلب سرعة التعامل مع الحالة من خلال التبريد الفوري، الحفاظ على نظافة الفم، وتجنب المهيجات، إضافة إلى استخدام المسكنات والغسولات المناسبة. التدخل المبكر والعناية الدقيقة يمنعان تفاقم الحالة ويعجلان من شفاء الأنسجة. في حالات الحروق العميقة أو المستمرة، لا بد من مراجعة الطبيب لتقييم الحالة ووصف العلاج المناسب. الوقاية هي خير علاج، ويجب الانتباه عند تناول الأطعمة والمشروبات الساخنة للحفاظ على صحة الفم واللثة.

المصادر

1. Mayo Clinic. “Burns — First Aid.” Mayo Clinic

2. WebMD. “Mouth Burns: Causes, Symptoms, and Treatments.” WebMD