عدد العظام في جسم الإنسان

كم عدد العظام في جسم الإنسان؟

يعد جسم الإنسان من أروع الأجسام الحية التي صُممت بعناية فائقة ليؤدي وظائفه المتنوعة والمعقدة بشكل فعال. أحد أهم مكونات هذا الجسم هو الهيكل العظمي الذي يوفر الدعم والحماية لبقية الأعضاء، بالإضافة إلى كونه مصدرًا رئيسيًا لحركة الجسم وتنقل الأجزاء المختلفة من الجسم. يتكون الهيكل العظمي للإنسان من عدد كبير من العظام التي تعمل معًا لتنفيذ مجموعة من المهام الحيوية.

في هذا المقال، سنغطي كل ما يتعلق بالعظام في جسم الإنسان، بدءًا من العدد الإجمالي للعظام، مرورًا بوظائف الهيكل العظمي، وصولًا إلى أنواع العظام المختلفة.

أولاً: عدد العظام في جسم الإنسان

في بداية حياة الإنسان، يحتوي الجسم على حوالي 270 عظمة. لكن مع مرور الوقت، ومع تطور الإنسان من الطفولة إلى البلوغ، يحدث تلاحم أو التحام لعدد من العظام، خاصة في الجمجمة والعظام الصغيرة في الأطراف، مما يؤدي إلى تقليل هذا العدد إلى حوالي 206 عظمة في البالغين. يختلف هذا الرقم بين الأشخاص، حيث قد يظل هناك بعض الفروق الفردية مثل وجود عظام إضافية، لكن في معظم الحالات، يُعتبر 206 هو العدد المعتاد.

تتوزع هذه العظام في جسم الإنسان بشكل محدد حسب المناطق الرئيسية التي يحتاج فيها الجسم إلى الدعم، مثل العمود الفقري، الأطراف العلوية والسفلية، القفص الصدري، والجمجمة.

ثانياً: الوظائف الحيوية للعظام

العظام ليست مجرد هياكل صلبة تدعم الجسم، بل تلعب دورًا حيويًا في مجموعة من العمليات الأساسية التي تساهم في الحفاظ على صحة الجسم. إليك أهم الوظائف التي تؤديها العظام:

1. الدعم الهيكلي:
   العظام هي التي تمنح الجسم هيكله الخارجي وتحافظ على شكله. بدون العظام، سيكون من المستحيل أن يظل الجسم قائمًا أو يتحرك بطريقة فعالة. العظام تدعم الأنسجة والأعضاء الداخلية، مثل القلب والرئتين، من خلال تكوين الهيكل العظمي الذي يعمل كدعامات قوية.

2. الحماية:
   العظام تحمي الأعضاء الحيوية من الإصابات. على سبيل المثال، الجمجمة تحمي الدماغ، والقفص الصدري يحمي القلب والرئتين، والعمود الفقري يحمي الحبل الشوكي.

3. الحركة:
   العظام تعمل مع المفاصل والعضلات لتسمح بالحركة. يتم تثبيت العضلات على العظام بواسطة الأوتار، وعندما تتقلص العضلات، تتحرك العظام لتمكين الجسم من أداء الحركات المختلفة.

4. إنتاج خلايا الدم:
   العظام تحتوي على نقي العظم، وهو المصدر الرئيس لإنتاج خلايا الدم. النقي العظمي هو النسيج الموجود داخل العظام الذي ينتج خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.

5. تخزين المعادن:
   العظام تعمل أيضًا كمخزن للعديد من المعادن المهمة مثل الكالسيوم والفوسفور. عند الحاجة، يمكن للعظام إفراز هذه المعادن إلى مجرى الدم للمساعدة في تنظيم مستويات المعادن في الجسم.

6. التوازن الحمضي القاعدي:
   العظام تساهم في تنظيم التوازن الحمضي القاعدي في الجسم عن طريق إفراز المعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم عندما يحتاج الجسم إلى تعديل مستويات الأس الهيدروجيني.

ثالثاً: تصنيف العظام

العظام تختلف في شكلها وحجمها ووظيفتها. يتم تصنيف العظام إلى عدة أنواع، وذلك بناءً على الشكل والوظيفة. إليك أبرز أنواع العظام في جسم الإنسان:

1. العظام الطويلة:
   هذه العظام تكون أطول من عرضها وتوجد بشكل أساسي في الأطراف. من أبرز العظام الطويلة في الجسم هي عظم الفخذ (الفخذ) وعظم الساق (الشظية والظنبوب). العظام الطويلة هي التي تساعد في الحركة وتوفير القوة اللازمة لتحمل وزن الجسم.

2. العظام القصيرة:
   تكون هذه العظام أقرب إلى الشكل المكعب وتوجد بشكل رئيسي في الرسغ والكاحل. العظام القصيرة توفر القدرة على التوازن والاستقرار في المفاصل.

3. العظام المسطحة:
   العظام المسطحة تتميز بشكلها الرفيع والواسع. على سبيل المثال، عظام الجمجمة والقفص الصدري، وهي عظام توفر الحماية للأعضاء الحيوية في الجسم مثل الدماغ والقلب والرئتين.

4. العظام غير المنتظمة:
   هذه العظام تكون ذات شكل معقد، وهي موجودة في أجزاء مختلفة من الجسم مثل العمود الفقري والحوض. عظام العمود الفقري، مثل الفقرات، تمثل هذا النوع من العظام.

5. العظام السنبيلية (الزائدة):
   هناك بعض العظام التي قد تظهر في مناطق معينة من الجسم، وهي لا تتواجد لدى جميع الأفراد. مثل العظام السنبيلية في الأذنين وبعض الأشخاص قد يمتلكون عظامًا إضافية في مناطق أخرى.

رابعاً: الهيكل العظمي البشري

الهيكل العظمي للبشر يتكون من عدة أجزاء رئيسية تُوزَّع بشكل متناسق عبر الجسم. إليك أبرز مكونات الهيكل العظمي:

1. الجمجمة:
   تتكون الجمجمة من 22 عظمة تُحِيط بالدماغ وتحميه من الإصابات. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الجمجمة على عظام الوجه التي تساهم في تشكيل ملامح الوجه.

2. العمود الفقري:
   يتكون العمود الفقري من 33 فقرة تُقسَّم إلى خمس مناطق رئيسية: الفقرات العنقية، الفقرات الصدرية، الفقرات القطنية، العجز، وعظم الذنب. العمود الفقري يُعتبر العمود الفقري للجسم الذي يساهم في دعم الرأس، ويحمي الحبل الشوكي.

3. الأطراف العلوية:
   تشمل الأذرع والكفين وتحتوي على العظام الطويلة مثل عظم العضد في الذراع، والزند والكعبرة في الساعد، بالإضافة إلى عظام اليد.

4. الأطراف السفلية:
   تشمل الساقين والقدمان، وتحتوي على العظام الطويلة مثل عظم الفخذ في الساق، والظنبوب والشظية في الساق السفلى.

5. القفص الصدري:
   يتكون من 12 زوجًا من الأضلاع التي تحيط بالقلب والرئتين. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي القفص الصدري على عظم القص الذي يعد جزءًا أساسيًا في هذه المنطقة.

6. الحوض:
   يشمل الحوض عظام الحوض التي تدعم الأعضاء الداخلية مثل المثانة والرحم عند النساء. ويتألف من العظام الحرقفية والعجز.

خامساً: العظام والنمو

عملية نمو العظام تبدأ منذ اللحظة الأولى من حياة الإنسان، حيث تتطور العظام تدريجيًا لتصل إلى قوتها وكثافتها عند بلوغ الشخص سن البلوغ. يبدأ تطور العظام في شكل غضروف في الجنين، ثم يتحول هذا الغضروف إلى عظم في عملية تسمى “تحول العظام” أو “التعظم”.

في مرحلة الطفولة والمراهقة، تكون عظام الإنسان مرنة إلى حد ما. لكن مع تقدم العمر، تصبح العظام أكثر كثافة وصلابة، حيث يتم امتصاص المواد المعدنية مثل الكالسيوم.

سادساً: الأمراض المتعلقة بالعظام

الهيكل العظمي يمكن أن يتعرض لعدة أمراض واضطرابات تؤثر على قوته ووظائفه. من أبرز هذه الأمراض:

1. هشاشة العظام:
   تتسم هذه الحالة بانخفاض كثافة العظام مما يجعلها أكثر عرضة للكسر. غالبًا ما تحدث في كبار السن وخاصة النساء بعد انقطاع الطمث.

2. التهاب المفاصل:
   هو التهاب يحدث في المفاصل ويؤثر على الحركة بشكل عام. التهاب المفاصل الروماتويدي هو نوع من هذه الحالة التي قد تؤثر على العظام والمفاصل.

3. الكسور:
   تحدث الكسور عندما تتعرض العظام لإصابة شديدة تؤدي إلى كسرها. قد تكون هذه الكسور بسيطة أو معقدة حسب نوع الإصابة.

4. تشوهات العظام:
   تحدث التشوهات عندما تتشكل العظام بشكل غير طبيعي، وقد تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو بيئية.

في الختام:

تظل العظام عنصرًا أساسيًا في بناء الجسم البشري وحمايته. من خلال تشكيل الهيكل العظمي، تُساهم العظام في دعم الجسم وحمايته من الإصابات، بالإضافة إلى دورها المهم في إنتاج خلايا الدم وتخزين المعادن الضرورية. بالرغم من أن العظام قد تظهر على أنها مجرد هياكل صلبة، إلا أن لها دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الإنسان العامة وضمان تنقله وحركته بشكل سليم.