ظهور جزيرة جديدة في تونغا

في ديسمبر من عام 1853، على جزر تونغا، شهدت الجزيرة هزة أرضية شديدة أدت إلى انخفاض جزء كبير من الجزيرة في الشمال الشرقي، حيث تدفق المحيط هنا لمسافة تصل إلى 3.5 كيلومترات (تقريباً ما يعادل 2 ميل) داخل اليابسة. وقد حدثت فيضانات أيضاً، رغم أن حجمها كان أقل على الساحل الجنوبي الشرقي للجزيرة وصولاً إلى نوكوالوفا، حيث كانت المياه تغسل الجذور الشجرية في حديقة بجوار منزل دمر تماماً. كما ارتفعت الساحل الغربي للجزيرة بمقدار متر واحد تقريباً، واختفت أحد الينابيع التي كانت موجودة هناك سابقاً تحت الأرض.

تجدر الإشارة أيضاً إلى أن الغمر الذي حدث في الشواطئ الشمالية والشرقية، وارتفاع الشواطئ الغربية والجنوبية، كانت مصاحبة، تقريباً في نفس الوقت، بظهور جزيرة جديدة في الاتجاه الغربي. شهد هذه الحقيقة العديد من الشهود، بما في ذلك قبطان سفينة صيد الحيتان الذي كان يبحر على هذا المسار بانتظام والذي، بعد أن علقت سفينته على كثبان رملية بالقرب من الجزيرة الجديدة، قام بالنزول على اليابسة مع قارب وطاقم على الجانب الغربي منها. ووفقاً لشهادته، فإن الجزيرة كانت مرتفعة بحوالي عشرة سنتيمترات (عدة بوصات) فوق سطح البحر لمسافة تبلغ 130 كيلومترا (حوالي 70 ميل)، وكانت مغطاة برمال سوداء، تماماً مثل الرمال على شواطئ الجزر البركانية الأخرى في هذه المجموعة وجزر هاباي. وعلاوة على ذلك، كانت مئات الأطنان من الرمال تتدفق إلى البحر مع كل موجة. وقد استفسرت بشكل خاص من سكان تونغاتابو ما إذا كانوا قد شاهدوا سابقاً شيئاً مماثلاً لليابسة في تلك الاتجاه، فأجابوا بالنفي. وقد قدر السكان المحليون أن الجزيرة ظهرت في الليلة نفسها التي وقع فيها الزلزال (ليلة عيد الميلاد، 1853) وعندما غمر المحيط الأرض في هيهيفو (النقطة الشمالية).

هذه المعلومات تعتبر جزءاً من السجلات التاريخية المهمة التي توثق الأحداث الطبيعية الكبيرة التي شهدتها المنطقة في ذلك الوقت، وتسلط الضوء على قوة الظواهر الطبيعية وتأثيرها على البيئة والحياة البشرية في تلك الحقبة الزمنية.