عجائب الدنيا السبع: القديمة والحديثة
تعد عجائب الدنيا السبع من أكثر المواضيع إثارة للفضول والاهتمام على مستوى العالم، حيث تجمع بين الإبداع البشري في الفن والمعمار، والطبيعة في أبهى صورها، والآثار التاريخية التي تمثل إنجازات حضارية على مر العصور. ومن المعروف أن هذه العجائب كانت تُصنف على أنها قائمة من أعظم الأعمال البشرية في العصور القديمة، وفي العصر الحديث تم تجديد هذه القائمة لتشمل عجائب تمثل إنجازات فنية ومعمارية أخرى، سواء كانت من صنع الإنسان أو من إبداع الطبيعة.
عجائب الدنيا السبع القديمة
تعود فكرة عجائب الدنيا السبع القديمة إلى العصور اليونانية القديمة، وكان الغرض من هذه القائمة هو تسليط الضوء على الإنجازات العظيمة التي شهدها العالم آنذاك، والتي استحقّت الإعجاب والتقدير من الناس. هذه العجائب تم اختيارها وفقًا لجمالها المعماري أو آثارها التاريخية الكبرى التي تركت بصمة لا تمحى في تاريخ البشرية. وبينما اختفت معظم هذه العجائب بسبب الزلازل والكوارث الطبيعية والحروب، فإن ذكرها لا يزال حيًا في ذاكرتنا.
1. الهرم الأكبر في الجيزة (مصر)
يعد الهرم الأكبر في الجيزة من عجائب الدنيا السبع القديمة وهو الوحيد الذي ما زال قائمًا إلى اليوم. بناء هذا الهرم يعود إلى حوالي 2580 قبل الميلاد، في عهد الفرعون خوفو. كان الهرم في الأصل يبلغ ارتفاعه 146 مترًا، لكنه الآن يُقَدّر بحوالي 138 مترًا بعد أن فقد جزءًا من قمة الحجر الجيري. يُعتبر هذا الهرم أعظم إنجاز معماري في العصور القديمة، وقد استمر بناءه لعدة عقود باستخدام ملايين الأحجار الثقيلة، ليصبح رمزًا للحضارة المصرية القديمة.
2. حدائق بابل المعلقة (العراق)
تعد حدائق بابل المعلقة من أعظم الإبداعات الهندسية في تاريخ العالم القديم، وقد أُقيمت في مدينة بابل في العراق (حاليًا). على الرغم من أن هناك جدلاً مستمرًا حول ما إذا كانت هذه الحدائق قد أُقيمت بالفعل أو إذا كانت مجرد أسطورة، فإن الوصف التاريخي لها يشير إلى أنها كانت عبارة عن حدائق مزخرفة للغاية بنيت فوق أسطح قلاع بابل. كانت الحدائق تمتاز بأنواع من النباتات الجميلة والزهور النادرة، وجاء تصميمها ليشمل أنظمة ري معقدة تستخدم لنقل المياه من نهر الفرات إلى الحدائق.
3. تمثال زيوس في أولمبيا (اليونان)
كان تمثال زيوس في أولمبيا عبارة عن تمثال ضخم يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 12 مترًا. تم نحته من قبل النحات اليوناني فيدياس، وكان مخصصًا للإله زيوس في مدينة أولمبيا اليونانية. كان التمثال يمثل زيوس جالسًا على عرش مهيب من الذهب والعاج، وكان يعتبر أحد أعظم الأعمال الفنية في العالم القديم. للأسف، تم تدمير هذا التمثال في العصور اللاحقة.
4. معبد أرتميس في إفسوس (تركيا)
كان معبد أرتميس في إفسوس واحدًا من أروع المعابد في العالم القديم، وهو معبد مخصص للإلهة أرتميس التي كانت تُعتبر إلهة الصيد والنقاء في الأساطير اليونانية. شُيد المعبد في القرن السادس قبل الميلاد في مدينة إفسوس (التي تقع حاليًا في تركيا). كان المعبد يتكون من 127 عمودًا رخامياً، وكان مزخرفًا بتفاصيل رائعة. للأسف، تم تدميره في عام 356 قبل الميلاد على يد أحد القراصنة ثم أعيد بناءه ولكن تم تدميره مرة أخرى بسبب زلازل.
5. ضريح هاليكارناسوس (تركيا)
كان ضريح هاليكارناسوس هو قبر الملك موسولوس، حاكم مدينة هاليكارناسوس (التي تقع في تركيا الحديثة). شُيد في القرن الرابع قبل الميلاد، وكان يُعتبر أعظم قبور العالم القديم بفضل جماله المعماري والزخرفي. كان هذا الضريح ضخمًا ويتميز بأعمدة ضخمة وتماثيل تمثل مشاهد معركة، وكان أحد أعظم مظاهر الفخامة في العصور القديمة. تدمّر الضريح بفعل الزلازل في العصور اللاحقة.
6. منارة الإسكندرية (مصر)
تم بناء منارة الإسكندرية في القرن الثالث قبل الميلاد على جزيرة فاروس في البحر المتوسط، وكان يُعتبر من أبرز عجائب العالم القديم. كانت المنارة بارتفاع يتراوح بين 100 إلى 130 مترًا، وكانت تُعد بمثابة معلم ملاحي مهم للملاحة في البحر الأبيض المتوسط. للأسف، تعرضت المنارة للتدمير بسبب الزلازل التي أصابت المدينة في العصور التالية.
7. تمثال رودس (اليونان)
كان تمثال رودس تمثالًا ضخمًا للإله هليوس في مدينة رودس اليونانية، وبلغ ارتفاعه حوالي 33 مترًا، وهو ما جعله واحدًا من أضخم التماثيل في العالم القديم. تم بناؤه بعد انتصار سكان جزيرة رودس على جيش حاكمها، وقد صُمم ليكون نصبًا يخلد هذا الانتصار. تم تدميره بفعل زلزال في عام 226 قبل الميلاد.
عجائب الدنيا السبع الحديثة
في العصر الحديث، ظهرت فكرة جديدة لاختيار عجائب أخرى يمكن اعتبارها مُمثّلة للإنجازات الإنسانية المذهلة في مجالات الفن، والهندسة المعمارية، والتكنولوجيا، والطبيعة. في عام 2007، قام عدد من المؤسسات العالمية بمبادرة لاختيار عجائب الدنيا السبع الحديثة، وكان الهدف من ذلك هو الإشارة إلى الأعمال الإنسانية التي تمثل قمم الإبداع الهندسي والفني.
1. جدار الصين العظيم (الصين)
يعد جدار الصين العظيم من أعظم المنجزات المعمارية التي أنشأها الإنسان عبر التاريخ. يمتد هذا الجدار عبر مسافة تتجاوز 21,000 كيلومتر، وقد بُني لحماية الإمبراطورية الصينية من الهجمات الشمالية. بدأ بناؤه في القرن السابع قبل الميلاد واستمر حتى القرن السابع عشر. يتميز الجدار بارتفاعه الكبير وبنيته المعقدة التي تشمل أبراج مراقبة حصينة وممرات محصنة. يعد هذا الجدار رمزًا عظيمًا للصمود والصبر البشري.
2. تاج محل (الهند)
تاج محل هو قمة الإبداع المعماري والفني، وقد شُيد في القرن السابع عشر من قبل الإمبراطور المغولي شاه جهان تخليدًا لذكرى زوجته ممتاز محل. يعتبر هذا الضريح من عجائب العالم لما يتسم به من جمال معماري ودقة في التصميم. يتميز بتصميمه الذي يجمع بين العناصر الهندية والفارسية والتركية، وتحيط به حدائق رائعة مع بحيرات وممرات مزخرفة. تاج محل يعد واحدًا من أجمل المعالم السياحية في الهند ومن أكثر المواقع جذبًا للسياح من جميع أنحاء العالم.
3. ماتشو بيتشو (بيرو)
تقع مدينة ماتشو بيتشو على قمة جبل في جبال الأنديز في بيرو، وهي واحدة من أشهر المواقع الأثرية في العالم. تم بناء هذه المدينة من قبل حضارة الإنكا في القرن الخامس عشر، ويعتقد أنها كانت عبارة عن منتجع ملكي أو موقع ديني. تتميز المدينة بموقعها الجبلي المذهل وتصميمها المعماري الفريد الذي استخدم فيه حجارة ضخمة بدون ملاط. ماتشو بيتشو تعد شاهداً على براعة الإنكا في الهندسة المعمارية والهيدروليكا.
4. الكرملين وكاتدرائية سانت باسيل (روسيا)
يعتبر الكرملين في موسكو من أعظم المعالم التاريخية في روسيا، ويتميز بموقعه المركزي في قلب العاصمة. يُعرف الكرملين بقلعته المحصنة التي تحتوي على مجموعة من القصور والمباني الدينية الهامة. أما كاتدرائية سانت باسيل، فهي من أروع الأمثلة على العمارة الروسية التقليدية. تشتهر هذه الكاتدرائية بقبتها الملونة المميزة والتي ترمز إلى التراث الديني والثقافي لروسيا.
5. المدينة المحرمة (الصين)
المدينة المحرمة هي القصر الإمبراطوري في بكين، وهي واحدة من أضخم المعالم الثقافية في الصين. تم بناء المدينة المحرمة في القرن الخامس عشر وكانت مقرًا للأباطرة الصينيين طوال السلالات الحاكمة في الصين. يتألف القصر من أكثر من 9000 غرفة وكان يعتبر مكانًا مقدسًا لا يُسمح لغير الأباطرة والموظفين العاليين دخوله. تعتبر المدينة المحرمة مثالاً على الهندسة المعمارية الصينية التقليدية مع تركيبات معمارية معقدة وعناصر ثقافية غنية.
6. الكنيسة الجيولوجية “شيشان” (إيطاليا)
تُعتبر كاتدرائية “سانت بطرس” في مدينة الف
