العلاج الصحيح لانتفاخ ما تحت العين
يُعتبر انتفاخ ما تحت العين من المشكلات الشائعة التي تؤثر على مظهر الوجه وتسبب انزعاجاً للكثير من الأشخاص. يُعرف هذا الانتفاخ أيضاً باسم “الهالات تحت العين” أو “التورم تحت العين”. ورغم أن هذه الظاهرة غالباً ما تكون غير ضارة، إلا أنها قد تكون محبطة للغاية بسبب تأثيرها على جمال الوجه وظهوره الشاب والمتألق. في هذا المقال، سنستعرض أسباب انتفاخ ما تحت العين، والعوامل التي تساهم في حدوثه، بالإضافة إلى العلاجات الفعّالة التي يمكن استخدامها للتخلص منه.
الأسباب الرئيسية لانتفاخ ما تحت العين
يتسبب انتفاخ ما تحت العين في تراكم السوائل أو الدهون في المنطقة المحيطة بالعيون، مما يؤدي إلى حدوث تورم في الجلد الرقيق في تلك المنطقة. هناك عدة أسباب رئيسية يمكن أن تؤدي إلى هذه الظاهرة، من أهمها:
-
قلة النوم والإرهاق: يعتبر النوم الكافي من العوامل الأساسية للحفاظ على صحة الجلد والمظهر العام للوجه. عندما لا يحصل الجسم على الراحة اللازمة، يبدأ الجلد في فقدان مرونته، مما يؤدي إلى انتفاخ المنطقة تحت العين بسبب تراكم السوائل.
-
التغيرات الهرمونية: تتسبب بعض التغيرات الهرمونية في احتباس السوائل بالجسم، مما يؤدي إلى التورم في مناطق معينة مثل العينين. يمكن أن يحدث ذلك خلال فترات الحيض أو الحمل أو بسبب اضطرابات في مستوى الهرمونات.
-
التقدم في العمر: مع تقدم العمر، يفقد الجلد مرونته ويقل إفراز الكولاجين، ما يجعل الجلد أقل قدرة على الاحتفاظ بشكله المشدود. في بعض الأحيان، يمكن أن تتجمع الدهون تحت العين بسبب ضعف الأنسجة الداعمة.
-
الحساسية: من المعروف أن الحساسية تُسبب التهاباً في الجلد وتورماً في مناطق متعددة من الوجه، بما في ذلك المنطقة حول العين. قد يكون السبب في ذلك رد فعل تحسسي تجاه المواد المهيجة مثل الغبار أو الطعام أو مستحضرات التجميل.
-
التغذية غير السليمة: يمكن أن يؤدي نقص العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن إلى ظهور انتفاخات تحت العينين. خصوصاً نقص فيتامين K وفيتامين C اللذين يعتبران أساسيين في عملية تجديد الأنسجة.
-
استخدام مستحضرات تجميل غير مناسبة: بعض مستحضرات التجميل قد تحتوي على مواد كيماوية أو عطور تساهم في تهيج البشرة حول العينين، مما يؤدي إلى انتفاخات وتورم.
-
العوامل الوراثية: قد تكون العوامل الوراثية أحد أسباب ظهور الهالات السوداء أو انتفاخ ما تحت العين. في بعض الأحيان، قد تكون هذه الحالة موروثة من الأهل أو الأقارب.
العلاجات الطبيعية لانتفاخ ما تحت العين
يمكن علاج انتفاخ ما تحت العين باستخدام العديد من الطرق الطبيعية التي لا تؤثر سلباً على صحة البشرة. وفيما يلي بعض العلاجات الفعالة التي يمكن تنفيذها في المنزل:
1. استخدام كمادات باردة
تعتبر الكمادات الباردة من أبسط وأسرع الحلول للتخفيف من انتفاخ العينين. تساعد البرودة على تقليص الأوعية الدموية المتوسعة وتخفيف احتباس السوائل في المنطقة المحيطة بالعينين. يمكن استخدام أكياس ثلج ملفوفة بمنشفة ناعمة أو حتى ملعقة معدنية باردة. يتم وضع الكمادة على العينين لمدة 10-15 دقيقة للحصول على أفضل النتائج.
2. ماء الورد
ماء الورد يمتلك خصائص مهدئة ومضادة للالتهابات، مما يجعله علاجاً فعالاً لتخفيف انتفاخ العينين. يمكن تبريد قطعة قطنية في ماء الورد ثم وضعها على العينين لمدة 10 دقائق. يساعد هذا العلاج على تقليل التورم وإضفاء إشراقة على البشرة حول العين.
3. الخيار
يُعتبر الخيار من المكونات الطبيعية التي تحتوي على خصائص مرطبة ومبردة للبشرة. يحتوي الخيار على مستويات عالية من الماء والمضادات الأكسدة، ما يجعله مثالياً لتخفيف التورم تحت العينين. يمكن قطع شرائح من الخيار البارد ووضعها على العينين لمدة 15 دقيقة للتقليل من الانتفاخ.
4. الزيوت الطبيعية
بعض الزيوت الطبيعية مثل زيت اللوز الحلو وزيت جوز الهند تحتوي على خصائص مرطبة ومغذية للبشرة. يساعد تدليك هذه الزيوت بلطف على المنطقة تحت العين في تحسين الدورة الدموية وتقليل الانتفاخ. يمكن تطبيق الزيت ليلاً قبل النوم للحصول على أفضل تأثير.
5. الشاي الأخضر
الشاي الأخضر يحتوي على مضادات الأكسدة والخصائص المضادة للالتهابات التي تساعد في تقليل انتفاخ العينين. يمكن استخدام أكياس الشاي الأخضر المبردة ككمادات على العينين. يتم وضع الأكياس لمدة 10-15 دقيقة لتهدئة البشرة وتقليل التورم.
6. الطماطم
تحتوي الطماطم على خصائص قابضة تساعد في شد البشرة وتقليل الانتفاخ. يمكن سحق الطماطم الطازجة وخلطها مع قليل من عصير الليمون، ثم وضع الخليط على المنطقة تحت العين لمدة 10 دقائق.
7. الثلج والعسل
مزيج من العسل والثلج يمكن أن يساعد في ترطيب البشرة وتخفيف التورم. العسل يعتبر مرطباً طبيعياً، في حين أن الثلج يعمل على تقليل التورم بشكل سريع. يمكن تطبيق هذا الخليط على المنطقة المصابة لمدة 10 دقائق للحصول على أفضل النتائج.
العلاجات الطبية لانتفاخ ما تحت العين
في بعض الحالات التي لا تنجح فيها العلاجات الطبيعية أو إذا كانت المشكلة مزمنة، قد يكون من الضروري اللجوء إلى العلاجات الطبية. وهذه بعض العلاجات التي قد يوصي بها الأطباء:
1. الكريمات والمراهم الموضعية
تحتوي العديد من الكريمات الموضعية على مكونات تساعد في تقليل التورم تحت العين مثل الكافيين، الذي يساعد في تقليص الأوعية الدموية وتحفيز الدورة الدموية. كريمات تحتوي على الريتينول أو فيتامين C تساعد أيضاً في تعزيز مرونة الجلد وتحفيز تجديد الخلايا.
2. حقن الفيلر
يعد استخدام الفيلر الطبي طريقة فعالة لمعالجة انتفاخات العين التي تحدث نتيجة تراكم الدهون تحت الجلد. حيث يقوم الطبيب بحقن مادة الفيلر في المنطقة التي تعاني من الانتفاخ، مما يساعد في تصحيح المظهر بشكل دائم أو لفترة طويلة.
3. الليزر والعلاج الضوئي
تقنيات الليزر تساعد في تحسين مرونة الجلد وتقليل التورم في المنطقة تحت العين. تعمل هذه التقنيات على تحفيز إنتاج الكولاجين، مما يؤدي إلى شد الجلد وتقليل ظهور التورم والانتفاخ.
4. الجراحة التجميلية
في بعض الحالات التي لا تجدي فيها العلاجات الأخرى نفعاً، قد يكون من الضروري اللجوء إلى الجراحة التجميلية. تعتبر عملية “جراحة تجميل الجفن” (Blepharoplasty) إحدى الطرق الفعالة التي تستخدم لإزالة الدهون الزائدة أو الجلد المترهل في منطقة العينين، مما يعيد الشكل الطبيعي للبشرة.
الوقاية من انتفاخ ما تحت العين
إضافة إلى العلاجات التي تم ذكرها، يمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتقليل فرص ظهور انتفاخ ما تحت العين في المستقبل. من هذه التدابير:
-
الحصول على قسط كافٍ من النوم: يعتبر النوم الكافي من أهم العوامل التي تساهم في الحفاظ على صحة الجلد. ينصح بالحصول على 7-9 ساعات من النوم يومياً.
-
شرب كميات كافية من الماء: يساعد الترطيب الجيد على منع احتباس السوائل الذي يؤدي إلى التورم.
-
تجنب الإجهاد: التقليل من التوتر والإجهاد قد يساهم في تقليل الآثار السلبية على البشرة.
-
استخدام واقي الشمس: تعرض البشرة لأشعة الشمس يمكن أن يسبب تهيجاً وتلفاً للجلد حول العين. لذا يوصى باستخدام واقي الشمس لحماية هذه المنطقة.
-
اتباع نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، خاصة فيتامين C وK، يساعد في الحفاظ على صحة البشرة وتقليل ظهور الانتفاخات.
الخلاصة
انتفاخ ما تحت العين قد يكون ناتجاً عن عوامل متعددة تشمل قلة النوم، التغيرات الهرمونية، التقدم في العمر، الحساسية، والنظام الغذائي غير المتوازن. لحسن الحظ، هناك العديد من العلاجات الطبيعية والطبية المتاحة التي يمكن أن تساعد في تقليل هذه الانتفاخات. من المهم الاهتمام بالصحة العامة واتباع روتين مناسب للعناية بالبشرة للوقاية من حدوث هذه الظاهرة بشكل مستمر.

