في الرابع من يناير عام 1994، تعرضت ميناء كوريا في ولاية ماين الأمريكية إلى ظاهرة طبيعية نادرة ومثيرة للدهشة، حيث شهدت المياه اضطراباً غير عادي أحدث تغييرات ملحوظة في مستوى المياه داخل الميناء. تلك الظروف الغير مألوفة أثارت الرعب والدهشة بين الصيادين وسكان المنطقة، حيث لاحظوا ارتفاعاً غير عادي في مستوى المد والجزر، وتسارع في سرعة الرياح، وتقلبات في درجة الإضاءة، وانخفاضاً حاداً في مستوى المياه تلاه عودة سريعة للمياه بشكل مفاجئ في شكل موجة كبيرة.
وفي تلك اللحظات المروعة، شهد الصيادون والمتواجدون في الميناء تشكل موجة عاتية بارتفاع يتراوح بين 5 إلى 6 أقدام، حيث تسببت هذه الموجة في اضطراب شديد داخل الميناء، حيث تحولت المياه إلى دوامة عاتية، مما تسبب في تشابك بعض القوارب وانقلاب بعضها، بالإضافة إلى انزلاق بعض سيارات القرمزة في المياه وتيارها بعيداً عن مواقفها. كانت الصورة المشهودة في الميناء تعكس حالة من الفوضى والدمار، حيث غمرت المياه القوارب والمعدات، وانقلبت بعضها رأساً على عقب، بينما فقد بعضها زوجه الراسي بفعل قوة الأمواج.
تفسير ظاهرة هذه الموجة العاتية جاء من قبل جو كيلي، مدير الجيولوجيا البحرية في مسح ماين الجيولوجي، الذي أشار إلى أن هذه الظاهرة لا تأتي ضمن الظواهر الطبيعية المعتادة في المنطقة. وقد استبعد كيلي عدة أسباب محتملة لهذه الظاهرة، مثل عدم مطابقة الحدث لظاهرة “موجة الجزر” بسبب عدم تزامنه مع الجداول المد والجزر، كما استبعد أن تكون الظاهرة ناتجة عن تسونامي، حيث لم يكن هناك تقارير عن وقوع زلزال في المنطقة في تلك الفترة. بل أشار كيلي إلى احتمالية أن يكون سبب هذه الظاهرة هو انبعاث غاز الميثان من قاع البحر، حيث يعتقد أن هذا الغاز المحتجز في قاع المحيط قد أدى إلى تغيير فجائي في الضغط الجوي مما أدى إلى تكوين فقاعة غازية تحمل معها المياه نحو السطح، وعندما تنفجر تلك الفقاعة، يتدفق الماء بقوة مرة أخرى ليملأ الفراغ الذي تركته الفقاعة.
هذه الظاهرة الغير مألوفة أثارت الفضول والاهتمام لدى الباحثين والعلماء، حيث أنها تعتبر حالة نادرة وفريدة من نوعها، وتشكل موضوعاً للدراسات العلمية والأبحاث القادمة في مجال علم الجيولوجيا البحرية والظواهر الطبيعية المتعلقة بالمحيطات.