علاج تقصف الشعر
يُعد تقصف الشعر من أكثر المشاكل شيوعاً بين النساء والرجال على حد سواء، وغالباً ما يكون مؤشراً دقيقاً على تلف بنية الشعرة نتيجة لتعرضها المستمر لعوامل خارجية قاسية أو عادات يومية خاطئة. التقصف هو عملية انقسام الطرف النهائي للشعرة إلى شعيرات دقيقة وهشة، وتحدث هذه الظاهرة عندما تصبح الطبقة الخارجية الواقية (الكيوتيكل) ضعيفة أو مفقودة، مما يسمح بتلف الطبقات الداخلية. ورغم أن تقصف الشعر لا يمكن عكسه بشكل نهائي دون قص الأطراف المتضررة، إلا أن من الممكن الحد منه وعلاجه تدريجياً من خلال سلسلة من الممارسات العلاجية والتجميلية والتغذوية المتكاملة.
أسباب تقصف الشعر
تتعدد أسباب تقصف الشعر، وتختلف من شخص إلى آخر بحسب نوعية الشعر ونمط الحياة والعوامل البيئية. ومن أبرز الأسباب:
1. التصفيف الحراري المفرط
الاستخدام المتكرر لمجففات الشعر ومكواة الفرد أو التجعيد يؤدي إلى تفكك البروتينات الطبيعية داخل الشعرة، مما يضعفها ويجعلها أكثر عرضة للتقصف.
2. المواد الكيميائية
تشمل الصبغات، الفرد الكيميائي، البرماننت، والمواد المستخدمة في التمليس أو تجعيد الشعر. تحتوي هذه المنتجات على مكونات قاسية مثل الأمونيا والهيدروكسيد التي تخترق الشعرة وتضعف بنيتها.
3. الغسيل المفرط بالشامبو
يؤدي الغسل المتكرر إلى إزالة الزيوت الطبيعية التي تحمي الشعر من الجفاف والتكسر، خصوصاً إذا كان الشامبو يحتوي على الكبريتات القاسية.
4. التعرض للشمس والملوثات
أشعة الشمس فوق البنفسجية تضر بالكيراتين وتفكك بنيته، إضافة إلى التلوث البيئي والغبار والكلور الموجود في مياه المسابح، مما يزيد من جفاف وتقصف الشعر.
5. النظام الغذائي السيء
سوء التغذية وعدم تناول كميات كافية من البروتينات، الأحماض الأمينية، الفيتامينات (خاصة A و E و C و D) والمعادن مثل الزنك والحديد يضعف من نمو الشعر وصحته.
6. العادات الخاطئة
كربط الشعر بشدة، استخدام أدوات تصفيف غير مناسبة، تمشيط الشعر وهو مبلل، أو النوم دون تجفيفه، جميعها تؤدي إلى شد الشعرة من الجذور وتكسرها من الأطراف.
آليات علاج تقصف الشعر
رغم أن تقصف الأطراف لا يمكن شفاؤه تماماً دون قص الشعر، فإن العلاج الوقائي والتجميلي يمكن أن يحسن من مظهره ويمنع امتداد الضرر. يعتمد العلاج على ثلاثة محاور: العناية الخارجية، التغذية الداخلية، وتغيير العادات اليومية.
أولاً: العناية الخارجية بالشعر
1. الزيوت الطبيعية
تُعد الزيوت النباتية خياراً مثالياً لإعادة الترطيب والتغذية، حيث تعمل كعازل واقٍ يحمي الشعرة من فقدان الرطوبة.
| نوع الزيت | الفوائد |
|---|---|
| زيت الأرجان | غني بفيتامين E، يعزز من مرونة الشعر ويمنع تكسره |
| زيت جوز الهند | يخترق جذع الشعرة، يقلل فقدان البروتين، يحسن النعومة |
| زيت الزيتون | يحتوي على مضادات أكسدة، يرطب بعمق ويعالج الهيشان |
| زيت اللوز الحلو | يحتوي على الأحماض الدهنية، يحسن مظهر الأطراف المتقصفة |
تُستخدم هذه الزيوت كحمام زيت مرة إلى مرتين أسبوعياً، مع تدفئتها وتوزيعها على الشعر ثم لفه بمنشفة دافئة لمدة 30 إلى 60 دقيقة قبل الغسل.
2. الأقنعة الطبيعية والماسكات
ماسكات الشعر الغنية بالمواد الطبيعية هي وسيلة فعالة لعلاج التقصف:
-
ماسك البيض والعسل: يحتوي البيض على البروتين الذي يعزز بنية الشعر، بينما يعمل العسل كمرطب طبيعي.
-
ماسك الزبادي والأفوكادو: مزيج غني بالأحماض الأمينية والدهون الصحية التي تحسن من مرونة الشعر.
-
ماسك الموز وزيت الزيتون: الموز غني بالبوتاسيوم والزيوت تعزز الترطيب.
3. السيرومات والكريمات الواقية
منتجات السيروم الغنية بالسيليكون والبروتينات تحيط بالشعرة وتمنع فقدان الرطوبة، كما أنها تخفف من الاحتكاك الناتج عن التصفيف. يُنصح باستخدام هذه المنتجات على أطراف الشعر بعد كل غسل.
4. الشامبو والبلسم المناسب
اختيار منتجات خالية من الكبريتات والبارابين أمر ضروري، كما يجب أن تحتوي على مواد مغذية مثل الكيراتين، البانثينول، أو زيت الأرجان.
ثانياً: التغذية الداخلية
تُعتبر صحة الشعر انعكاساً مباشراً لصحة الجسم من الداخل، لذلك لا بد من التركيز على الغذاء المتوازن الذي يدعم بصيلات الشعر ويمنع تقصفه.
البروتين
الشعر يتكون أساساً من الكيراتين، وهو نوع من البروتين. لذلك من المهم تناول مصادر جيدة للبروتين مثل البيض، الدواجن، اللحوم، البقوليات، ومنتجات الألبان.
الأحماض الدهنية أوميغا 3
تحافظ على رطوبة الشعر وتمنع تكسره. مصادرها: السمك الدهني (السلمون، السردين)، بذور الكتان، الجوز.
الفيتامينات والمعادن
| العنصر | الوظيفة | مصادر غذائية |
|---|---|---|
| فيتامين A | يساعد في إنتاج الزهم الذي يرطب الشعر | الجزر، البطاطا الحلوة، السبانخ |
| فيتامين C | ضروري لإنتاج الكولاجين ويحسن امتصاص الحديد | البرتقال، الفراولة، الفلفل الأحمر |
| فيتامين E | يحسن الدورة الدموية في فروة الرأس | اللوز، الأفوكادو، بذور دوار الشمس |
| فيتامين D | نقصه مرتبط بتساقط الشعر | التعرض للشمس، زيت كبد السمك، الحليب المدعم |
| الحديد | ضروري لنقل الأوكسجين إلى بصيلات الشعر | الكبد، العدس، السبانخ |
| الزنك | يعزز من انقسام الخلايا ونمو الشعر | المحار، اللحوم، الحبوب الكاملة |
ثالثاً: تغيير العادات اليومية
تغيير بعض العادات اليومية يمكن أن يكون له تأثير بالغ الأهمية على تقليل فرص تقصف الشعر:
-
القص الدوري: يُفضل قص أطراف الشعر المتقصفة كل 6 إلى 8 أسابيع لمنع انتشار التقصف نحو الأعلى.
-
تجفيف الشعر بلطف: يُنصح باستخدام منشفة من الألياف الدقيقة أو تيشيرت قطني لتجفيف الشعر بدلاً من الفرك العنيف.
-
تصفيف الشعر برفق: استخدام فرشاة ذات أسنان عريضة وتمشيط الشعر من الأطراف نحو الأعلى لتجنب الشد والكسر.
-
حماية الشعر من الحرارة: عند استخدام أدوات تصفيف حرارية، يجب وضع واقٍ حراري لحماية الشعرة من التلف الحراري.
-
ربط الشعر بشكل فضفاض: يجب تجنب ربط الشعر بقوة أو استخدام أربطة مطاطية رديئة.
جدول شامل لأهم العلاجات المنزلية والوقائية لتقصف الشعر
| الإجراء | الوصف | التكرار الموصى به |
|---|---|---|
| حمام زيت طبيعي | زيت جوز الهند، زيت الأرجان، زيت الزيتون | مرة إلى مرتين أسبوعياً |
| ماسك طبيعي | ماسك البيض، الأفوكادو، الموز | مرة أسبوعياً |
| استخدام سيروم الشعر | سيروم غني بالسيليكون أو الكيراتين | بعد كل غسل |
| تناول مكملات غذائية | البيوتين، الزنك، فيتامين D | بحسب الحاجة واستشارة الطبيب |
| تقليل الحرارة والتصفيف | استخدام أقل لمجفف الشعر والمكواة | يومياً |
| قص أطراف الشعر | إزالة الأطراف المتقصفة | كل 6-8 أسابيع |
خاتمة علمية
إن معالجة تقصف الشعر ليست مجرد تدخل موضعي يعتمد على الزيوت أو الماسكات، بل هي عملية متكاملة تبدأ من الداخل بالتغذية الصحية وتنتهي بالعناية اليومية الدقيقة. الاهتمام المستمر، تجنب المؤثرات السلبية، واختيار المنتجات المناسبة يمكن أن يؤدي إلى تحسن تدريجي ملحوظ في حالة الشعر. ومع أن بعض التقصف قد يتطلب قص الأطراف نهائياً، فإن الوقاية تظل العامل الحاسم في حماية الشعر من التلف المستقبلي.
المراجع:
-
Journal of Cosmetic Dermatology, Wiley Online Library
-
American Academy of Dermatology Association (AAD)
