عدد عظام جسم الإنسان ووظائفها

عدد عظام جسم الإنسان: نظرة شاملة على هيكل الجسم البشري

يعد هيكل الجسم البشري أحد أعظم الابتكارات البيولوجية في عالم الطبيعة. يمتلك الإنسان أكثر من مجرد جسم مرن، بل هيكلاً عظمياً معقداً يقدم الدعم والحماية لكافة أعضاء الجسم. يشكل العظم في جسم الإنسان الأساس الذي يقوم عليه البنية الجسمية، وهو العنصر الرئيسي الذي يتيح حركة الأجزاء المختلفة للجسم. يتكون هيكل الإنسان العظمي من مجموعة من العظام التي تتفاوت في الحجم والشكل، ويصل عدد هذه العظام إلى 206 عظمة في البالغين. لكن هذا العدد قد يختلف لدى الأطفال بسبب وجود عظام أكثر تنقسم مع نمو الجسم.

1. مفهوم العظام وأهمية الهيكل العظمي

العظم هو نسيج حي وقوي يتكون بشكل أساسي من خلايا عظمية ومعادن مثل الكالسيوم والفوسفور. العظام ليست فقط هياكل صلبة، بل تلعب العديد من الأدوار الأساسية في جسم الإنسان، مثل:

• الدعم الهيكلي: العظام تمنح الجسم شكله وتدعم أنسجته الرخوة.

• الحركة: العظام تعمل كمفاصل تتصل مع العضلات، ما يسهل الحركة.

• الحماية: العديد من العظام مثل الجمجمة تحمي الأعضاء الحساسة كالمخ، كما تحمي الأضلاع القلب والرئتين.

• إنتاج الخلايا الدموية: العظام تحتفظ بنخاع العظم، وهو المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء.

• التخزين: العظام تخزن معادن مهمة مثل الكالسيوم والفوسفور.

2. عدد العظام في جسم الإنسان: الفرق بين البالغين والأطفال

يولد الإنسان مع حوالي 270 عظمة، إلا أن هذا العدد يتناقص تدريجياً مع مرور الوقت بسبب التحام بعض العظام مع بعضها البعض خلال النمو. عند البالغين، يصل العدد النهائي للعظام إلى حوالي 206 عظمة، وهو ما يعكس تلاحم بعض العظام أثناء عملية النمو.

التغييرات في عدد العظام خلال النمو:

• في الأطفال: يحتوي الهيكل العظمي للأطفال على 270 عظمة تقريباً، ولكن مع نموهم وتطورهم، تلتحم بعض العظام لتشكل هياكل أكبر وأكثر قوة.

• في البالغين: يصبح عدد العظام 206 فقط، بسبب التحام العظام الصغرى أو النامية في الهيكل العظمي. على سبيل المثال، عظام الجمجمة تتكون في البداية من العديد من العظام الصغيرة التي تندمج لتشكل عظمة واحدة مع التقدم في العمر.

3. الأقسام الرئيسية للهيكل العظمي البشري

يتكون الهيكل العظمي للإنسان من قسمين رئيسيين هما الهيكل العظمي المحوري والهيكل العظمي الطرفي.

1. الهيكل العظمي المحوري:

يشمل هذا القسم العظام التي تشكل المحور المركزي للجسم، ويتكون من:

• الجمجمة: تحوي 22 عظمة، منها 8 عظام تشكل القحف (الجزء العلوي من الرأس)، و14 عظمة تشكل الوجه والفك.

• العمود الفقري: يتكون من 33 عظمة، ولكن بعض هذه العظام تندمج مع مرور الوقت لتشكل 24 فقرة مفصلية في البالغين. يتوزع العمود الفقري إلى 5 أقسام: العنق (7 فقرات)، الظهر (12 فقرة)، أسفل الظهر (5 فقرات)، العجز (5 فقرات ملتحمة)، والعصعص (4 فقرات ملتحمة).

• القفص الصدري: يتكون من 12 زوجاً من الأضلاع وعظم القص، ويعمل على حماية القلب والرئتين. يشمل القفص الصدري 24 ضلعًا وواحدة من العظام التي تشكل القص.

• عظام الأذن: تشمل الأذن الوسطى ثلاث عظام صغيرة هي المطرقة، والسندان، والعظمة الركابية.

2. الهيكل العظمي الطرفي:

يتكون من العظام التي تشكل الأطراف العليا والسفلى، بالإضافة إلى الهيكل العظمي الحزامي الذي يربط الأطراف بالجسم. يتكون الهيكل العظمي الطرفي من:

• الأطراف العليا: يحتوي كل طرف علوي على 32 عظمة، تشمل عظمة العضد (التي تكون في الجزء العلوي من الذراع)، عظام الساعد (الكعبرة والزند)، وعظام اليد (العظام المشطية، الأصابع، والمعصم).

• الأطراف السفلى: يحتوي كل طرف سفلي على 31 عظمة، تشمل عظمة الفخذ (أكبر العظام في الجسم)، عظام الساق (القصبة والشظية)، وعظام القدم (العظام المشطية، الأصابع، والكاحل).

• الحزام الصدري: يتكون من عظمة الترقوة (التي تربط الذراع بالجزء العلوي من الجسم) وعظام اللوحة (الكَتِف)، التي تدعم حركة الذراع.

4. العظام المميزة في الهيكل العظمي

تعتبر بعض العظام في الجسم أكثر تميزاً من غيرها بسبب حجمها أو وظيفتها الخاصة:

• عظمة الفخذ: هي أكبر عظمة في الجسم وتساهم بشكل أساسي في دعم وزن الجسم أثناء المشي والوقوف.

• الجمجمة: توفر حماية أساسية للمخ وتساهم في تشكيل معالم الوجه.

• العمود الفقري: يحافظ على استقامة الجسم ويحتوي على النخاع الشوكي، الذي يربط بين الدماغ وبقية الجسم.

• القصبة والشظية: في الساق، حيث تعمل القصبة على حمل الوزن بينما توفر الشظية دعماً إضافياً وتساعد في توازن الحركة.

5. العوامل المؤثرة على صحة العظام

إن صحة العظام تعد أحد الركائز الأساسية لصحة الجسم بشكل عام. لذلك، هناك عدة عوامل تؤثر على قوة وصحة الهيكل العظمي، ومنها:

• التغذية: يتطلب العظم الكالسيوم وفيتامين D لتقويته ومنع هشاشته. الغذاء المتوازن الذي يحتوي على الكالسيوم، مثل الحليب والجبن والخضروات الورقية، ضروري لصحة العظام.

• النشاط البدني: تمارين التحميل، مثل المشي والجري ورفع الأثقال، تساعد على تعزيز كثافة العظام وتقويتها.

• العوامل الوراثية: تلعب الوراثة دوراً مهماً في صحة العظام، حيث يمكن أن تكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام.

• العمر: مع التقدم في العمر، تبدأ العظام في فقدان كثافتها، مما يزيد من خطر الإصابة بكسور.

6. التطورات الطبية في علاج مشاكل العظام

على مر العصور، تمكّن الطب من تطوير العديد من الأساليب لعلاج مشاكل العظام، مثل الكسور والتشوهات أو الأمراض التنكسية مثل هشاشة العظام:

• العلاج الجراحي: مثل استبدال المفاصل وعلاج الكسور باستخدام الجبائر أو الجراحة.

• الأدوية: تتوفر أدوية تساعد على تقوية العظام، مثل المكملات التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين D.

• العلاج الطبيعي: الذي يهدف إلى تقوية العضلات المحيطة بالعظام لتحسين الحركة وتقليل الألم.

7. الخلاصة

يُعد الهيكل العظمي البشري من أعظم الهياكل التي تم اكتشافها في علم التشريح، حيث يقدم الدعم والحماية للأعضاء الحيوية ويتيح الحركة. يتكون جسم الإنسان البالغ من 206 عظمة، ولكن عدد العظام في الأطفال يكون أعلى. كل عظمة في جسم الإنسان لها وظيفة محددة تساهم في الحفاظ على توازن الجسم وسلامته. من خلال العناية الجيدة بالعظام، من خلال التغذية السليمة والتمارين الرياضية، يمكن للإنسان الحفاظ على صحة هيكله العظمي وتجنب الأمراض المتعلقة به، مثل هشاشة العظام.