عدد جلسات الليزر لإزالة الشعر

إزالة الشعر باستخدام الليزر هي واحدة من أشهر الطرق المستخدمة لتقليل نمو الشعر بشكل دائم أو شبه دائم. تقدم هذه الطريقة العديد من الفوائد مقارنة بالوسائل التقليدية مثل الحلاقة أو إزالة الشعر بالشمع، حيث يُعتقد أن نتائج الليزر تكون أكثر فعالية وأطول فترة. ولكن، يتساءل الكثير من الأشخاص عن عدد الجلسات التي يحتاجونها لتحقيق أفضل النتائج في إزالة الشعر. في هذا المقال، سنستعرض بشكل شامل جميع العوامل التي تؤثر على عدد جلسات الليزر المطلوبة لإزالة الشعر، بما في ذلك أنواع الليزر المختلفة، نوع البشرة، نوع الشعر، ومراحل العلاج.

1. فهم مبدأ عمل الليزر في إزالة الشعر

تستخدم تقنية إزالة الشعر بالليزر أشعة ضوء مكثفة تركز على صبغة الميلانين في الشعر. عندما يتم امتصاص هذه الأشعة من قبل صبغة الميلانين الموجودة في بصيلات الشعر، يتم تدمير البصيلة بشكل تدريجي مما يقلل من نمو الشعر. يعتمد نجاح العلاج على قدرة الشعرة على امتصاص الضوء، وهذا يعتمد بشكل كبير على لون الشعر ولون البشرة.

تتم هذه العملية على مراحل، حيث يتم تدمير الشعيرات التي تكون في مرحلة النمو النشطة (أو مرحلة الأناجين). نظرًا لأن الشعر ينمو في مراحل مختلفة، يتطلب العلاج عدة جلسات لتحقيق أفضل النتائج.

2. عدد الجلسات المطلوبة لإزالة الشعر بالليزر

عدد الجلسات المطلوبة لإزالة الشعر يختلف من شخص لآخر ويعتمد على عدة عوامل. عادةً ما تحتاج معظم الأشخاص إلى حوالي 6 إلى 8 جلسات للحصول على نتائج دائمة، ولكن هذا قد يختلف بناءً على عوامل مثل:

• نوع البشرة: الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة والشعر الداكن يحققون نتائج أفضل وأكثر سرعة في إزالة الشعر بالليزر. حيث أن تباين اللون بين الشعر والبشرة يساعد الليزر في استهداف الشعرة بدقة أكبر.

• نوع الشعر: الشعر الداكن والكثيف يستجيب بشكل أفضل للعلاج بالليزر. الشعر الفاتح أو الأشقر يحتوي على كمية أقل من الميلانين مما قد يقلل من فعالية العلاج.

• منطقة الجسم المعالجة: المناطق التي تحتوي على شعر أكثر كثافة، مثل الذراعين أو الساقين، قد تتطلب جلسات أكثر مقارنة بالمناطق ذات الشعر الأقل كثافة مثل الوجه أو خط البكيني.

3. كيف يؤثر نوع الليزر على عدد الجلسات؟

هناك أنواع متعددة من أجهزة الليزر المستخدمة في إزالة الشعر، كل نوع منها له خصائصه واستخداماته المثلى. فيما يلي بعض أنواع الليزر الأكثر شيوعًا التي تُستخدم في إزالة الشعر:

أ. الليزر الكسندرايت (Alexandrite Laser)

يعتبر هذا النوع من الليزر فعالًا جدًا للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والشعر الداكن. يعمل بسرعة ويغطي مساحة أكبر من البشرة في وقت أقصر مقارنة بالأنواع الأخرى من الليزر. عادةً ما يحتاج الأشخاص الذين يستخدمون هذا النوع من الليزر إلى 6 إلى 8 جلسات للحصول على أفضل نتائج.

ب. الليزر الديود (Diode Laser)

يعد الليزر الديود مثاليًا للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة إلى المتوسطة والشعر الداكن. يختلف هذا النوع من الليزر عن الليزر الكسندرايت في أنه يختار ترددات مختلفة للوصول إلى عمق أكبر في البشرة، مما يساعد في علاج الشعر الأعمق. يحتاج الأشخاص إلى حوالي 6 إلى 8 جلسات للحصول على نتائج مرضية.

ج. الليزر Nd:YAG

يُعد هذا النوع من الليزر الأفضل للأشخاص ذوي البشرة الداكنة لأنه يصل إلى عمق أكبر في الجلد دون التأثير على صبغة البشرة. نظراً لأن الجلد الداكن يمكن أن يمتص المزيد من الطاقة، يحتاج الأفراد الذين يستخدمون هذا النوع من الليزر إلى عدد أكبر من الجلسات – ربما من 8 إلى 10 جلسات لتحقيق أفضل النتائج.

4. مراحل نمو الشعر وتأثيرها على عدد الجلسات

النمو الطبيعي للشعر يتم عبر ثلاث مراحل رئيسية:

• مرحلة النمو (أنيجين): هذه هي المرحلة الأكثر استجابة للعلاج بالليزر، حيث يكون الشعر في حالة نمو فعال ويحتوي على كمية كبيرة من الميلانين.

• مرحلة التوقف (كاتاجين): يكون الشعر في هذه المرحلة في حالة انتقالية، حيث لا يكون هناك الكثير من الميلانين في الشعرة.

• مرحلة السكون (تيلوجين): في هذه المرحلة، يتوقف الشعر عن النمو ويمكن أن يتساقط. الشعر في هذه المرحلة لا يستجيب للعلاج بالليزر.

نظرًا لأن الشعر ينمو في هذه المراحل بشكل غير متزامن، فإن بعض الشعرات قد تكون في مرحلة التيلوجين أو الكاتاجين، وبالتالي تكون أقل استجابة للعلاج بالليزر. لهذا السبب، يوصى بإجراء عدة جلسات للحصول على نتائج دائمة.

5. الفروق بين مناطق الجسم المختلفة

تختلف فعالية إزالة الشعر بالليزر حسب المنطقة المعالجة من الجسم. المناطق ذات الشعر الكثيف، مثل الساقين أو الظهر، قد تتطلب مزيدًا من الجلسات مقارنة بالمناطق الأخرى. فيما يلي تفصيل للمناطق الأكثر شيوعًا التي يتم فيها استخدام الليزر لإزالة الشعر:

• الوجه: تشمل هذه المنطقة الشفة العليا، الذقن، والخدين. عادةً ما تتطلب هذه المناطق من 6 إلى 8 جلسات، ولكن قد يحتاج البعض إلى مزيد من الجلسات خاصةً إذا كان لديهم شعر خفيف أو فاتح.

• الساقين: بما أن الساقين تحتوي على شعر كثيف، فإن إزالة الشعر قد تتطلب ما بين 6 إلى 8 جلسات.

• الإبطين: المناطق الحساسة مثل الإبطين يمكن أن تتطلب 6 إلى 8 جلسات للحصول على نتائج دائمة، وذلك لأن الجلد هنا أرق من باقي الجسم.

• البكيني: تعتبر هذه المنطقة من المناطق الأكثر تحديًا في العلاج بالليزر، حيث يمكن أن تحتاج إلى 6 إلى 10 جلسات للحصول على نتيجة دائمة.

6. تأثير العوامل الشخصية على عدد الجلسات

هناك العديد من العوامل الشخصية التي تؤثر على استجابة الجسم لعلاج إزالة الشعر بالليزر، مثل:

• الحالة الصحية العامة: الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية قد تكون لديهم استجابة أقل للعلاج بالليزر.

• الهرمونات: الاضطرابات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث أثناء الحمل أو بسبب متلازمة تكيس المبايض، يمكن أن تؤثر على استجابة الجسم للعلاج.

• العمر: الأشخاص الأكبر سنًا قد يحتاجون إلى عدد أقل من الجلسات مقارنة بالشباب، وذلك بسبب تغيير دورة نمو الشعر مع تقدم العمر.

7. متى تظهر نتائج إزالة الشعر بالليزر؟

بعد الجلسات الأولى، قد يلاحظ المريض بعض الشعر يتساقط تدريجيًا خلال أسبوع إلى أسبوعين. ومع استمرار الجلسات، يصبح الشعر أقل كثافة وأخف لونًا. في بعض الحالات، قد يحتاج الأشخاص إلى جلسات إضافية بعد أن يظهر الشعر في مراحل النمو الجديدة. يتم عادةً إجراء جلسات صيانة كل 6 إلى 12 شهرًا لضمان استمرار النتائج.

8. العناية بعد العلاج بالليزر

بعد كل جلسة، يُنصح بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لمدة أسبوعين، واستخدام كريمات واقية من الشمس لمنع تصبغ البشرة. قد تظهر بعض الاحمرار أو التورم بعد الجلسة، وهو أمر طبيعي ويختفي عادةً خلال يومين إلى ثلاثة أيام.

الخلاصة

إزالة الشعر بالليزر هي عملية تتطلب الصبر والمثابرة للحصول على أفضل النتائج. على الرغم من أن معظم الأشخاص يحتاجون من 6 إلى 8 جلسات، إلا أن النتائج النهائية تعتمد على العديد من العوامل مثل نوع الشعر والبشرة، نوع الليزر المستخدم، والمنطقة المعالجة. من خلال الالتزام بالخطة العلاجية والتعاون مع أخصائيين متخصصين، يمكن تحقيق نتائج دائمة وأكثر فعالية لإزالة الشعر باستخدام الليزر.