عقيدة المسلم: تأملات في تجديد الإيمان وتأثيره الاجتماعي

في كتاب “عقيدة المسلم” الذي كتبه العالم والمفكر الإسلامي محمد الغزالي، يُسلط الضوء على العقيدة الإسلامية ودورها في حياة المسلم. إن المسلم، بحسب الرؤية المتبناة في الكتاب، يظل مؤمنًا ومتدينًا دائماً، ولكن العقيدة تختلف في مدى تأثيرها الاجتماعي. تظهر القضية في تغير العقيدة من كونها جماعية إلى أن تصبح فردية، ومعها فقدان الإيمان ليصبح مجرد إيمان فردي، خارجًا عن الارتباط الاجتماعي.

وهنا يتناول الكاتب الغزالي جوانب العقيدة ويبين كيف أصبحت جزءًا من الفرد دون أن تظهر بوضوح في المجتمع. يعزو ذلك إلى فقدان العقيدة إشعاعها الاجتماعي، مما جعل الإيمان يتحول إلى مفهوم فردي للفرد، دون الارتباط الوثيق بالبعد الاجتماعي.

المشكلة، وفقًا للكاتب، ليست في أن نقنع المسلم بوجود الله فقط، بل في أن نعيد إحياء العقيدة ونعيد تفعيلها بحيث تكون لها تأثيرات إيجابية وقوة تأثيرية اجتماعية. يرى الكاتب أن المسلم لديه العقيدة، لكن الجوانب الإيجابية والتأثيرات الاجتماعية للعقيدة يمكن تعزيزها.

في جملة واحدة، يبرز الكتاب أهمية إعادة النظر في العقيدة الإسلامية لتجديد قوتها وتأثيرها الاجتماعي. المشكلة ليست في تأكيد وجود الله فقط، بل في إشعار المسلم بوجوده واستمداده للقوة منه. العقيدة تُظهر كطبيعة، ليس مجرد علم، بل شعور وليس فلسفة. إنها خلق وليس رأي، وتُعتبر رباطًا قويًا يربط المسلم بغايته وبالمجتمع الذي يؤمن به. “لا رابطة أقوى من العقيدة ولا عقيدة أقوى من الإسلام”، تعكس هذه الجملة الروح الأساسية لفهم الكاتب للعلاقة بين العقيدة والإسلام، مؤكدًا أن القوة الروحية والاجتماعية تنبع من تجديد الروح العقائدية في قلوب المسلمين.

وفي هذا السياق، يتناول الكتاب مواضيع مختلفة ذات صلة بالعقيدة، ويقدم تحليلاً شاملاً لمفهوم الإيمان ودوره في تحقيق التوازن بين الفرد والمجتمع. يتأمل القارئ في صفحات الكتاب في أهمية العقيدة في تشكيل وجدان المسلم وتوجيهه نحو هدفه النهائي.

تحمل صفحات الكتاب، البالغ عددها 248 صفحة، رؤية متأملة ومحكمة، تعكس فهمًا عميقًا للعقيدة الإسلامية وتوظيفها بشكل إيجابي في الحياة اليومية. الكتاب صدر في عام 2017 عن مركز نماء للبحوث والدراسات، ويأتي ضمن فئة الكتب الإسلامية، تحديدًا في فرع القرآن وعلومه. ويظهر الغلاف الكرتوني للكتاب كعنصر إضافي يلفت الانتباه إلى هذا العمل الفكري الرائع.

باختصار، يعتبر “عقيدة المسلم” للغزالي مصدرًا مهمًا لفهم العقيدة الإسلامية بشكل عميق، ويشير إلى أهمية إعادة تفعيلها في سياق المجتمع الحديث، ليس فقط كمفهوم ديني ولكن كقوة اجتماعية قادرة على تحقيق التوازن وتوجيه الفرد نحو الإيمان المتجدد.