عدد عظام جسم الإنسان

عدد عظام جسم الإنسان

يُعد الجهاز الهيكلي لجسم الإنسان من أعظم الأنظمة التي تدعم الحياة البشرية وتمنح الجسم شكله وقوته. يتكون هذا النظام من مجموعة من العظام التي تلعب دورًا أساسيًا في العديد من العمليات الحيوية مثل الحركة، والحماية، والإنتاج الدموي، وتخزين المعادن. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل عدد العظام في جسم الإنسان، وفئات العظام، وأهمية كل منها.

مقدمة

إن معرفة عدد العظام في جسم الإنسان هو جزء من فهمنا لأهمية الهيكل العظمي في حياتنا اليومية. من المعروف أن هيكل الإنسان يتكون من العديد من العظام التي تتوزع في الجسم. لكن هذا العدد ليس ثابتًا طوال الحياة، إذ يتغير مع تقدم العمر. لذلك، فإن الإلمام بعدد العظام في الإنسان ومراحل تطورها يُعد أمرًا بالغ الأهمية لفهم تطور الجهاز الهيكلي ودوره في الجسم.

عدد العظام في جسم الإنسان

يتكون جسم الإنسان البالغ عادةً من 206 عظمة. ومع ذلك، هذا العدد يمكن أن يختلف قليلاً بين الأفراد، ففي بعض الحالات قد يكون لدى بعض الأشخاص 207 أو 208 عظام بسبب تباين في تكوين العظام، مثل وجود عظام إضافية في اليدين أو القدمين.

في المراحل الجنينية، يمتلك جسم الإنسان ما يقارب 270 عظمة. لكن مع مرور الوقت وخصوصًا في مرحلة الطفولة والمراهقة، تبدأ بعض هذه العظام في الاندماج معًا لتكوين عظام أكبر وأكثر قوة. على سبيل المثال، تندمج العديد من العظام في الجمجمة والحوض مع تقدم العمر.

تقسيمات الهيكل العظمي

يمكن تقسيم الهيكل العظمي للإنسان إلى جزئين رئيسيين:

1. الهيكل العظمي المحوري

الهيكل العظمي المحوري هو الجزء الذي يشمل العمود الفقري، والجمجمة، والأضلاع، والقفص الصدري. يتكون الهيكل العظمي المحوري من 80 عظمة.

• الجمجمة: تتألف الجمجمة من 22 عظمة، وهي تحتوي على العظام التي تشكل الرأس، مثل عظام الجبهة، والعظام الجدارية، وعظام الوجه (مثل الأنف والعينين).

• العمود الفقري: يتكون من 33 فقرة، لكن 9 من هذه الفقرات ستندمج لتشكل العجز والعصعص، مما يؤدي إلى 24 فقرة متحركة.

• الأضلاع والقفص الصدري: يتكون من 12 زوجًا من الأضلاع، وهو ما يعني 24 عظمة تمثل القفص الصدري، الذي يحمي الأعضاء الحيوية مثل القلب والرئتين.

2. الهيكل العظمي الطرفي

الهيكل العظمي الطرفي يشمل العظام الموجودة في الأطراف العلوية والسفلية، بالإضافة إلى الحوض. يتكون هذا الجزء من الهيكل العظمي من 126 عظمة.

• الأطراف العلوية: تشمل عظام اليدين، والتي تتكون من العظام التالية:

  • العضد: عظمة واحدة في الذراع العلوية.

  • الكعبرة والزند: عظام الساعد.

  • عظام اليد: تتألف اليد من 27 عظمة، تشمل الأصابع (فالشخص يمتلك 14 عظمة في الأصابع فقط).

• الأطراف السفلية: تتكون من العظام التالية:

  • عظم الفخذ: وهو أكبر وأقوى عظمة في الجسم.

  • الركبة: تتكون من عظمة واحدة هي الرضفة.

  • الساق: تتألف من عظام الساق وهي عظمة الشظية وعظمة الساق.

  • القدم: تتكون القدم من 26 عظمة، بما في ذلك العظام الصغيرة في أصابع القدم.

• الحوض: يتكون من الحوض الذي يضم عظام الحوض مثل عظام الفخذ وعظام العجان.

أنواع العظام في الجسم

تنقسم العظام إلى عدة أنواع بناءً على شكلها ووظيفتها. وهذه الأنواع هي:

1. العظام الطويلة:

هذه العظام تكون أطول من عرضها، وهي تمثل العظام الموجودة في الأطراف مثل عظام الفخذ والساق والذراع. تلعب العظام الطويلة دورًا رئيسيًا في دعم وزن الجسم وتوفير حركة مرنة.

2. العظام القصيرة:

تتميز هذه العظام بأبعاد متساوية إلى حد ما بين الطول والعرض. تتواجد العظام القصيرة في اليدين والقدمين، مثل عظام الرسغ والكاحل.

3. العظام المسطحة:

هذه العظام تتميز بأنها رقيقة وأسطوانية الشكل. تشمل العظام المسطحة عظام الجمجمة والأضلاع وعظام الحوض. وتعمل على حماية الأعضاء الداخلية في الجسم.

4. العظام غير المنتظمة:

هذه العظام لها أشكال معقدة وغير منتظمة، مثل عظام العمود الفقري والعظام الموجودة في الوجه.

الاندماج العظمي مع تقدم العمر

خلال السنوات الأولى من الحياة، يتكون جسم الإنسان من عدد أكبر من العظام، التي تبدأ في الاندماج مع مرور الوقت. على سبيل المثال، في مرحلة الطفولة، تكون عظام الجمجمة مفصولة ببعضها البعض من خلال مفاصل ليفية تسمى “التلاحمات”، وهذه التلاحمات تبدأ بالاندماج مع تقدم العمر. بحلول سن السابعة عشر تقريبًا، تكون معظم التلاحمات قد اندمجت تمامًا.

وظائف العظام في جسم الإنسان

لا تقتصر وظيفة العظام في الجسم على إعطاء شكل الإنسان فحسب، بل تشمل العديد من المهام الحيوية الأخرى مثل:

• الحركة: العظام تعمل كدعامات للأوتار والعضلات، مما يتيح للجسم الحركة.

• الحماية: تحمي العظام الأعضاء الداخلية الحيوية مثل الدماغ، القلب، والرئتين.

• إنتاج الدم: العظام تحتوي على نخاع عظمي، وهو المصدر الرئيسي لإنتاج خلايا الدم الحمراء، البيضاء، والصفائح الدموية.

• تخزين المعادن: تعمل العظام كخزان للمعادن مثل الكالسيوم والفوسفور، وتساعد في تنظيم مستويات هذه المعادن في الجسم.

التطور العظمي من الطفولة إلى البلوغ

كما أشرنا سابقًا، يبدأ عدد العظام في جسم الإنسان في الطفولة بزيادة عن عددها في البالغين، بسبب وجود عظام غير مندمجة في البداية. مع تقدم العمر، تبدأ العظام في الاندماج ليصل عدد العظام إلى 206 عظمة في مرحلة البلوغ.

عند ولادة الطفل، يكون لديه ما يقارب 270 عظمة، لكن مع مرور الوقت يحدث اندماج بين بعض العظام، وخاصة في المناطق التي تحتوي على مفاصل ليفية. على سبيل المثال، في الجمجمة، يبدأ عدد العظام في التقلص عندما تنغلق التلاحمات.

التأثيرات المرضية على العظام

قد تؤثر بعض الأمراض والحالات الصحية على عدد العظام أو جودة العظام. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الأمراض مثل هشاشة العظام إلى ضعف العظام وزيادة خطر الكسور. كما يمكن أن تؤثر بعض التشوهات الخلقية على عدد العظام أو شكلها.

الخاتمة

إن عدد العظام في جسم الإنسان ليس ثابتًا طوال الحياة، بل يتغير مع مرور الوقت بسبب الاندماج العظمي أثناء النمو. الهيكل العظمي البشري يتكون من مجموعة متنوعة من العظام التي تؤدي وظائف أساسية تدعم الحياة اليومية. يساهم كل نوع من أنواع العظام في إتمام وظائف الجسم، سواء من حيث الحركة أو الحماية أو إنتاج الدم.