“عروس الشجرة: رواية” هو عمل أدبي يتألق فيه الكاتب الفائز بجائزة الدوائر النقدية الوطنية، بهاراتي موخيرجي، ليس فقط بسبب أسلوبه الأنيق والمثير للتأمل ولكن أيضًا بفضل شخصياته التي تتأثر بالعادات والتقاليد القديمة ولكنها متمسكة بشكل كبير بالعصر الحديث. في “عروس الشجرة”، تتولى السردية، تارا تشاترجي (التي سيراها القراء من “بنات مرغوب فيهن”)، سرد قصة أحد أسلافها من شرق البنغال. وفقًا للأسطورة، تزوجت تارا لاتا في سن الخامسة شجرة وظهرت في نهاية المطاف كمناضلة مناهضة للاستعمار. من خلال تجميع قصة أسلافها من فتاة براهمية بنغالية هادئة إلى منظمة متحمسة للمقاومة ضد الحكم البريطاني، تكتشف السردية المعاصرة وتطالب بالاعتراف بعناصر غير معترف بها في هويتها الأمريكية. على الرغم من أن قصة عروس الشجرة محورية، إلا أن الدراما المحيطة بالسردية، وهي امرأة مطلقة تحاول العودة إلى زوجها، تنقل الرواية إلى الوراء وإلى الأمام عبر الزمن وعبر القارات.
يجسد الكتاب أعماق الانتماء والهوية، ويسلط الضوء على التناقضات والتحديات التي يواجهها الفرد في مواجهة التقاليد والتحولات الحديثة. ومن خلال رحلة تارا تشاترجي، يستكشف القارئ مفهوم الانتماء والتعايش بين الثقافات، مما يثير العديد من الأسئلة حول الهوية الشخصية والمجتمعية.
تنقل اللغة الروائية براعة القارئ إلى عوالم متوازية، حيث يتمازج الماضي بالحاضر والمكان بالمكان، مما يعزز من تعقيدات الحكاية وجاذبيتها. ومن خلال تقنيات السرد المتقنة، يستطيع المؤلف أن يلقي الضوء على الروابط العميقة بين الأفراد والمجتمعات، مما يجعل القصة غنية بالتأملات والإلهام.
“عروس الشجرة: رواية” ليست مجرد قصة فردية، بل هي رحلة ممتعة ومفكرة تتناول مواضيع مهمة مثل الهوية، والتناقضات الثقافية، والتحولات الشخصية. بتأثيرها العميق وأسلوبها الأدبي الرائع، تعتبر هذه الرواية إضافة قيمة لأدب الرواية الحديثة، وتستحق الاطلاع عليها لمن يبحث عن تجربة أدبية مثيرة ومفيدة.