عدد المسلمين في العالم 2024

عدد المسلمين في العالم

يُعد الإسلام ثاني أكبر ديانة في العالم من حيث عدد الأتباع، وهو دين عالمي يتوزع أتباعه على مختلف القارات، ويشكل المسلمون نسبة مهمة من سكان الكرة الأرضية. لقد شهد عدد المسلمين نمواً متزايداً خلال العقود الماضية، نتيجة لعوامل ديموغرافية، اقتصادية، وهجرات واسعة، إلى جانب ارتفاع معدلات المواليد في الدول ذات الغالبية المسلمة مقارنةً بغيرها. ويُعتبر فهم عدد المسلمين في العالم وتوزيعهم الجغرافي أمراً أساسياً لأي تحليل اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي عالمي.

التقديرات الإجمالية لعدد المسلمين عالميًا

تشير أحدث الدراسات الديموغرافية الصادرة عن مراكز الأبحاث العالمية مثل مركز بيو للأبحاث (Pew Research Center) إلى أن عدد المسلمين في العالم بلغ حوالي 2 مليار نسمة حتى منتصف عام 2024، أي ما يعادل حوالي 25% من إجمالي سكان العالم الذين تجاوزوا 8 مليارات نسمة. وهذه النسبة في تزايد مستمر، حيث يتوقع أن يصبح المسلمون بحلول عام 2050 أكبر مجموعة دينية في العالم، متجاوزين عدد المسيحيين إذا استمر النمو السكاني على الوتيرة الحالية.

العوامل المؤثرة في نمو عدد المسلمين

هناك مجموعة من العوامل التي ساهمت في ارتفاع عدد المسلمين بشكل ملحوظ، يمكن تلخيص أبرزها فيما يلي:

1. معدلات الخصوبة المرتفعة: الدول الإسلامية تشهد في الغالب معدلات ولادة أعلى من المتوسط العالمي، لا سيما في جنوب آسيا، إفريقيا جنوب الصحراء، والشرق الأوسط.

2. نسبة الشباب الكبيرة: المجتمعات الإسلامية تحتوي على نسب مرتفعة من فئة الشباب، وهو ما يساهم في استمرار النمو السكاني.

3. الهجرة الدولية: الهجرة من الدول الإسلامية إلى أوروبا وأمريكا الشمالية ساهمت في تعزيز وجود المسلمين في الغرب.

4. اعتناق الإسلام: في بعض الدول، كأمريكا وأستراليا، تُسجل أعداد ملحوظة من معتنقي الإسلام الجدد كل عام.

التوزيع الجغرافي للمسلمين حول العالم

ينتشر المسلمون في مختلف قارات العالم، ويتركزون بشكل أساسي في آسيا وإفريقيا، بينما يوجد لهم وجود معتبر في أوروبا والأمريكيتين. وفيما يلي نظرة تفصيلية إلى التوزيع الإقليمي للمسلمين:

1. آسيا والمحيط الهادئ

تضم منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر عدد من المسلمين في العالم، حيث يعيش فيها أكثر من 62% من إجمالي المسلمين. أبرز الدول التي تضم أكبر عدد من المسلمين:

• إندونيسيا: تحتل المرتبة الأولى عالميًا من حيث عدد المسلمين، بحوالي 230 مليون مسلم.

• باكستان: تضم أكثر من 215 مليون مسلم.

• الهند: رغم أنها ذات غالبية هندوسية، إلا أنها تضم ثالث أكبر عدد من المسلمين في العالم بأكثر من 200 مليون مسلم.

• بنغلاديش: يعيش فيها نحو 150 مليون مسلم.

• تركيا وإيران**: كلاهما تضم أغلبية مسلمة تزيد عن 80 مليون نسمة في كل منهما.

2. الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)

تمثل هذه المنطقة مركزاً تاريخياً وثقافياً للإسلام، وفيها مدينتا مكة المكرمة والمدينة المنورة، مهد الإسلام. وتضم نحو 20% من المسلمين عالميًا. بعض الأرقام:

• مصر: أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان المسلمين، بنحو 95 مليون مسلم.

• الجزائر والمغرب والسودان: كل منها تضم بين 30 إلى 45 مليون مسلم.

• السعودية: نحو 35 مليون مسلم، معظمهم من السنة، وتعد مركزًا دينيًا عالميًا للمسلمين.

3. إفريقيا جنوب الصحراء

تشهد هذه المنطقة نمواً سريعًا في أعداد المسلمين، ويُتوقع أن تصبح في العقود المقبلة ثاني أكبر منطقة من حيث عدد المسلمين. بعض الأرقام:

• نيجيريا: تضم أكثر من 110 مليون مسلم، ما يجعلها أكبر دولة إسلامية في إفريقيا.

• إثيوبيا والسنغال ومالي: بها أقليات أو أغلبيات مسلمة معتبرة.

• النيجر وتشاد: فيها أغلبيات مسلمة تفوق 90%.

4. أوروبا

يعيش في أوروبا نحو 6% من المسلمين في العالم. وقد شهد عدد المسلمين في القارة ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة الهجرة من الدول الإسلامية خلال القرن العشرين، بالإضافة إلى النمو السكاني المحلي. أبرز الدول:

• فرنسا: أكبر دولة أوروبية من حيث عدد المسلمين، بحوالي 6 ملايين مسلم.

• ألمانيا: أكثر من 5 ملايين مسلم.

• المملكة المتحدة: تضم ما يقارب 4 ملايين مسلم.

• روسيا: يتراوح عدد المسلمين بين 15 إلى 20 مليون نسمة، غالبيتهم في شمال القوقاز وتتارستان.

5. الأمريكيتان

بالرغم من أن عدد المسلمين في أمريكا الشمالية والجنوبية ليس كبيراً مقارنة بباقي المناطق، إلا أن وجودهم يتعزز بمرور الوقت:

• الولايات المتحدة: يعيش فيها حوالي 4 ملايين مسلم.

• كندا: ما يزيد عن 1.5 مليون مسلم.

• البرازيل والأرجنتين: تضم أقليات مسلمة صغيرة ولكن نشطة ثقافيًا واقتصاديًا.

مقارنة عدد المسلمين ببقية الأديان

وفقًا للتقديرات الحديثة لمركز بيو للأبحاث، يمكن مقارنة أعداد أتباع الديانات الكبرى في العالم كما يلي:

يتبين من الجدول أن الإسلام في طريقه ليكون الديانة الأسرع نمواً بين كافة الديانات الكبرى، بسبب التركيبة الديموغرافية النشطة والانتشار المتزايد عالميًا.

مستقبل عدد المسلمين

تشير التوقعات الديموغرافية إلى أن عدد المسلمين سيستمر في النمو خلال العقود المقبلة. ووفقًا لتقديرات مركز بيو، فإن عدد المسلمين قد يتجاوز عدد المسيحيين بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين. ويُتوقع أن يبلغ عدد المسلمين حوالي 3 مليارات نسمة بحلول عام 2060، مع تزايد التواجد الإسلامي في أوروبا وأمريكا، بالإضافة إلى النمو السريع في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

هذا النمو لا يقتصر فقط على الأرقام، بل ينعكس أيضًا على الحضور السياسي والثقافي والاقتصادي للمسلمين عالميًا، سواء من خلال الجاليات المهاجرة أو من خلال التفاعل مع قضايا حقوق الإنسان، الحريات الدينية، والتعليم، والمواطنة في المجتمعات الغربية.

التركيبة المذهبية للمسلمين

يشكل المسلمون السنة الغالبية العظمى من المسلمين في العالم، تقدر نسبتهم بحوالي 85-90% من مجموع المسلمين، في حين يشكل الشيعة ما نسبته 10-15%. وتتمركز الطائفة الشيعية بشكل رئيسي في:

• إيران: الأغلبية الساحقة شيعية.

• العراق: الشيعة يشكلون الأغلبية.

• لبنان، البحرين، أذربيجان، اليمن: يوجد بها أقليات أو أغلبيات شيعية.

أما السنة، فينتشرون في جميع الدول الإسلامية تقريبًا، خصوصًا في الدول العربية، تركيا، دول جنوب آسيا، وأفريقيا.

التحديات التي تواجه المسلمين عالميًا

رغم ازدياد أعداد المسلمين حول العالم، إلا أن المجتمعات المسلمة تواجه تحديات عديدة:

• الإسلاموفوبيا: تصاعد الخطابات العدائية ضد المسلمين في بعض الدول الغربية.

• التمييز الديني: في بعض البلدان، يُحرم المسلمون من ممارسة شعائرهم بحرية.

• الفقر والبطالة: كثير من الدول الإسلامية تعاني من أزمات اقتصادية تؤثر على نوعية الحياة.

• النزاعات المسلحة: النزاعات الطائفية والسياسية في بعض الدول الإسلامية تؤثر سلبًا على المجتمعات الإسلامية.

الدور العالمي للمجتمعات الإسلامية

مع تزايد عدد المسلمين، تتعزز مساهماتهم في مختلف مجالات الحياة على الصعيد العالمي. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، نجد حضورًا بارزًا للمسلمين في المجالات الأكاديمية، الطب، العلوم، والتكنولوجيا. وفي أوروبا، أسهم المسلمون في إثراء النسيج الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.

كما أصبح للمسلمين تأثير كبير في السياسة العالمية، خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل العدالة الاجتماعية، دعم القضية الفلسطينية، والتغير المناخي، بالإضافة إلى تأسيس منظمات إسلامية دولية تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان والدفاع عن حقوق المسلمين في مختلف الدول.

الخلاصة

يمثل المسلمون ربع سكان العالم تقريبًا، ويتوزعون في كافة أرجاء الكرة الأرضية، مع تركّز رئيسي في آسيا، إفريقيا، والشرق الأوسط. هذا الحضور السكاني الكبير يجعل من المسلمين فاعلاً أساسياً في صياغة مستقبل العالم على مختلف المستويات. ومع استمرار النمو السكاني والانتشار الجغرافي، سيكون للمجتمعات الإسلامية دور متزايد في الديناميات العالمية سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الثقافي.

المصادر:

1. Pew Research Center. “The Future of World Religions: Population Growth Projections, 2010-2050.”

2. World Population Review – Muslim Population by Country 2024.