عدد ركعات صلاة الشفع والوتر

عدد ركعات صلاة الشفع والوتر: حكمها وأدائها في الإسلام

تعد صلاة الشفع والوتر من أهم الصلوات التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى في الوقت الذي يتسم بالهدوء والسكينة، حيث تُؤدى في النصف الأخير من الليل. تعتبر هذه الصلاة من السنن الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي جزء من الصلوات التطوعية التي يحرص المسلمون على أدائها لما لها من فضل عظيم وأثر بالغ في حياة المؤمن. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل عدد ركعات صلاة الشفع والوتر، والحكم الشرعي لهذه الصلاة، وكيفية أدائها، مع استعراض أهم الفوائد التي تعود على المسلم من المواظبة على صلاة الشفع والوتر.

1. مفهوم صلاة الشفع والوتر

صلاة الشفع والوتر من الصلوات النفلية التي تؤدى في الليل، وتتميز بأنها صلاة ذات ركعات فردية وزوجية، لذا سميت بهذا الاسم. “الشفع” تعني الزوج، بينما “الوتر” تعني الفرد. تتمثل صلاة الشفع في ركعتين تؤديهما المسلم في بداية الصلاة، ثم يتبعها صلاة الوتر وهي عبارة عن ركعة واحدة.

الحديث عن صلاة الشفع والوتر جاء من خلال العديد من النصوص الشرعية الواردة في السنة النبوية، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يواظب على أداء صلاة الشفع والوتر في لياليه.

2. عدد ركعات صلاة الشفع والوتر

عدد الركعات في صلاة الشفع والوتر هو كالتالي:

• صلاة الشفع: هي ركعتان، يصليهما المسلم بعد أن يؤدي صلاة العشاء، وتعتبر صلاة تطوعية.

• صلاة الوتر: هي ركعة واحدة، وتصلى بعد صلاة الشفع مباشرة.

إجمالاً، عدد ركعات صلاة الشفع والوتر يكون ثلاث ركعات، إذا صلاها المسلم بالشكل المعتاد، حيث يؤدي ركعتين أولاً (الشفع) ثم يتبعها بركعة واحدة (الوتر).

2.1. عدد ركعات الوتر وأداؤها

تُعتبر ركعة الوتر هي الركعة الفردية التي تكون بعد صلاة الشفع، ويصلي المسلم في هذه الركعة بعد ركوعها دعاء القنوت. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه كان يصلي الوتر بعد الشفع ركعة واحدة.

أما بالنسبة لعدد الركعات في صلاة الوتر، فقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “الوتر حق على كل مسلم”، وفي رواية أخرى: “من أحب أن يوتر بواحدة فليفعل”. إذاً الوتر يمكن أن يكون ركعة واحدة أو ثلاث ركعات، كما أن بعض الفقهاء ذهبوا إلى جواز صلاته بخمس أو سبع ركعات في حالات معينة، ولكن الأكثر شهرة والأكثر صحة هو أن عدد ركعات صلاة الوتر يتراوح بين واحدة وثلاث.

2.2. كيف يصلي المسلم صلاة الشفع والوتر؟

2.2.1. كيفية أداء صلاة الشفع

تبدأ صلاة الشفع بالنية، ثم يقوم المسلم بأداء ركعتين على النحو التالي:

1. الركعة الأولى: يقرأ فيها المسلم سورة الفاتحة وسورة أخرى، ثم يركع ويسجد كأي صلاة عادية.

2. الركعة الثانية: يقرأ فيها أيضاً سورة الفاتحة وسورة، ثم يركع ويسجد.

3. بعد الركعتين، يُسلّم المسلم من الصلاة، ليكون قد أتم صلاة الشفع.

2.2.2. كيفية أداء صلاة الوتر

يُصلى الوتر بعد صلاة الشفع، وفي الركعة الثالثة التي هي الوتر، يقرأ المسلم الفاتحة وسورة قصيرة، ثم يُركع ويسجد، ثم يقوم بعد السجدة للدعاء ويُسمى هذا الدعاء “دعاء القنوت”. يكون المسلم بعد الدعاء قد أتم صلاة الوتر، ثم يُسلّم من الصلاة.

3. حكم صلاة الشفع والوتر

صلاة الشفع والوتر ليست من الصلوات المفروضة بل هي من الصلوات النفلية (السنن المؤكدة). وهي من السنن التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها بشكل دائم في حياته، وأوصى بها في العديد من الأحاديث. يمكن للمسلم أن يؤدي صلاة الشفع والوتر في أي وقت بعد صلاة العشاء، ولكن أفضل وقت لأدائها هو آخر الليل.

3.1. فضل صلاة الشفع والوتر

إن لصلاة الشفع والوتر فضائل عظيمة في الإسلام، فقد ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة ما يشير إلى فضلها. من أبرز هذه الفضائل:

1. قضاء الحاجة: يُستحب للمسلم أن يُصلي صلاة الوتر عندما يحتاج إلى قضاء حاجة معينة أو عند شعوره بضيق النفس.

2. التقرب إلى الله: تعتبر هذه الصلاة وسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، لما فيها من خشوع واعتراف بالعبودية.

3. الطمأنينة والسكينة: إن أداء صلاة الشفع والوتر بعد العشاء يبعث في نفس المسلم السكينة والطمأنينة، ويجعل الليل أكثر روحانية.

4. حماية من الشيطان: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ على صلاة الوتر لم يقربه الشيطان.

3.2. فضل الوتر بشكل خاص

أما صلاة الوتر على وجه الخصوص، فقد ورد فيها العديد من الفضائل، ومنها:

• دعاء القنوت: يُستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى في صلاة الوتر بدعاء القنوت، حيث يُطلب من الله العفو والمغفرة والرحمة.

• آخر الصلاة: يقال إن صلاة الوتر هي آخر الصلاة في الليل، وهي تعتبر ختمًا طيبًا ليوم المسلم.

4. كيفية تصحيح الصلاة في حالة ترك الوتر

على الرغم من أن صلاة الوتر ليست فرضًا، إلا أن من تركها فاته جزء من الخير والبركة. إذا نسي المسلم صلاة الوتر أو تركها، فيجدر به أن يؤديها في وقت لاحق، ويمكنه أن يصليها إذا تذكرها في وقت آخر من الليل، وإذا مضت الليلة، يمكنه أن يؤديها في اليوم التالي قبل صلاة الفجر.

5. هل يجوز زيادة عدد ركعات صلاة الوتر؟

العديد من الفقهاء أشاروا إلى أنه يمكن للمسلم أن يصلي صلاة الوتر بعدد أكبر من ركعة واحدة، بحيث يصلي ثلاث أو خمس ركعات، على أن يكون هناك فصل بين الركعات. ويجدر بالذكر أن زيادة عدد الركعات يكون بناءً على ما ثبت من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان. إلا أن الوتر لا يمكن أن يزيد عن 11 ركعة، وذلك لثبوت حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد.

6. الاستثناءات والأحكام الخاصة بصلاة الشفع والوتر

قد تختلف بعض الأحكام الخاصة بصلاة الشفع والوتر باختلاف المذاهب الفقهية. على سبيل المثال، في المذهب الحنبلي يُسمح للمسلم أن يُصلي صلاة الوتر بأكثر من ركعة، ولكن على شرط أن يتم فصل بين الركعات بسَلاَم. في المقابل، قد يفضل المذهب الشافعي أداء صلاة الوتر كركعة واحدة أو ثلاث، وتكون دائمًا جزءًا من الصلاة بعد العشاء.

7. خلاصة

صلاة الشفع والوتر هي من أعظم النوافل التي يمكن أن يؤديها المسلم في الليل، فهي تساهم في تحقيق التقوى، وتزيد من روحانية الليل، كما أنها تعتبر من السنن المؤكدة التي يحرص المسلم على أدائها. إن عدد ركعاتها يتراوح بين ركعة واحدة وثلاث ركعات، وقد وردت في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على المحافظة عليها، لما فيها من فضائل عظيمة وثمار روحانية وجسدية للمسلم.