علاج الزكام عند الرضع

علاج الزكام عند الطفل الرضيع: دليل شامل ومفصل

الزكام عند الأطفال الرضع من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً التي يواجهها الأهل، وهو حالة فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، مما يسبب أعراضاً مثل انسداد الأنف، السعال، العطس، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة. رغم أن الزكام عادةً ما يكون مرضاً بسيطاً ومحدوداً ذاتياً، إلا أن التعامل مع رضيع يعاني من هذه الحالة يحتاج إلى رعاية دقيقة وحساسة لضمان راحته وسلامته. في هذا المقال نستعرض الطرق العلمية والطبية الفعالة لعلاج الزكام عند الأطفال الرضع، مع التركيز على العناية المنزلية والتدابير الوقائية.

أسباب الزكام عند الأطفال الرضع

الزكام ينجم غالباً عن الإصابة بعدوى فيروسية، وأشهر الفيروسات المسببة هي فيروس الرينو (Rhinovirus)، إلى جانب فيروسات أخرى مثل فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) والإنفلونزا. يختلف الجهاز المناعي للرضع عن الكبار، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالزكام بشكل متكرر، خصوصاً خلال الأشهر الأولى من العمر حيث لا يكون لديهم مناعة كافية.

أعراض الزكام عند الرضع

الأعراض تختلف في شدتها لكنها عادة ما تتضمن:

• انسداد الأنف وصعوبة التنفس، مما يؤثر على تغذية الطفل ونومه.

• سيلان الأنف بمخاط رقيق في البداية ثم قد يصبح أكثر سمكاً.

• العطس المتكرر.

• سعال جاف أو رطب.

• ارتفاع درجة الحرارة خفيف إلى متوسط.

• البكاء المستمر والتوتر بسبب عدم الراحة.

• قلة الشهية وضعف الرضاعة.

• خمول عام.

طرق علاج الزكام عند الرضيع

1. تسهيل التنفس

• تنظيف الأنف بالمحلول الملحي:
  
  استخدام محلول ملحي (قطرات ملحية معقمة) هو أفضل طريقة لتخفيف انسداد الأنف عند الرضع. توضع قطرات قليلة في كل فتحة أنف، ثم تُستخدم حقنة مطاطية شفط الأنف بلطف لإزالة المخاط. هذا الإجراء يساعد على تنظيف الممرات الأنفية ويجعل التنفس أسهل. يمكن تكرار ذلك 3-4 مرات يومياً حسب الحاجة.

• استخدام جهاز الترطيب (المرطب الهوائي):
  
  تركيب جهاز ترطيب في غرفة الطفل يساعد على ترطيب الهواء وتقليل جفاف الأنف والحلق، مما يقلل من التهيج ويخفف من أعراض الزكام. يُفضل استخدام أجهزة ترطيب الهواء البارد لتجنب خطر الحروق.

• رفع رأس الطفل أثناء النوم:
  
  رفع رأس الطفل قليلاً باستخدام وسادة مائلة آمنة يساعد على تسهيل التنفس وتخفيف احتقان الأنف، ويقلل من السعال أثناء الليل.

2. العناية بالتغذية

• الرضاعة الطبيعية أو الصناعية بانتظام:
  
  يجب الحرص على استمرار إطعام الطفل بكمية مناسبة، لأن الزكام قد يؤدي إلى ضعف الشهية. الرضاعة الطبيعية تمنح الطفل مضادات حيوية طبيعية تعزز جهازه المناعي.
  
  في حالات انسداد الأنف الشديد، يمكن تقديم الرضاعة في وضعية رأس مرفوعة قليلاً لتسهيل التنفس أثناء الرضاعة.

• تجنب تقديم أطعمة صلبة للرضع تحت 6 أشهر:
  
  لأن الجهاز الهضمي للرضيع لا يكون جاهزاً، وأي اضطرابات قد تزيد من سوء الحالة.

3. التعامل مع الحمى

• مراقبة درجة حرارة الطفل:
  
  ارتفاع الحرارة حتى 38 درجة مئوية يعتبر شائعاً ومؤقتاً أثناء الزكام. في حال كانت الحرارة مرتفعة ومزعجة، يمكن استخدام خافض حرارة مخصص للأطفال مثل الباراسيتامول بجرعات دقيقة حسب وزن الطفل، وباستشارة الطبيب.

• الابتعاد عن الأسبرين:
  
  الأسبرين ممنوع للأطفال تحت 12 سنة بسبب خطر الإصابة بمتلازمة راي التي قد تكون قاتلة.

4. العناية العامة

• الراحة التامة:
  
  يحتاج الطفل المريض للراحة لتقوية جهازه المناعي ومساعدته على التعافي بسرعة. توفير بيئة هادئة ودافئة أمر ضروري.

• المحافظة على النظافة:
  
  غسل اليدين جيداً قبل وبعد التعامل مع الطفل يمنع انتقال العدوى، مع تعقيم الألعاب وأدوات الرضاعة بانتظام.

الأدوية ومسكنات الزكام

في أغلب الحالات لا يُنصح باستخدام أدوية الزكام التي تحتوي على مزيلات الاحتقان أو مضادات الهستامين للرضع لأنها قد تكون خطيرة، وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية. لذا، العلاجات الداعمة هي الخيار الأول، واستشارة الطبيب ضرورية إذا ظهرت علامات شديدة.

علامات تستدعي مراجعة الطبيب فوراً

يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية لتجنب أي مضاعفات محتملة:

• صعوبة التنفس الشديدة.

• ازرقاق حول الشفتين أو الوجه.

• ارتفاع حرارة أكثر من 39 درجة مئوية لا تستجيب للدواء.

• عدم القدرة على الرضاعة أو البكاء المستمر.

• فقدان الوعي أو الخمول الشديد.

• سعال مستمر وصوت صفير في التنفس.

الوقاية من الزكام عند الأطفال الرضع

• تجنب الأماكن المزدحمة والملوثة خصوصاً في موسم الشتاء.

• تجنب ملامسة أشخاص مصابين بالزكام أو الالتهابات التنفسية.

• تعزيز المناعة عبر الرضاعة الطبيعية التي تزود الطفل بالأجسام المضادة.

• الحفاظ على النظافة الشخصية والنظافة المنزلية.

• تجنّب التدخين داخل المنزل لأنه يزيد من مشاكل الجهاز التنفسي لدى الأطفال.

جدول يوضح أهم خطوات العلاج والوقاية

الخلاصة

علاج الزكام عند الرضع يعتمد أساساً على تخفيف الأعراض وتقديم الرعاية المنزلية المناسبة، مع الاهتمام بتهيئة بيئة صحية تساعد الطفل على التعافي دون تعريضه لأدوية غير ضرورية. استخدام المحلول الملحي لتنظيف الأنف، ترطيب الهواء، مراقبة درجة الحرارة، واتباع نظام غذائي مناسب كلها من الإجراءات الأساسية. مع ذلك، يجب الانتباه لأي علامات قد تشير إلى مضاعفات، والتواصل مع الطبيب فوراً عند الحاجة. الوقاية من الزكام تعد جزءاً أساسياً للحفاظ على صحة الرضيع من خلال الاهتمام بالنظافة، تعزيز المناعة، والابتعاد عن مسببات العدوى.

المصادر

1. Mayo Clinic – Common cold in babies and children: symptoms and treatment.

2. American Academy of Pediatrics – Caring for Your Baby and Young Child: Birth to Age 5.