عدد سكان السعودية 2024

عدد سكان السعودية

تُعدّ المملكة العربية السعودية من أكبر الدول العربية مساحةً وأكثرها تأثيرًا في المنطقة سياسيًا واقتصاديًا ودينيًا. وتمتد أراضيها على مساحة شاسعة تبلغ قرابة 2.15 مليون كيلومتر مربع، ما يجعلها ثالث أكبر دولة في آسيا من حيث المساحة بعد الصين والهند، وأكبر دولة في منطقة الشرق الأوسط. ونظرًا لموقعها الجغرافي الحيوي، وتنوع أنشطتها الاقتصادية، وتوسع المدن العمرانية، فإن التغيرات السكانية داخل المملكة تُعد محورية لفهم التوازن الديمغرافي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.

يتناول هذا المقال عدد سكان المملكة العربية السعودية بشكل شامل، مع عرض تطور النمو السكاني عبر العقود، وتركيبة السكان، والعوامل المؤثرة في التغيرات الديموغرافية، بالإضافة إلى توزيع السكان الجغرافي، وأبرز المدن من حيث الكثافة السكانية، والتركيبة العرقية والدينية، والآثار الاقتصادية والاجتماعية للنمو السكاني، بالإضافة إلى تقديم بيانات محدثة من مصادر رسمية.

أولًا: عدد السكان الإجمالي في السعودية

بحسب الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية، بلغ عدد سكان السعودية في عام 2024 حوالي 36.3 مليون نسمة، وتستمر النسبة في التزايد سنويًا بمعدلات تختلف تبعًا للسياسات الاقتصادية والظروف الاجتماعية والهجرات الوافدة. وقد شهدت المملكة نموًا سكانيًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة نتيجة لتحسن معدلات الصحة والتعليم والبنية التحتية الاقتصادية وزيادة استقطاب العمالة الأجنبية.

يُلاحظ أنّ نسبة النمو السكاني في السنوات الأخيرة بدأت تميل إلى التباطؤ مقارنة بما كانت عليه في التسعينيات أو بداية الألفية الثالثة، بسبب انخفاض معدلات الخصوبة بين السعوديين، وتوجه الدولة نحو تنظيم سوق العمل وتحديد أعداد الوافدين.

ثانيًا: توزيع السكان بين المواطنين والوافدين

يمثل المواطنون السعوديون الغالبية النسبية من السكان، إلا أن نسبة الوافدين تشكل أيضًا مكونًا كبيرًا من التعداد السكاني العام. ووفقًا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء:

وتتنوع فئات الوافدين ما بين العمالة الآسيوية والعربية والغربية، وتأتي أكبر الجاليات من دول مثل الهند، باكستان، مصر، بنغلاديش، الفلبين، والسودان.

ثالثًا: التوزيع الجغرافي للسكان داخل المملكة

تتفاوت الكثافة السكانية في السعودية بشكل ملحوظ بين المناطق المختلفة. إذ تتركز النسبة الأكبر من السكان في المناطق الغربية والشرقية والوسطى، ولا سيما في المدن الكبرى التي تُعد مراكز اقتصادية وتجارية وسياحية وإدارية. وتُعد مدينة الرياض العاصمة الأكثر اكتظاظًا بالسكان.

المدن الأعلى كثافة بالسكان في 2024:

أما المناطق الجنوبية والشمالية والداخلية مثل نجران، الباحة، حائل، والجوف، فهي أقل كثافة نظرًا لطبيعتها الجغرافية أو بعدها عن المراكز الاقتصادية الكبرى.

رابعًا: التطور التاريخي لعدد السكان

شهد عدد سكان السعودية نموًا متسارعًا منذ منتصف القرن العشرين، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تتبع الأرقام التاريخية الرسمية:

خامسًا: التركيبة السكانية حسب الفئة العمرية

يشير التوزيع العمري إلى أن المجتمع السعودي لا يزال مجتمعًا فتيًا نسبيًا، إذ أن نسبة الشباب والأطفال تشكل نسبة كبيرة من السكان، مع توقعات بتغير تدريجي خلال العقود القادمة مع انخفاض معدلات الإنجاب وارتفاع معدلات متوسط العمر.

ويتوقع أن تتغير هذه النسب خلال العقود القادمة بسبب التقدم في خدمات الرعاية الصحية وتباطؤ النمو السكاني.

سادسًا: التركيبة الدينية والعرقية

المملكة العربية السعودية دولة ذات طابع ديني موحد، إذ أن غالبية المواطنين يعتنقون الإسلام السني، وهو المذهب الرسمي للدولة، مع وجود أقليات من المسلمين الشيعة خصوصًا في المنطقة الشرقية. ويُعد التنوع العرقي والثقافي محدودًا إلى حد ما بين المواطنين السعوديين، غير أن الوافدين يُشكلون طيفًا عرقيًا ودينيًا متنوعًا.

سابعًا: الهجرة الداخلية والخارجية

الهجرة الداخلية: تشهد المملكة حركة نزوح داخلي من القرى والمناطق الريفية إلى المدن الكبرى طلبًا للعمل والخدمات. وتُعد الرياض والدمام وجدة من أبرز وجهات الهجرة الداخلية.

الهجرة الخارجية: لطالما كانت السعودية مقصدًا رئيسيًا للعمالة الوافدة، إلا أن التغيرات التي طرأت على قوانين العمل وبرامج السعودة، مثل “نطاقات”، أثرت على أعداد الوافدين وتركيبتهم.

ثامنًا: الأثر الاقتصادي للنمو السكاني

يرتبط النمو السكاني في السعودية بعدد من المؤثرات الاقتصادية والاجتماعية، ويؤثر بشكل مباشر في قطاعات:

• التعليم: ازدادت الحاجة إلى التوسع في المدارس والجامعات والمراكز التدريبية.

• الصحة: تطلبت زيادة السكان توسعة المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية.

• الإسكان: شجعت الكثافة السكانية المرتفعة على إطلاق مشاريع إسكانية مثل “سكني”.

• البنية التحتية: دفع النمو السكاني الحكومة لتوسيع الطرق، والمطارات، وشبكات المياه والكهرباء.

وفي المقابل، ساهمت الكثافة السكانية في دفع عجلة الاقتصاد من خلال زيادة الطلب المحلي وتحفيز الإنتاج، لكن رافق ذلك تحديات تتعلق بموارد المياه والطاقة وتوفير الوظائف.

تاسعًا: التحديات المستقبلية

رغم التحسن الكبير في إدارة التعداد السكاني والتنمية العمرانية، فإن السعودية تواجه تحديات ديموغرافية مهمة:

1. خفض معدل البطالة بين الشباب.

2. تعزيز المشاركة النسائية في سوق العمل.

3. التعامل مع التحول السكاني نحو الشيخوخة مستقبلاً.

4. تحقيق التوازن بين توطين الوظائف وتقليل الاعتماد على العمالة الوافدة.

كما تعمل الدولة ضمن “رؤية السعودية 2030” على وضع سياسات سكانية مستدامة تحقق التوازن بين النمو الاقتصادي وجودة الحياة.

عاشرًا: التعداد السكاني المستقبلي والتوقعات

تشير التقديرات السكانية المستقبلية إلى أن عدد سكان المملكة سيواصل النمو، لكن بوتيرة أبطأ من العقود السابقة. وبحسب توقعات الهيئة العامة للإحصاء، فقد يبلغ عدد سكان السعودية قرابة 39 إلى 41 مليون نسمة بحلول عام 2030، مع تزايد نسبة المواطنين مقارنة بالوافدين تدريجيًا نتيجة السياسات الجديدة في سوق العمل.

المراجع

1. الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية: https://stats.gov.sa

2. تقرير “رؤية السعودية 2030” الرسمي الصادر عن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.