عصير البرتقال وحصوات الكلى

عصير البرتقال ودوره الفعال في الوقاية من تكون حصوات الكلى

تعد حصوات الكلى من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على شريحة كبيرة من الناس حول العالم، وتتسبب في آلام شديدة ومضاعفات صحية قد تصل إلى اضطرابات في وظائف الكلى. تتكون هذه الحصوات نتيجة ترسب المعادن والأملاح في الكلى، مما يؤدي إلى تكوين بلورات صلبة تعيق مرور البول وتتسبب في الألم والالتهابات. وفي السنوات الأخيرة، برز اهتمام كبير بدور بعض الأغذية والمشروبات الطبيعية في الوقاية من تكون هذه الحصوات، ويأتي عصير البرتقال في مقدمة هذه الخيارات الفعالة. يتناول هذا المقال شرحاً موسعاً عن كيفية تأثير عصير البرتقال في الوقاية من حصوات الكلى، والأسباب العلمية وراء ذلك، إلى جانب توضيح الفوائد الصحية الأخرى لهذا المشروب الطبيعي.

حصوات الكلى: أسباب التكون وآلياتها

تتكون حصوات الكلى بشكل رئيسي من بلورات الكالسيوم، وخاصة أكسالات الكالسيوم، أو من بلورات حمض اليوريك، أو الفوسفات، كما يمكن أن تتشكل من مواد أخرى مثل السيستين. هذه الحصوات تتشكل عندما يصبح تركيز المواد الصلبة في البول مرتفعاً بشكل مفرط، وهو ما يمكن أن يحدث بسبب عدة عوامل، منها:

• قلة شرب السوائل، مما يؤدي إلى تركيز البول.

• النظام الغذائي الغني بالأملاح أو البروتينات الحيوانية.

• اضطرابات أيضية تؤدي إلى زيادة تركيز الكالسيوم أو الأوكسالات في البول.

• وجود التهابات في المسالك البولية.

• عوامل وراثية تؤثر على تركيز المعادن في البول.

تأثير عصير البرتقال في الوقاية من حصوات الكلى

يحتوي عصير البرتقال على مركبات طبيعية فعالة تلعب دوراً مهماً في منع تكون الحصوات، وخصوصاً حصوات أكسالات الكالسيوم، وهي الأكثر شيوعاً. أهم هذه المركبات:

1. سترات البوتاسيوم والسترات

يُعتبر السترات من المركبات المهمة في الوقاية من الحصوات، حيث تعمل على ربط الكالسيوم في البول وتقليل تكون بلورات أكسالات الكالسيوم. يحتوي عصير البرتقال على كميات مرتفعة من السترات الطبيعية التي تساعد على زيادة تركيز السترات في البول، مما يمنع ترسيب الكالسيوم على شكل حصوات.

2. زيادة الترطيب

تناول عصير البرتقال يسهم في زيادة كمية السوائل التي يتناولها الشخص يومياً، مما يؤدي إلى تخفيف البول وتقليل تركيز الأملاح والمعادن التي قد تسبب تكون الحصوات. الترطيب المستمر يعتبر من أهم العوامل في الوقاية من حصوات الكلى.

3. خفض حموضة البول (رفع درجة الحموضة)

عصير البرتقال يساعد على رفع درجة حموضة البول (أي تقليل الحموضة)، مما يخلق بيئة أقل ملاءمة لتكوين بلورات حمض اليوريك. بالتالي، يقلل من فرصة تكون الحصوات التي تتشكل في البيئات الحمضية.

4. مضادات الأكسدة والفيتامينات

يحتوي عصير البرتقال على نسبة عالية من فيتامين C ومضادات الأكسدة التي تحسن صحة الخلايا البولية والكلى، وتحافظ على سلامتها من التلف، مما يقلل من التهيجات التي قد تؤدي إلى تشكل الحصوات.

الدراسات العلمية الداعمة لفوائد عصير البرتقال

أظهرت دراسات علمية عديدة أن تناول عصير البرتقال بشكل منتظم يقلل من خطر تكوّن حصوات الكلى. في إحدى الدراسات التي أجريت على مرضى يعانون من تكوّن حصوات الكلى المتكررة، وجد الباحثون أن استهلاك عصير البرتقال يومياً لمدة أسابيع قلل من تركيز الأملاح التي تؤدي إلى تكون الحصوات، ورفع من مستويات السترات في البول، مما ساعد في تفتيت الحصوات القائمة ومنع تكوين جديدة.

كما توصلت أبحاث أخرى إلى أن الأشخاص الذين يشربون العصير الطازج بانتظام لديهم فرصة أقل بنسبة 30-40% لتكون حصوات الكلى مقارنة بمن لا يشربونه، مع التأكيد على أن العصير الطازج الطبيعي أفضل بكثير من العصائر المحلاة والمصنعة، التي قد تحتوي على سكريات مضافة تؤثر سلباً على صحة الكلى.

مقارنة بين عصير البرتقال والمشروبات الأخرى في الوقاية من حصوات الكلى

كيفية الاستفادة القصوى من عصير البرتقال للوقاية من حصوات الكلى

• يُفضل تناول العصير الطازج الطبيعي دون إضافة سكر.

• تناول ما لا يقل عن كوبين من عصير البرتقال يومياً كجزء من نظام غذائي متوازن.

• إلى جانب شرب العصير، يجب المحافظة على ترطيب الجسم بشرب كمية مناسبة من الماء.

• تجنب الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالأوكسالات كالسبانخ، الشوكولاتة، والمكسرات التي قد تزيد من تكون الحصوات.

• الانتباه إلى تناول كمية معتدلة من البروتين الحيواني والملح.

فوائد إضافية لعصير البرتقال تتعلق بصحة الكلى والجسم

بعيداً عن دوره في الوقاية من حصوات الكلى، يوفر عصير البرتقال مجموعة واسعة من الفوائد الصحية التي تساهم في تحسين وظائف الكلى والوقاية من أمراض أخرى:

• تقوية الجهاز المناعي: بفضل احتوائه على فيتامين C، يدعم العصير مقاومة الجسم للأمراض والالتهابات.

• تحسين صحة القلب: البرتقال غني بمضادات الأكسدة التي تقلل من الالتهابات وتحسن تدفق الدم، مما يحمي القلب والكلى.

• تعزيز صحة الجلد: الفيتامينات والمعادن في العصير تحسن مرونة الجلد وتقلل من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة.

• تنظيم ضغط الدم: البوتاسيوم الموجود في البرتقال يساهم في خفض ضغط الدم، وهو عامل مهم للحفاظ على صحة الكلى.

الخلاصة

يسهم عصير البرتقال بشكل فعال في الوقاية من تكون حصوات الكلى بفضل احتوائه على مركبات السترات التي تمنع ترسيب الكالسيوم وتكوين الحصوات، بالإضافة إلى دوره في زيادة الترطيب وتحسين درجة حموضة البول. كما يوفر فوائد صحية إضافية تعزز من صحة الكلى والجسم بشكل عام. الاعتماد على تناول عصير البرتقال الطازج ضمن نظام غذائي متوازن وشرب كمية كافية من الماء، يمثل استراتيجية طبيعية وآمنة للحد من مخاطر الإصابة بحصوات الكلى وتحسين جودة الحياة.

المراجع:

1. Penniston KL, et al. “Effect of orange juice consumption on urinary stone risk factors.” J Urol. 2007;177(2):575-579.

2. Ferraro PM, et al. “Citrus fruit intake and risk of kidney stones.” Clin J Am Soc Nephrol. 2016;11(2):226-233.