تتناول كتاب “عبور الماء: ثمانية عشر شهرًا على جزيرة يعمل فيها رجل مع الفتيان المضطربين — مذكرات مدرس” للكاتب دانيال روب قصة حياته وعمله كمدرس على جزيرة بينيكيسي قبالة سواحل كيب كود في ولاية ماساتشوستس، حيث يقع مدرسة بينيكيسي الخاصة بالشباب المخالفين للقوانين. يعيش دانيال روب على هذه الجزيرة ويعمل كمدرس، ليجد نفسه بعيدًا عن بلدة البر الرئيسية التي نشأ فيها. تتنوع مشاعره تجاه هذه الجزيرة بين القسوة والوحشة والجمال البارد، إذ توفر الجزيرة لسكانها المؤقتين قسطًا من الراحة في حياتهم المليئة بالعنف والفوضى وسوء المعاملة.
تظهر الجزيرة كمأوى مؤقت للطلاب الذين يعانون من حياة مليئة بالإساءة والعنف والفوضى. ومع ذلك، يكتشف روب أن السلام والوحدة وأسلوب الحياة المنظم يمكن أن يساعد فقط إلى حد ما في شفاء الغضب والألم الذي يجده ليس فقط في طلابه ولكن داخل نفسه أيضًا — مشاعر ترجع إلى منزله المكسور منذ طفولته.
تتميز مذكرات “عبور الماء” بأسلوبها الشاعري والمؤثر، حيث تعكس الثمانية عشر شهرًا الأولى التي قضاها دانيال روب على جزيرة بينيكيسي، وتعتبر تأملًا مؤثرًا في العديد من الطرق التي يمكن للشبان أن يضلوا فيها. إذ تتراوح أعمار الطلاب بين أربعة عشر وسبعة عشر عامًا، وتصل أحيانًا إلى ثمانية في وقت واحد، وقد أدين الطلاب بجرائم بما في ذلك الحرق العمد والاعتداء والسطو المسلح.
تعيش الطلاب خلال وقتهم في بينيكيسي في منزل يشاركونه مع فريق مؤلف من أربعة موظفين، ويشتركون في مسؤوليات العيش على الجزيرة — تقطيع الحطب، وطهي الوجبات، وصيانة وإصلاح المباني، ورعاية الحيوانات المزرعة، وأداء المهام الأخرى. وللكثير من الطلاب، هذه هي المرة الأولى التي يختبرون فيها مزيجًا من الانضباط والحرية، أو نوع الثقة التي تُمنح لهم من قبل الطاقم. وعلى الرغم من مقاومتهم وأحيانًا جنونهم، يجد روب قريبًا أن لديهم القدرة ليس فقط على إحباطه ولكن أيضًا على مفاجأته، سواء بذكائهم أو بضعفهم.
يقدم دانيال روب في “عبور الماء” تجربته مع الفتيان وحياته معهم — المواجهات، والتنويرات النادرة، ولحظات الفكاهة — بقوة ووضوح كبيرين. إنه كتاب قوي ومؤثر، وبداية لكاتب شاب موهوب بشكل كبير.