عادات وتقاليد يجب أن تتعرف عليها عند الدراسة في تركيا
تركيا واحدة من البلدان التي تمتاز بتنوع ثقافي هائل نتيجة لتاريخها الطويل وموقعها الجغرافي الفريد الذي يجمع بين الشرق والغرب. ولأنها مقصد العديد من الطلاب الدوليين، من المهم التعرف على بعض العادات والتقاليد التي تحكم الحياة اليومية في هذا البلد الجميل. في هذا المقال، سنتناول مجموعة من العادات والتقاليد التي يجب أن يكون الطالب على دراية بها عند الدراسة في تركيا، سواء كانت تلك العادات تتعلق بالطعام أو باللباس أو حتى بالتعامل مع الأشخاص.
1. الضيافة التركية
الضيافة هي أحد أسمى القيم التي تميز الثقافة التركية. إذا كنت ضيفًا في منزل تركي، فمن المتوقع أن تشعر وكأنك في بيتك. غالبًا ما يقدم الأتراك الشاي أو القهوة عند استقبال الزوار، ويُعتبر شرب الشاي جزءًا أساسيًا من ثقافتهم اليومية. يعد تقديم الطعام والمشروبات من علامات الترحيب والاحترام في المجتمع التركي، ولن يكون من الغريب أن يُعرض عليك الطعام بكثرة حتى إذا كنت قد تناولت وجبتك بالفعل.
من العادات المهمة أيضًا في الضيافة التركية هو رفض الطعام في البداية. في الغالب، سيعرض المضيف عليك طعامًا أو شرابًا، ومن الأدب أن ترفض في البداية برفق قبل أن يُعرض عليك مرة أخرى.
2. الاحترام الكبير للمسنين
من العادات والتقاليد العميقة في تركيا هو الاحترام الكبير للمسنين. يُعتبر احترام كبار السن واجبًا اجتماعيًا لا يمكن التنازل عنه. عند الحديث معهم، من المهم استخدام لغة مؤدبة وعدم مقاطعتهم أثناء الحديث. في المجتمع التركي، يشير الجميع إلى كبار السن بلقب “أفندي” أو “سيدة” تلبية لعادة احترام المكانة.
3. الثقافة الدينية
يعتبر الدين جزءًا أساسيًا من حياة الكثير من الأتراك، ورغم أن تركيا دولة علمانية، إلا أن الدين يظل يؤثر في العديد من جوانب الحياة اليومية. تُعد الصلاة أحد العادات اليومية التي يؤمن بها المسلمون الأتراك، حيث يقومون بأداء الصلاة خمس مرات في اليوم، وتعتبر أوقات الصلاة مقدسة جدًا. ولذلك، عند التواجد في الأماكن العامة أو الجامعات، قد يسمع الطلاب صوت الآذان، وقد يكون هناك احترام خاص لوقت الصلاة في بعض المؤسسات التعليمية.
علاوة على ذلك، تتسم حياة الكثير من الأتراك بوجود بعض العادات الدينية التي ينبغي على الطلاب الأجانب التعرف عليها، مثل الصوم في شهر رمضان، والتقاليد المتعلقة بالعيدين (عيد الفطر وعيد الأضحى). في رمضان، على سبيل المثال، يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب طوال النهار، ويمكن أن يشعر غير المسلمين بالاختلاف عند التفاعل مع الأشخاص في هذا الشهر.
4. الملابس والتصرفات في الأماكن العامة
في حين أن تركيا تمتاز بقدر من التحرر مقارنة ببعض البلدان المجاورة، إلا أن هناك قواعد خاصة للملابس في بعض الأماكن العامة. فعلى سبيل المثال، في المناطق الريفية أو في الأماكن المقدسة مثل المساجد، يُتوقع من الزوار ارتداء ملابس محتشمة. في المساجد، يجب على النساء ارتداء الحجاب عند دخولها، بينما يمكن للرجال ارتداء ملابس غير مكشوفة. يعتبر احترام هذه القواعد أمرًا مهمًا في الحفاظ على سمعة الطالب في المجتمع التركي.
5. الطعام والشراب
الطعام التركي هو أحد أروع جوانب الثقافة التركية. المأكولات التركية متنوعة ولذيذة وتتنوع بين الأطباق الرئيسية والحلويات. من أشهر الأطعمة التركية التي يجب على الطلاب تجربتها هي “الكباب”، “البورك”، “المناقيش”، “الحلويات مثل البقلاوة” و”الآيس كريم التركي” (دوندورما). يتم تقديم الطعام في تركيا مع اهتمام بالغ بالتفاصيل، وعادة ما يتم تناوله مع العائلة أو الأصدقاء.
فيما يتعلق بالأكل في الأماكن العامة أو مع أصدقاء، يجب أن يكون الطالب على دراية بعدم الأكل والشرب في أماكن مفتوحة خلال ساعات الصيام في رمضان. من الأفضل أيضًا أن تُظهر التقدير للطعام الذي يُعرض عليك من قبل المضيفين.
6. الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية
تعتبر الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية جزءًا مهمًا من الحياة اليومية في تركيا. من أشهر الاحتفالات التي يجب أن يتعرف عليها الطلاب الأجانب هي احتفالات “عيد الفطر”، “عيد الأضحى”، “اليوم الوطني” (29 أكتوبر)، بالإضافة إلى “احتفالات الربيع” وغيرها. في هذه المناسبات، يشترك الأتراك في تبادل الزيارات وتقديم الهدايا والمشاركة في الاحتفالات المحلية.
تعتبر “حفلات الشاي” أيضًا من التقاليد الاجتماعية في تركيا، حيث يلتقي الأصدقاء والعائلة لتناول الشاي والحديث في جو من الألفة. في هذه التجمعات، يُتوقع من الطلاب إظهار الاحترام والمشاركة في المحادثات بطريقة مهذبة.
7. التركيز على التعليم واحترام المعلم
في تركيا، يُعتبر التعليم جزءًا أساسيًا من حياة الفرد، حيث يُحترم المعلمون وتُعتبر وظيفتهم من أهم الوظائف في المجتمع. داخل الفصل الدراسي، يُتوقع من الطلاب احترام المعلمين والانصات لهم بشكل جاد. يُمكن أن يُعتبر الحديث أو الشجار في الفصل أمرًا غير مقبول.
أيضًا، تركز الجامعات التركية على الأنشطة الأكاديمية بشكل كبير، وبالتالي، يُتوقع من الطلاب اتباع المعايير الأكاديمية العالية. الطلاب في تركيا يميلون إلى دراسة جادة ويُعتبر التفوق الأكاديمي من الأمور المحترمة في المجتمع الجامعي.
8. اللغة والعادات المرتبطة بها
اللغة التركية هي اللغة الرسمية في تركيا، ويجب على الطلاب الدوليين تعلم بعض الجمل والكلمات الأساسية لتسهيل التفاعل اليومي مع الناس. قد تكون مفردات مثل “مرحبًا” (Merhaba)، “شكرًا” (Teşekkür ederim)، و “من فضلك” (Lütfen) مفيدة جدًا في الحياة اليومية.
من المهم أيضًا أن يكون الطلاب على علم بنظام النداء في تركيا. عادةً ما يُتوقع من الشباب أن ينادوا على الكبار بلقب “أفندي” أو “سيدة” من باب الاحترام، ويجب تجنب استخدام الألقاب أو الأسماء بشكل غير لائق.
9. التعامل مع القضايا الاجتماعية والسياسية
تركيا بلد يشهد تنوعًا سياسيًا واجتماعيًا، ومن المهم على الطلاب الأجانب أن يكونوا على دراية بالحساسيات المتعلقة بالقضايا السياسية والدينية. قد تكون هناك بعض المواضيع التي يُفضل تجنب مناقشتها في الأماكن العامة مثل السياسة المحلية أو الدين، إلا إذا كان النقاش في بيئة مناسبة ومفتوحة.
10. المواصلات والعادات المتعلقة بها
تعتبر وسائل النقل في تركيا حديثة ومتطورة، لكن بعض القواعد المتعلقة باستخدامها قد تكون غير مألوفة بالنسبة للطلاب الأجانب. على سبيل المثال، يجب على الطلاب احترام الأولوية في الحافلات أو المترو، وعدم الانشغال بالهواتف أو الموسيقى بصوت مرتفع أثناء الرحلات. في بعض المدن الكبرى مثل إسطنبول، تعتبر وسائل النقل العامة من أهم وسائل التنقل، ويجب على الطلاب أن يكونوا مستعدين للتعامل مع حشود كبيرة في أوقات الذروة.
11. الاحترام للبيئة والمجتمع
يولي الأتراك اهتمامًا خاصًا بالنظافة والنظام في الأماكن العامة. من المهم أن يلتزم الطلاب بحماية البيئة وعدم رمي النفايات في الشوارع أو الأماكن العامة. كما يُتوقع من الطلاب احترام الأماكن السياحية والمواقع الطبيعية.
بإجمال، تُعد تركيا بلدًا غنيًا بالعادات والتقاليد التي تدمج بين الحداثة والتاريخ، ومن المهم للطلاب الأجانب التعرف على هذه التقاليد والممارسات ليتمكنوا من التكيف مع الحياة الاجتماعية والثقافية في هذا البلد الجميل. سواء كنت في إسطنبول، أو في مدينة صغيرة، فإن فهم هذه العادات سيساعدك على الاندماج بشكل أفضل واحترام ثقافة الشعب التركي.
